(الصفحة 23)
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً}(1) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني»(2).
- 1 . سورة الأحزاب 33 : 57 .
- 2 . فضائل أهل البيت(عليهم السلام) : 240 ح375 ، المستدرك على الصحيحين3 : 173 ح475 ، السنن الكبرى للبيهقي 15 : 276 ح21460 ، كنز العمّال 12 : 111 ح34241 .
- كتاب سليم بن قيس 2 : 869 ح48 ، شرح الأخبار 3 : 30 ح970 ، الأمالي للصدوق : 165 ح163 مع زيادة ، كفاية الأثر : 65 ، دلائل الإمامة : 135 ح43 ، تفسير روض الجِنان وروح الجَنان 4 : 318 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 332 ، كشف الغمّة 2 : 92 ـ 93 ، بحار الأنوار 43 : 39 ح40 وص54 ح48 وص76 ح63 وص80 ح68 ، إحقاق الحقّ 10 : 209 ـ 211 ، وج19 : 77 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 150 ، وج2 : 1050 .
(الصفحة 24)
من أكبر مفاخر الشيعة اعتقادهم وتمسّكهم بشخصيّة نادرة تعتبر بحقّ سيّدة نساء العالمين(1) ، وتتمتّع بمقام العصمة والطهارة ، فإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) بمقتضى آية التطهير(2) ـ النازلة في الخمسة الطاهرين وفي مقدّمتهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)ـ منزّهة عن كلِّ رجس ودنَس بحسب الإرادة التكوينيّة لله تعالى ، ومتّصفة كذلك بالطهارة المطلقة من كلّ جهة(3) .
إنّ المقام الشامخ الذي تتمتّع به هذه السيّدة العظيمة لايرقى إليه أُفق تفكيرنا البشري القاصر ، ولا تطاله يد فكرنا المحدود(4) ، فهي طليعة الشهداء في طريق الولاية والإمامة ، ولطالما افتخر الأئمّة المعصومون(عليهم السلام) بكونهم من ذرّيّتها(5) .
- 1 . تقدّم في ص14 هامش 2 .
- 2 . سورة الأحزاب 33 : 33 .
- 3 . تقدّم في ص16 هامش (1 ،2) .
- 4 . تقدّم في ص15 هامش 1 .
- 5 . الروايات الدالّة على ذلك كثيرة جدّاً ونشير إلى مصادر بعضها : مقتل الحسين (عليه السلام) لأبي مخنف : 117 ، مقاتل الطالبيّين: 70 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي : 59 ، 71 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 49 ـ 50 .
- تفسير فرات الكوفي : 246 ح331ـ 333 ، مقتل الحسين (عليه السلام) لابن أعثم الكوفي : 172 ، تفسير العيّاشي 2 : 303 ح120 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 : 42 ح2 ، الأمالي للمفيد : 116 ح9 ، الإرشاد للمفيد 2 : 15 ، 97ـ 98 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 36 و 51 ، الاحتجاج 1 : 417 ، 419 ـ 420 ، وج2 : 23 ، بحار الأنوار 8 : 13 ح12 ، وج27 : 204 ح7 وص207 ح15 و 16 ، وج44 : 49 ح5 وص90 ح4 وص206 ح2 وج45 : 6 و 139 ، إحقاق الحقّ 4 : 288 ، وج9 : 124 و 199 .
(الصفحة 25)
فاطمة هي المرأة التي عاشت ذروة المظلوميّة ، ورغم مصائبها الكثيرة ـ لا سيّما مصيبة فقد النبيّ(صلى الله عليه وآله)وحسّاسيّة الموقف بحيث إنّ الشخص العادي لا يستطيع التفوّه بكلمته الاعتياديّة ـ قامت بإيراد خطبتها الغرّاء(1) أمام الحكّام ورموز القوم ، حتّى أنّ أرباب المعرفة عجزوا عن إدراك هذا الأمر ; وهو أنّ امرأة في مثل هذه الظروف العصيبة كيف تستطيع أن تتكلّم بمثل ذلك الكلام المتين والمستدلّ ، لاسيّما المطالب المتعلّقة بمسائل مهمّة جدّاً ; من التوحيد والنبوّة والإمامة ;
وكذلك توبيخ وتقريع الأشخاص الذين فضّلوا الراحة والقعود ، وتركوا أداء واجبهم الرسالي وتكليفهم الإلهي ، وسكتوا عن الحقّ تجاه الظالمين .
أجل ، يجب علينا أن نعترف بأنّنا ومع الأسف لم نتمكّن من التعرّف على هذه الجوهرة اليتيمة بعد مضيّ أكثر من ألف وأربعمائة عام ، والأنكى من ذلك أنّ الجهل والأهواء النفسانيّة والانخداع
بالأفكار الجديدة ظاهراً دفعت ببعض المنحرفين عن جادّة الصواب إلى التشكيك في مقاماتها الرفيعة .
- 1 . تقدّم في ص18 هامش 3 .
(الصفحة 26)
أجل ، لا يتمكّن الفهم البشري الطبيعي من إدراك هذه الحقيقة ، وهي أنّ امرأة من نوع البشر تتوصّل في معراج الكمال المعنوي والتعالي الإنساني إلى حدّ يكون رضاها معياراً لرضا الله تعالى(1) .
