كما تعلمون فإن القتل العام للمسلمين الأبرياء في العراق ، خاصة في الفلوجة وبعض
المدن ، قد تفاقم.
إن جراة المحتلين والجيش الأمريكي على أرض العراق وشعبه ، يرسم لنا المستقبل المظلم
الذي يريدونه للعالم الإسلامي ،
وإن المسلمين ينتظرون من مراجع الدين المحترمين أن
يبينوا للعالم موقفهم الإسلامي الحاسم من هذه الإعتداءات .
لذا نطلب من حضرتكم أن تبينوا موقفكم من هذه الهجمة الصهيونية الصليبية الشرسة،
وما
يلاقيه المسلمون في العراق على أيدي الغزاة المحتلين .
وطبيعي أنه لايحفى على المسلمين الأحداث المشكوكة
التي يقوم بها تنظيم القاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية،
والتي هي صناعة أمريكية ، تتخذها أمريكا وسائل لأهدافها .
نسأل الله العلي القدير لحضرتكم طول العمر ودوام العز ، وأن ينصر الإسلام على
الكفر العالمي ، إنه سميع مجيب .
مع أن العراق كان يرزح تحت حكم صدام الجائر ، فإن غزو الكفار
واحتلالهم له خاصة أمريكا ، وإزاحتهم عميلهم السابق صدام ، إنما هو من أجل احتلال
هذا البلد ، والتسلط على شعبه ، والسيطرة على مقدراته ، ولو بقتل الألوف من أبناء
شعبه الأبرياء ، ومن ثم تعيين حكومة تابعة لهم .
لقد اتضح للقريب والبعيد أن أمريكا لم تكن معنية لا سابقاً ولا
لاحقاً ، بتحقيق الحرية والديمقراطية في العراق أوغيره ، وأن كل هدفها أن تعمم
شعارها وسياستهاعلى العالم باسم مكافحة الإرهاب ، حسب مفهومها هي عن الإرهاب!
وأن تقوي الدولة العنصرية اليهودية إسرائيل ، وتفرض هيمنتها على
البلاد العربية والإسلامية .
وأن تشكل بمساعدة اليهود حركات ذات أسماء إسلامية مثل حركة
القاعدة وتحركها لخدمة أهدافها .
إن قلوب المسلمين خاصة علماء الإسلام جريحة مما جرى ويجري في
العراق ، من بداية الإحتلال الأمريكي وبعده ، من جرائم العصابات المتسمية باسم
الإسلام وجرائم أمريكا سواء بسواء !
إن تفجيرات في العتبات المقدسة والمشاهد المشرفة في الكاظمين
الشريفين وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، وقتل العلماء الأعلام والشخصيات العلمية
والسياسية الشيعية ، والمؤمنين الأبرار ، وتفجير السيارات المفخخة في المناطق
المدنية ، وخطف الرهائن المسلمين وغير المسلمين ، وقتل زوار كربلاء والنجف على
الهوية ، وقصف المدن بالطائرات وقتل الأبرياء خاصة النساء والاطفال والشيوخ ،
والإجهازعلى الجرحى ، كما اعترف به الأمريكان في الفلوجة ، ومحاولات إثارة الصراع
المذهبي والقومي بين أبناء العراق .
إنها جميعاً سلسلة من الجرائم في حق شعب العراق ومقدراته
ومقدساته ، تدمي قلوبنا وتدفعنا أن نناشد المسؤولين في هذا البلد أن يفوتوا الفرصة
على العدو المحتل ، وكافة قوى الشر أن تحقق أغراضها الخبيثة في تدمير البلد وغرس
الفتنة فيه .
وأن نذكر القوات العراقية المسلحة بأن واجبها الشرعي أن تكون
مستقلة في قرارها ، وأن تعمل لمصلحة بلدها وشعبها ، ويحرم عليها أن تكون تابعة
للمحتل الذي لا يريد الخير للعراق وشعبه .
نسأل الله أن يجنب العراق وشعبه بجميع طوائفه وقومياته ، هذه
المصائب الكبرى ، وينقذه من براثن أعدائه المحتلين وعملائهم ، ويعجل فرج المنقذ
الأكبر بقية الله الإمام المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف .