(الصفحة 38)
ورمز عظمة الخلقة البشريّة ، ولم يعرف قدرها ومكانتها حتّى شيعتها ومحبّيها .
فهي اُنسيّة(1) في حقيقة نورانيّة بقي نورها محتجب خلف حُجب
- 1 . راجع تاريخ مدينة الإسلام (بغداد) 14 : 288 ، الرقم 6725 ، وذخائر العقبى : 26 و 36 ، وميزان الاعتدال 1 : 81 ، الرقم 291 ، ولسان الميزان 1 : 199 الرقم 424 .
- تفسير فرات الكوفي : 76 ح49 وص211 ح286 وص216 ح290 وص321 ح435 ، الأمالي للصدوق : 175 ح178 وص546 ح728 ، التوحيد : 118 ح21 ، علل الشرائع 1 : 218 ح2 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)1 : 116 ح3 ، معاني الأخبار : 396 ح53 ، دلائل الإمامة : 146 ح52 وص148 ح55 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 335 ، كشف الغمّة 2 : 85 ، تفسير البرهان 4 : 337 ح8319 ، بحار الأنوار 4 : 4 ح4 ، وج8 : 119 ح6 وص151 ح89 وص189 ح160 ، وج18 : 351 ح61 ، وج36 : 361 ح232 ، وج37 : 82 ح49 ، وج43 : 4 ـ 7 ح2 ، 3 ، 5 و 8 وص18 ح17 وص43 ح42 ، وج44 : 241 ح33 ، وج81 : 112 ح37 ، إحقاق الحقّ 4 : 475 ، وج10 : 6 ، 7 ، 11 ، 16ـ 18 ، 222 ، 312 ، وج19 : 5 ، 7 و 8 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 34 ـ 43 ح1 ، 2 ، 5 ، 6 ، 9 ـ 11 ، 15 ، 17 ، 19 و 22 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 321ـ 323 .
(الصفحة 39)
الظلم والجهل والعناد والعداء ، ولتبقى مستورة إلى يوم القيامة . وهي موضع افتخار لشيعتها ، بل ولجميع الإنسانيّة ، وحتّى الملك والملكوت لوجود هذا الكوثر(1) الإلهيّ العظيم ، وهي سبب بقاء دين الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) .
فهي مصدر الكمالات والعلوم والسجايا والتي من خلال أبناءها الطاهرين ارتوت البشريّة من ذلك المعين . ففي الواقع لو لم
تكن الصدِّيقة الزهراء (عليها السلام) ولم تكن تلك الدرّة الثمينة متجلّية في
هذا الوجود ، لكان عالم التكوين والتشريع يعيش في بحر من الظلمات .
فكلّ إنسان يجب عليه بحسب الآية القرآنية الشريفة: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}(2) أن يؤدّي الحقّ العظيم للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في هداية البشرية ، وهذا الحقّ العظيم والتكليف الكبير والواجب الجسيم إنّما يتمثّل في محبّة ومودّة ذوي قربى
- 1 . التفسير الكبير للفخر الرازي 11: 313، تفسير غرائب القرآن 6: 576، جوامع الجامع 4: 547، مجمع البيان 10: 412ـ 414، تفسير روض الجِنان وروح الجَنان 20: 427ـ 430، الميزان في تفسير القرآن 20: 370ـ 371، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1: 92.
- 2 . سورة الشورى 42 : 23 .
(الصفحة 40)
الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتي على رأس قرباه الزهراء الطاهرة (عليها السلام) (1) .
وهذا الأمر بعنوان تكليف شرعيّ وواجب في عنق جميع أبناء البشريّة إلى يوم القيامة ، ولا يختصّ بزمانها (عليها السلام) فقط . فالمودّة بالنسبة إلى فاطمة (عليها السلام) يتمثّل في تكريمها ، وتعظيم شخصيّتها (عليها السلام) ، وإحياء أمرها وذكر مصائبها ، والمشقّات التي حلّت بهذه العزيزة الطاهرة (عليها السلام) .
نحن لايمكن بأيّ نحو أن ننسى أو نتغافل عن تلك المصائب ، والتاريخ شاهد على ما لاقته من ظلم وزجر واضطهاد(2) في تلك المدّة القصيرة التي عاشتها في هذا العالم(3) .
أضف إلى أنّها كانت الزوجة الوحيدة التي لا نظير لها لأمير المؤمنين وسيِّد الموحّدين عليّ(عليه السلام) ، والذي قال في حقّها بعد شهادتها : وأمّا حزني فسرمد وليلي فمسهّد(4) .
- 1 . تقدّم في ص11 هامش 2 .
- 2 . تقدّم في ص11 هامش 1 .
- 3 . تقدّم في ص18 هامش 2 .
- 4 . الكافي 1 : 459 ح3 ، شرح الأخبار 3 : 70 ، الأمالي للمفيد : 282 ح7 ، نهج البلاغة صبحي الصالح : 319ـ 320 الخطبة 202 ، الأمالي للطوسي : 109 ح166 ، دلائل الإمامة : 138 ح46 ، روضة الواعظين 1 : 152 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 364 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10 : 265 ، كشف الغمّة 2 : 131 ، 132 ، بحار الأنوار 43 : 193 ح21 وص211 ح40 ، الغدير 9 : 509 ، إحقاق الحقّ 10 : 481 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2 : 1121ـ 1124 ، ح1 ـ 3 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 394 ح3 وص402 ح2 .
(الصفحة 41)
تُرى أفبعد هذا التعبير ينسى شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)واُمّة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) حزنهم ومأتمهم عليها؟
لذلك على الشيعة ومحبّي أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام)أن يقيموا العزاء ويحيوا أمرها ، ويجدّوا ويجتهدوا في إظهار حقّها ومظلوميّتها ، وأنّها شهيدة مهضومة ، وقد اُعلن في اليوم الثالث من جمادى الثانية عطلة رسميّة في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بمناسبة ذكرى شهادتها حسب الرواية الصحيحة(1) لأداء حقّها إن شاء الله .
محمّد الفاضل اللنكراني
جمادى الثانية / 1425
- 1 . تقدّم في ص24 هامش 2 .
(الصفحة 42)