كلمة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني «مدّ ظلّه العالي»
بمناسبة استشهاد كوكبة من علماء الدين في العراق، وذكرى استشهاد
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
أعرض في حديثي لنقطتين; النقطة الأولى: لقد تقرّر اعتبار غد الأربعاء يوماً لتأبين كوكبة من الشهداء من الشخصيات العلمية الدينيّة يزيد عددهم على المائة والخمسين، اُعدموا في زمن حكومة طاغوت العراق صدام المجرم السفّاك، وكان يُتوقّع أنّهم مسجونون وما زالوا على قيد الحياة، لأنّ أكثرهم كان قد تمّ اعتقالهم في انتفاضة الخامس عشر من شعبان وبعدها ـ أي خلال العقد الأخير ـ وكان يُتصوّر أنّهم اُودعوا السجون وأنّهم ما زالوا محبوسين فيها. لكن هذا المجرم السفّاح وحزبه الدموي كان شديد الحقد على علماء الإسلام ـ حاله في ذلك حال الطاغوت المقبور في إيران ـ.
ومع أنّ الظنّ الأقوى والديدن الإجرامي لهذا النظام كان أنّه لا يمهل العلماء الذين يعتقلهم بل كان يسارع إلى تصفيتهم جسدياً، لكن كان هناك احتمال ضعيف وبصيص من الأمل بالنسبة إلى بعضهم، فكان ذووهم يحتملون أنّه سيُفرج عنهم بعد مدّة فيعودون إلى عوائلهم الكريمة. ولكن بعد الأحداث الأخيرة في العراق وبعد أن فتحت السجون كلّها من قبل الجماهير فوجئ الجميع أنّ صداماً لم يبق على أحد منهم!
وهذه الثلّة من أهل الفضل والعلم ينحدر كثير منهم من أصول إيرانية وكان كثير منهم شخصيات دينيّة أو أقرباء لمراجع كبار حيث فجعت جلّ البيوتات العلمية بأكثر من فقيد من هذه المجموعة من الشهداء.
ولقد كنّا على معرفة بكثيرين منهم فقد كان بعضهم يحظى بدرجة علمية رفيعة، فمنهم المدرّس والمؤلّف، ومنهم صاحب التقريرات، ولقد طالعنا بعض تلك التقريرات واستفدنا من بعضها في كتاب الحجّ.
إنّ طاغوتنا المقبور كان يعتزم أن يقوم بمثل ما قام به نظام صدام في حوزاتنا الدينيّة في إيران ولكن المشيئة الإلهية والوقفة الشجاعة التي وقفها إمامنا الراحل (رضوان الله عليه) في وجه ذلك الطاغوت الأرعن أزاله من الوجود بدل أن يزيل حوزاتنا.
إنّ الطواغيت يشبه بعضهم بعضاً. وهكذا عزم طاغوت العراق على تدمير الحوزة العلمية في النجف الأشرف وعمل كلّ ما بوسعه طيلة حياته السياسية المشؤومة من أجل تخريبها ووجّه لها ضربات مؤلمة، ولكن أين هو الآن، وفي أي وضع يعيش؟ نسأل الله سبحانه أن يعذّبه في الدنيا ويريه نتيجة أعماله وإجرامه وما جنت يداه هنا قبل عذاب الآخرة والنار. فما أكثر الشهداء الذين سقطوا بسبب الحرب الظالمة التي فرضها هذا المجرم على شعبنا في إيران! وما أكثر الأذى الذي ألحقه بالشعب العراقي، فجعل الله له نصيباً من عذاب الدارين!
أمّا النقطة الثانية فهي أنّه تصادف يوم السبت المقبل الثامن من ربيع الأوّل ـ على الوجه المقارب للتحقيق ـ ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والد مولانا وإمام زماننا بقيّة الله في الأرضين الحجّة المهدي المنتظر (عج) وستعطّل الأسواق أيضاً بهذه المناسبة الأليمة.
وحيث أنّنا ينبغي أن نقيم وزناً لهاتين المناسبتين نلفت انتباهكم إلى عطلة السبت أيضاً وانّنا سنكون في خدمتكم يوم الأحد إن شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته