قرآن، حديث، دعا |
زندگينامه |
کتابخانه |
احكام و فتاوا |
دروس |
معرفى و اخبار دفاتر |
ديدارها و ملاقات ها |
پيامها |
فعاليتهاى فرهنگى |
کتابخانه تخصصى فقهى |
نگارخانه |
اخبار |
مناسبتها |
صفحه ويژه |
|
و قد رأى ما رأى من وبال أمره من لدن نشبت عليه أظفار المنية إلى آخر مواقف يوم
القيامة.
و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: و لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له
الآية، عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين يقال له: أبو
أيمن فقال: يا أبا جعفر تغرون الناس و تقولون: شفاعة محمد، شفاعة محمد فغضب أبو
جعفر حتى تربد وجهه، ثم قال: ويحك يا أبا أيمن أ غرك أن عف بطنك و فرجك؟ أما لو
قد رأيت أفزاع القيمة لقد احتجت إلى شفاعة محمد، ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له
النار؟ قال: ما من أحد من الأولين و الآخرين إلا و هو محتاج إلى شفاعة محمد
(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر: إن لرسول الله
الشفاعة في أمته، و لنا شفاعة في شيعتنا، و لشيعتنا شفاعة في أهاليهم، ثم قال:
و إن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة و مضر، و إن المؤمن ليشفع لخادمه و يقول: يا رب
حق خدمتي كان يقيني الحر و البرد.
أقول: قوله (عليه السلام): ما من أحد من الأولين و الآخرين إلا و هو محتاج إلى
شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ظاهرة أن هذه الشفاعة العامة غير التي
ذكرها بقوله: ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار و قد مر نظير هذا المعنى في
رواية العياشي عن عبيد بن زرارة عن الصادق (عليه السلام).
و في هذا المعنى روايات أخر روتها العامة و الخاصة، و يدل عليه قوله تعالى: "و
لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق و هم يعلمون:" الزخرف -
86، حيث يفيد أن الملاك في الشفاعة هو الشهادة، فالشهداء هم الشفعاء المالكون
للشفاعة، و سيأتي إن شاء الله في قوله تعالى: "و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا
شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا:" البقرة - 143، أن الأنبياء شهداء
و أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) شهيد عليهم، فهو (صلى الله عليه وآله
وسلم) شهيد الشهداء فهو شفيع الشفعاء و لو لا شهادة الشهداء لما قام للقيامة
أساس.
و في تفسير القمي، أيضا: في قوله تعالى: و لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن
له. قال (عليه السلام): لا يشفع أحد من أنبياء الله و رسله حتى يأذن الله له
إلا رسول الله فإن الله أذن له في الشفاعة قبل يوم القيامة، و الشفاعة له و
للأئمة من ولده ثم من بعد ذلك للأنبياء.
و في الخصال،: عن علي (عليه السلام) قال قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم): ثلاثة يشفعون إلى الله عز و جل فيشفعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم
الشهداء.
أقول: الظاهر أن المراد بالشهداء، شهداء معركة القتال كما هو المعروف في لسان
الأئمة في الأخبار لا شهداء الأعمال كما هو مصطلح القرآن.
و في الخصال، في حديث الأربعمائة: و قال (عليه السلام): لنا شفاعة و لأهل
مودتنا شفاعة.
أقول: و هناك روايات كثيرة في شفاعة سيدة النساء فاطمة (عليها السلام) و شفاعة
ذريتها غير الأئمة و شفاعة المؤمنين حتى السقط منهم.
ففي الحديث المعروف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تناكحوا تناسلوا فإني
أباهي بكم الأمم يوم القيامة و لو بالسقط يقوم محبنطئا على باب الجنة فيقال له:
ادخل فيقول: لا حتى يدخل أبواي الحديث.
و في الخصال، عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: إن
للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون و الصديقون، و باب يدخل منه الشهداء
و الصالحون، و خمسة أبواب يدخل منها شيعتنا و محبونا، فلا أزال واقفا على
الصراط أدعو و أقول: رب سلم شيعتي و محبي و أنصاري و من تولاني في دار الدنيا
فإذا النداء من بطنان العرش، قد أجيبت دعوتك، و شفعت في شيعتك، و يشفع كل رجل
من شيعتي و من تولاني و نصرني و حارب من عاداني بفعل أو قول في سبعين ألفا من
جيرانه و أقربائه، و باب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله و
لم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.
