في:  
                       
 
 
 

من حياة سماحته قائمة المؤلفات الأحکام و الفتاوى الأسئلة العقائدية نداءات سماحته  الصور  لقاءات و زيارات
المکتبة الفقهية المختصة الصفحة الخاصة المواقع التابعة أخبار المكاتب وعناوينها الدروس المناسبات القرآن والمناجات

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني «مدّ ظلّه العالي»
يبارك للاُمّة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك


وجّه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني بياناً للاُمّة الإسلاميّة هنّاهم فيه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وفيما يلي نص البيان:
أهنئ جميع المسلمين وأهل العبادة والمناجاة جميعاً وبخاصة أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر نزول القرآن الكريم وسائر الكتب السماوية; هذا الشهر الفضيل فرصة مضاعفة من أجل العودة إلى الله تعالى، والاصلاح الحقيقي للنفس. إنّه الزمان الذي نستطيع فيه ومن خلال أداء فريضة الصيام الإلهية، أن نفجر في قلوبنا ينابيع الحكمة، وأن نغرس في صدورنا بنور الحكمة شجرة المعرفة المثمرة، ونحصل عن هذا الطريق على ثمرة اليقين المباركة، وكما ورد في حديث المعراج الشريف: «الصوم يورث الحكمة والحكمة تورث المعرفة والمعرفة تورث اليقين». هذا هو الشهر الذي وصفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل حلوله بقوله: «أيها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله».
فيا أيها المتعطشون للعبادة والمعرفة. ويا أيها الفقراء إلى الله، أيها الشباب الذين مازالت قلوبكم نقية وطاهرة، ادخلوا هذا الشهر العظيم بعزم وجدّ، وأعدّوا أنفسكم من الآن لكي تدركوا ليلة القدر، هذه الليلة التي تمثل زمن اتصال الملك والملكوت، وهي ليلة تنزّل ملائكة الله وإطلاعهم على مجالس المؤمنين ونقل طلباتهم إلى الحضرة الربوبية!
وواظبوا على حضور المساجد وأداء الفرائض الدينية. علينا أن نتطهّر من كل الأرجاس والظلمات التي كانت تحيط بنا في المدّة الماضية، وبكلمة: أن نخرق الحجب التي تحول بيننا وبين الله تعالى، ونوجد في أنفسنا نور الإخلاص واليقين، وهو ما يتمنّاه أولياء الله تعالى. يجدر بنا أن لا نقصّر في خدمة عبادالله، فهي من أفضل القربات، ولا نغفل عن مدّ يدالعون للمستضعفين و الأيتام فهو من أعظم الأعمال. لنتسلّح سلاح الدعاء فهو أمضى سلاح، ونسأل الله تعالى وندعوه أن يحلّ مشكلات الإسلام وعامة المسلمين.
حذار أن ينقضي عنّا شهر رمضان وتبقى قلوبنا خالية من النور الإلهي، والعياذ بالله. لا ينبغى أن تبقى عباداتنا على ما كانت عليه في السابق خاوية لا روح فيها، فلا تكون سبباً للصعود والعروج، فنبقى ـ لا سمح الله ـ في الحضيض الذي كنّا فيه. إيّانا أن نبقي القرآن مهجوراً كما كان، و نحرم بذلك أنفسنا من المائدة الإلهية العظيمة.
إنّني أوُصي جميع الفضلاء وأهل العلم والخطباء المحترمين أن يجعلوا القرآن الكريم وأحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) محور أحاديثهم، وأن يعرّفوها للناس، ويعالجوا من هذا الطريق الأدواء الفردية والاجتماعية، وان يتجنبوا الخوض في المنازعات والمشاحنات السياسية العقيمة التي تحرم المؤمنين حلاوة لذة العبادة وتبدّله علقماً مرّاً، وأن يسعى جميع الأخوة من أجل تعزيز وترسيخ البنى الدينية والعقائديّة للناس.

محمد الفاضل اللنكراني
4/8/1382 هـ.ش