ومنذ مدّة ونحن نرى ونسمع بعض المقولات التي تتضمّن
مطالب عارية عن الحقيقة وكاشفة عن عناد أصحابها ولجاجهم بحيث يتألّم لها ضمير كلّ إنسان منصف وطالب حقيقة ; فصحيح
أنّ مسألة الوحدة الإسلامية كانت مورد تأكيد لباني الثورة الإسلاميّة الكبير سماحة الإمام الخميني(قدس سره) ، ولكن لم يكن مراده أن يرفع الشيعة يدهم عن مبانيهم الاعتقاديّة ، ومبادئهم المتيقّنة ، ويشاهدوا موجة الافتراء والكذب تسري حتّى بالنسبة إلى فاطمة الزهراء سلام
الله عليها ;
بل مراده بشكل صريح أن يصبح المسلمون قوّة عظمى قبال أعداء الإسلام وقوى الاستكبار العالمي ، لكيلا يطمعوا في إيجاد ثغرة في الإسلام ;
فعلى جميع الشيعة وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) أن يقيموا مواكب العزاء ومجالس المآتم يوم الاثنين ; وهو الثالث من جمادى الثانية حيث وردت الرواية الصحيحة بأنّ هذا اليوم يصادف يوم استشهاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) (2) ، وقد قرّرت حكومة الجمهوريّة الإسلاميّة أن يكون هذا
- 1 . تقدّم في ص7 هامش 4 .
- 2 . الأقوال والروايات في تأريخ شهادتها (عليها السلام) مختلفة وصلت إلى عشرة أقوالاً ، نذكرها مع بعض مصادرها :
الأوّل : مصادر القول بكون الشهادة في اليوم الثالث من جمادى الثانية :
- تاريخ الطبري 3 : 240 ، مقاتل الطالبيّين : 49 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 177 ح4761 ، دلائل النبوّة للبيهقي 6 : 365 ، الاستيعاب : 926 و 928 الرقم 3411 ، مقتل الحسين(عليه السلام)للخوارزمي 1 : 83 ، اُسد الغابة 6 : 228 الرقم 7175 ، الكامل لابن الأثير 2 : 200 ، تهذيب الكمال 22 : 389ـ 390 الرقم 8488 ، سير أعلام النبلاء 3 : 430 الرقم 114 ، البداية والنهاية 6 : 327 ، مجمع الزوائد 9 : 212 .
- مصباح المتهجّد : 793 ، دلائل الإمامة : 79 ح18 وص134 ح43 ، إعلام الورى 1 : 300 ، إقبال الأعمال 3 : 161 ، كشف الغمّة 2 : 128 ، المصباح للكفعمي : 522 ، بحار الأنوار 43 : 9 ح16 ، وص170 ح11 وص188 ح19 ، وص196 ح26 وص213 ح44 ـ 46 ، إحقاق الحقّ 10 : 460ـ 462 ، وج19 : 176 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2 : 784 ح8 وص787 ـ 799 ح17 ، 19 ، 21 ، 27 ، 31 ـ 33 ، 35 ، 36 ، 39 و40 وص1089 ح5 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 415 ح24 وص419 ح34 وص424 ح45 وص427 ح51 وص428 وص431 ح61 وص432 ح63 .
الثاني : مصادر القول بكون الشهادة 70 أو 72 أو 75 يوماً بعد رحلة رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
مروج الذهب 2 : 282 ، الاستيعاب : 926 و 928 ، الرقم 3411 ، اسد الغابة 6 : 228 ، الرقم 7175 ، ذخائر العقبى : 52 ، تهذيب الكمال 22 : 390 ، الرقم 8488 ، البداية والنهاية 6 : 327 ، مجمع الزوائد 9 : 165ـ 166 .
(الصفحة 27)
- الكافي 1 : 241 ح5 وص458 ح1 ، وج4 : 561 ح4 ، شرح الأخبار 3 : 33 ح973 ، كفاية الأثر : 65 ، دلائل الإمامة : 79 ح18 وص134 ح43 ، روضة الواعظين 1 : 143 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 357 ، كشف الغمّة 2 : 129 ، بحار الأنوار 43 : 7 ح8 ـ 10 وص9 ح16 وص79 ح67 وص156 ح3 وص180 ح16 وص195 ح22 و 24 وص212 ح41 ، إحقاق الحقّ 10 : 461ـ 462 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 514 ح3 ، وج2 : 548 ح4 وص788 ـ 797 ح22 ، 24 ، 27 و 29 وص11150 ح12 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 133 ح59 وص401ـ 418 ح1 ، 4 ، 15 و 33 .
الثالث : مصادر القول بكون الشهادة أربعين يوماً أو ليلة بعد رحلة رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
مروج الذهب 2 : 282 ، مقاتل الطالبيّين : 49 ، مقتل الحسين(عليه السلام)للخوارزمي 1 : 85 ، ذخائر العقبى : 52 .
كتاب سليم بن قيس 2 : 870 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 357 و 362 ، كشف الغمّة 2 : 126 ، بحار الأنوار 43 : 7 ح8 وص180 ح16 وص191 ح20 وص199 ح29 وص212 ح41 وص215 ح45 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2 : 548 ح5 وص783 ح6 وص786 ح12 وص798 ح32 و1080 ح13 ، 14 وص1091 ح6 وص1094 ح10 وص1105 ح5 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 400 ـ 427 ح11 ، 15 ، 39 و 51 .