و في الكافي،: عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رسالته إلى
أصحابه قال (عليه السلام): و اعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه لا
ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا من دون ذلك من سره أن ينفعه شفاعة الشافعين عند
الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه.
و في تفسير الفرات،: بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: قال جابر لأبي جعفر
(عليه السلام): جعلت فداك يا بن رسول الله حدثني بحديث في جدتك فاطمة و ساق
الحديث يذكر فيه شفاعة فاطمة يوم القيامة إلى أن قال: قال أبو جعفر (عليه
السلام): فوالله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين
الطبقات نادوا كما قال الله تعالى فما لنا من شافعين و لا صديق حميم فلو أن لنا
كرة فنكون من المؤمنين، قال أبو جعفر (عليه السلام): هيهات هيهات منعوا ما
طلبوا و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون.
أقول: تمسكه (عليه السلام) بقوله تعالى: فما لنا من شافعين يدل على استشعار
دلالة الآيات على وقوع الشفاعة و قد تمسك بها النافون للشفاعة على نفيها و قد
اتضح مما قدمناه في قوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين وجه دلالتها عليها
في الجملة، فلو كان المراد مجرد النفي لكان حق الكلام أن يقال: فما لنا من شفيع
و لا صديق حميم، فالإتيان في حيز النفي بصيغة الجمع يدل على وقوع شفاعة من
جماعة و عدم نفعها في حقهم، مضافا إلى أن قوله تعالى: فلو أن لنا كرة فنكون من
المؤمنين بعد قوله: فما لنا من شافعين و لا صديق حميم المسوق للتحسر تمن واقع
في حيز التحسر و من المعلوم أن التمني في حيز التحسر إنما يكون بما يتضمن ما
فقده و يشتمل على ما تحسر عليه فيكون معنى قولهم: فلو أن لنا كرة معناه يا
ليتنا نرد فنكون من المؤمنين حتى ننال الشفاعة من الشافعين كما نالها المؤمنون،
فالآية من الآيات الدالة على وقوع الشفاعة.
و في التوحيد،: عن الكاظم عن أبيه عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قيل:
يا بن رسول الله كيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر، و الله تعالى يقول: و لا
يشفعون إلا لمن ارتضى و من ارتكب الكبيرة لا يكون مرتضى؟ فقال (عليه السلام):
ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك و ندم عليه، و قال النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم): كفى بالندم توبة، و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) من سرته حسنة و
ساءته سيئة فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن و لم تجب له
الشفاعة و كان ظالما و الله تعالى ذكره يقول: ما للظالمين من حميم و لا شفيع
يطاع، فقيل له: يا بن رسول الله و كيف لا يكون مؤمنا من لا يندم على ذنب يرتكبه
فقال: ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي و هو يعلم أن سيعاقب عليه إلا ندم على
ما ارتكب، و متى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة، و متى لم يندم عليها كان مصرا و
المصر لا يغفر له، لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، و لو كان مؤمنا بالعقوبة
لندم و قد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا كبيرة مع الاستغفار و لا
صغيرة مع الإصرار، و أما قول الله عز و جل: و لا يشفعون إلا لمن ارتضى فإنهم لا
يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه، و الدين الإقرار بالجزاء على الحسنات و
السيئات، فمن ارتضى دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في
القيامة.
أقول: قوله (عليه السلام) و كان ظالما، فيه تعريف الظالم يوم القيامة و إشارة
إلى ما عرفه به القرآن حيث يقول: "فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين"
الذين يصدون عن سبيل الله و يبغونها عوجا و هم بالآخرة كافرون": الأعراف - 44
45، و هو الذي لا يعتقد بيوم المجازاة فلا يتأسف على فوت أوامر الله تعالى و لا
يسوؤه اقتحام محارمه إما بجحد جميع المعارف الحقة و التعاليم
|