(الصفحة 33)
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً}(1)
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : فاطمة بضعةٌ (شجنة) منّي يؤذيني ما آذاها(2) .
- 1 . سورة الأحزاب 33 : 57 .
- 2 . فضائل أهل البيت(عليهم السلام) : 241 ح378 ، صحيح مسلم 4 : 1512 ح94 / 2449 ، سنن الترمذي 5 : 698 ح3878 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 173 ح4751 ، التفسير الكبير للفخر الرازي 9 : 595 ، تفسير غرائب القرآن 6 : 74 ، كنز العمّال 12 : 107 ح34215 ، وفي آخر سنن الترمذي والمستدرك وكنز العمّال : «وينصبني ما أنصبها» .
معاني الأخبار : 303 ح1 و 2 ، إعلام الورى 1 : 294 ، بحار الأنوار 43 : 26 ح26 ، وفي معاني الأخبار والبحار : «ويسرّني ما سرّها . . .» ، إحقاق الحقّ 10 : 209ـ 210 ، وج19 : 78 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 145 ح8 ـ 11 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 336 ح7 .
(الصفحة 34)
إضافة إلى ما ذكرناه في السنة الماضية في الذكرى السنويّة لشهادة الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فإنّنا بتكريمنا وتعظيمنا ذكرى شهادة هذه السيّدة العظيمة أوّلاً ، والتي هي أهمّ شخصيّة استشهدت في طريق الولاية ثانياً ، نجدّد العهد والميثاق بالمقام الشامخ للولاية التي أكمل الله بها الدِّين وأتمَّ بها النعمة(1) .
فاطمة التي رضاها رضا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ورضا رسول الله(صلى الله عليه وآله)رضا الله(2) ، فاطمة التي يفختر أئمّتنا المعصومين(عليهم السلام)أنّهم من ذريّتها(3) ; بمعنى أنّ أكمل الناس الذين عرفتهم البشرية يفتخرون بأنّ اُمّهم فاطمة سلام الله عليها .
فاطمة التي لم تعش إلاّ حياةً قصيرةً جدّاً(4) جعلت من التشيّع ضماناً .
فاطمة التي بخطبتها الغرّاء(5) حيّرت عقول المحبّين والأعداء .
- 1 . إشارة إلى قوله ـ تعالى ـ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلاَمَ دِيناً . . .)سورة المائدة 5 : 3 .
- 2 . مائة منقبة 126 منقبة 61 ، مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي 1 : 60 ، فرائد السمطين 2 : 607 ح391 ، بحار الأنوار 27 : 116 ح94 ، إحقاق الحقّ 10 : 166 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 171ـ 172 ح1 .
- 3 . تقدّم في ص22 هامش 5 .
- 4 . تقدّم في ص18 هامش 2 .
- 5 . تقدّم في ص18 هامش 3 .
(الصفحة 35)
فاطمة التي ببكائها المستمرّ(1) داخل وخارج المدينة المنوّرة أفصحت عظمة مصيبتها من فقدان أبيها ، ومظلوميّة زوجها حتّى أسمعت آذان الجميع وحتّى يومنا هذا ; فإنّ طنين صداها يهزّ أركان المدينة .
نحن الشيعة نفتخر بأنّ المعارف الحقيقيّة الخالية من الشوائب لديننا ، أخذناها من أولادها المعصومين(عليهم السلام) . هذه المعارف يقبلها العقل السليم والمنطق . والتي تتماشى مع كلّ زمان وفي جميع الظروف . هذه المعارف ذات الشموليّة التي تجيب على أسئلة البشريّة .
إنّ الشعب الإيراني الكبير استطاع أن يقف بوجه الظلم والظالمين واستطاع أن يحصل على عزّته واستقلاله من خلال اعتماده على مذهب فاطمة وأولادها المعصومين(عليهم السلام) . لذلك ; فإنّ أعداءنا أقسموا على محو الإسلام عن هذا الشعب العظيم من خلال إبعاده عن الأيّام الفاطميّة وعاشوراء وشعبان ورمضان وبعدها يتمكّنوا من نشر أهدافهم المشؤومة .
من هنا اُذكّركم ثانيةً من لزوم تعظيم هذه الأيّام وإقامة مجالس المصيبة والعزاء ; وهي السيرة العمليّة والسليمة للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، وليس لهذا الأمر ارتباط بمسألة الوحدة الإسلاميّة . فالوحدة الإسلاميّة التي أكّد عليها الإمام الخميني العظيم
- 1 . تقدّم في ص19 هامش 1 .
(الصفحة 36)
وآية الله السيّد البروجردي(قدس سرهما)لاتعني أن يترك الشيعة عقائدهم السليمة أو يسكتوا عنها . وإنّما المقصود من الوحدة الإسلاميّة وحدة جميع المسلمين في مقابل الاستكبار العالمي الداعي إلى هدم المباني الإسلاميّة المتقنة بإلهام من الصهيونيّة العالميّة .
فعلى جميع الشيعة إحياء يوم الثالث من جمادى الثانية ، التي قد أعلنت الجمهوريّة الإسلاميّة عطلة رسميّة بهذه المناسبة . وأن تُقيم المحافل ومجالس العزاء في كلّ شارع وزقاق حتّى يصل حقّ هذه الشهيدة المظلومة إلى آذان الجميع .
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ}(1) فنور الله واضح على طول التاريخ ليضيء به تلك القلوب الخالية من التعصّب والعناد .
محمّد الفاضل اللنكراني
1424 هـ . ق
(الصفحة 37)
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً}(1)
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : فاطمة بضعة (شجنة) منّي يؤذيني ما آذاها(2) .
في ذكرى أيّام شهادة المعصومة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) . هذه الموجودة الشريفة التي بالإضافة إلى كونها اُمّ أبيها ، فهي اُمّ الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)(3) . فهي في الحقيقة محور أهل بيت العصمة والطهارة ،
- 1 . سورة الأحزاب 33 : 57 .
- 2 . تقدّم في ص30 هامش 1 .
- >3 . مقاتل الطالبيّين : 46 ، الاستيعاب : 928 ، الرقم 3411 ، مقتل الحسين(عليه السلام)للخوارزمي 1 : 51 و 59 ، اُسد الغابة 6 : 223 ، الرقم 7175 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 49 ـ 50 ، تهذيب الكمال 22 : 386 ، الرقم 8488 ، سير أعلام النبلاء 3 : 425 ، الرقم 114 ، البداية والنهاية 6 : 325 ، كنز العمّال 12 : 105 ح34208 .
- تفسير فرات الكوفي : 246 ح331ـ 333 ، تفسير العياشي 2 : 303 ح120 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1 : 42 ح2 ، كفاية الأثر : كلّها تقريباً ، الأمالي للمفيد : 116 ح9 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 357 ، كشف الغمّة 2 : 76 ، بحار الأنوار 8 : 13 ح12 ، وج22 : 152 ح4 ، وج27 : 204 ح7 وص207 ح15 و16 ، وج43 : 16 ح15 وص19 ح19 ، وج102 : 180 ، 200ـ 201 ، إحقاق الحقّ 4 : 288 ، وج9 : 124 ، 199 و 209 ، وج10 : 12 ، 16 و 113 ، وج13 : 77 و79 ، وج19 : 4 و 13 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 89 ح2 وص125 ح16 وص156 ـ 158 ح1 و 2 ، وج2 : 783 ح7 وص900ـ 902 وص1029ـ 1030 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 28ـ 29 ح28 وص431 ح63 وص473ـ 478 ح1 ـ 6 .