يشهد العالم اليوم مع الأسف - ومعهم المسلمون وجميع الأحرار في الدنيا - سياساسات التعسف والغطرسة التي تمارسها أمريكا مجرمة القرن العظمى، هذه الدولة التي كان ديدنها الظلم والتحكم والنهب والتآمر ضد الشعوب الأخرى طيلة حياتها، متذرعة بشعارات الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان الزائفة.
واليوم حيث يهُمّ الشيطان الأكبر (أمريكا المجرمة) بدعم وتخطيط صهيوني بالهجوم على بلد العراق المسلم، ينبغي لنا أن ندرك أن الهدف الرئيسي لهذا العدوان هو تحقيق حاكمية وسيطرة اليهود على العتبات المقدسة والمراكز الدينية المشرّفة للمسلمين.
هاهي شعوب العالم ترى اليوم بجلاء وعلانية كيف أنه على الرغم من الرفض العالمي الذي لم يسبق له مثيل، وعدم وجود مجوّز قانوني من قبل المؤسسات الدولية [كمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة] قررت الأيادي الأصلية لإسرائيل - أي أمريكا وبريطانيا - أن تحتل البلد الإسلامي (العراق) وتسيطر على مصادره المالية والاقتصادية.
صحيح أن المسلمين عانوا من حكومة البعث في العراق الأمرّين، ولقوا منها أشد المصائب، وقدّمت إيران الإسلامية خلال ما يقرب من ثماني سنوات من الحرب المفروضة عليها من هذا النظام خيرة شبابها فداء للإسلام، وما زالت تعاني من الآثار المدمرة لهذه الحرب..، ولكن السؤال: هل يجب أن يتحرر العراق بواسطة دولة لا تفكر إلا بتعزيز إسرائيل في المنطقة، أم ينبغي أن يكون التحرير على يد الشعب العراقي المضطهَد نفسه؟
على أمريكا أن تعلم أنها بتصرفاتها المعادية هذه إنما تستعدي العالم الإسلامي والمسلمين كافة، وتعمق السخط الموجود ضدها. فقد كانت الحوزات العلمية الدينية - والمراجع الشيعية - بخاصة وزعماء وقادة الدول الإسلامية ونخبها ومفكروها يأملون بحلّ سلمي لهذه المسألة. أما وأن أمريكا قد أعدت نفسها للحرب ضد كل الدول الإسلامية، فلتعلم أن المسلمين في العراق أظهروا على مر التاريخ أنهم لا يستسلمون للعدوان أبداً، وأن أمريكا بدخولها في هذه المهلكة ستسجل بداية اضمحلالها.
وعلى الحكومات وزعماء الدول الإسلامية كافة أن يصمدوا في وجه هذه الهجمة الشرسة ولا يقفوا مكتوفي الأيدي غير مبالين. فإن العراق ومستقبله يحظى بأهمية عظمى لنا ولجميع المسلمين، ويجب علينا جميعاً أن نسعى للمحافظة عليه.
إنني أعلن عن بالغ الأسى والقلق وأمدّ يد الضراعة لإمام العصر المهدي المنتظر (عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف) ليشملنا برعايته الخاصة وأدعيته الزاكية وأن يسأل الله تعالى العزة و الاستقلال للمسلمين جميعاً. يد اللَّه فوق أيديهم.
محمد فاضل اللنكراني
15 محرم 1423ه