(الصفحة 40)
الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتي على رأس قرباه الزهراء الطاهرة (عليها السلام) (1) .
وهذا الأمر بعنوان تكليف شرعيّ وواجب في عنق جميع أبناء البشريّة إلى يوم القيامة ، ولا يختصّ بزمانها (عليها السلام) فقط . فالمودّة بالنسبة إلى فاطمة (عليها السلام) يتمثّل في تكريمها ، وتعظيم شخصيّتها (عليها السلام) ، وإحياء أمرها وذكر مصائبها ، والمشقّات التي حلّت بهذه العزيزة الطاهرة (عليها السلام) .
نحن لايمكن بأيّ نحو أن ننسى أو نتغافل عن تلك المصائب ، والتاريخ شاهد على ما لاقته من ظلم وزجر واضطهاد(2) في تلك المدّة القصيرة التي عاشتها في هذا العالم(3) .
أضف إلى أنّها كانت الزوجة الوحيدة التي لا نظير لها لأمير المؤمنين وسيِّد الموحّدين عليّ(عليه السلام) ، والذي قال في حقّها بعد شهادتها : وأمّا حزني فسرمد وليلي فمسهّد(4) .
- 1 . تقدّم في ص11 هامش 2 .
- 2 . تقدّم في ص11 هامش 1 .
- 3 . تقدّم في ص18 هامش 2 .
- 4 . الكافي 1 : 459 ح3 ، شرح الأخبار 3 : 70 ، الأمالي للمفيد : 282 ح7 ، نهج البلاغة صبحي الصالح : 319ـ 320 الخطبة 202 ، الأمالي للطوسي : 109 ح166 ، دلائل الإمامة : 138 ح46 ، روضة الواعظين 1 : 152 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 364 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10 : 265 ، كشف الغمّة 2 : 131 ، 132 ، بحار الأنوار 43 : 193 ح21 وص211 ح40 ، الغدير 9 : 509 ، إحقاق الحقّ 10 : 481 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2 : 1121ـ 1124 ، ح1 ـ 3 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 394 ح3 وص402 ح2 .
(الصفحة 41)
تُرى أفبعد هذا التعبير ينسى شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)واُمّة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) حزنهم ومأتمهم عليها؟
لذلك على الشيعة ومحبّي أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام)أن يقيموا العزاء ويحيوا أمرها ، ويجدّوا ويجتهدوا في إظهار حقّها ومظلوميّتها ، وأنّها شهيدة مهضومة ، وقد اُعلن في اليوم الثالث من جمادى الثانية عطلة رسميّة في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بمناسبة ذكرى شهادتها حسب الرواية الصحيحة(1) لأداء حقّها إن شاء الله .
محمّد الفاضل اللنكراني
جمادى الثانية / 1425
- 1 . تقدّم في ص24 هامش 2 .
(الصفحة 42)
(الصفحة 43)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك أيّتها الصدِّيقة الشهيدة(1)
علي أعتاب الذكرى السنويّة لاستشهاد سيّدة نساء العالمين(2)فاطمة الزهراء سلام الله عليها . هذا الوجود الشريف الذي يتباهى الحقّ تعالى به(3) ، ثمرة فؤاد الرسول(صلى الله عليه وآله)(4) وزوج أمير المؤمنين عليّ بن
- 1 ، 2 . تقدّما في ص14 هامش 1 و2 .
- 3 . الأمالي للصدوق : 176 ح178 ، دلائل الإمامة : 75 ح13 ، بشارة المصطفى : 182 و 307 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 199 ، عمدة عيون صحاح الأخبار 1 : 254 ح319 ، الفضائل لابن شاذان : 524 ح221 ، كشف الغمّة 1 : 93 و107 ، وج2 : 77 ، فرائد السمطين 2 : 34 ح371 ، إرشاد القلوب للديلمي 2 : 142 ، المحتضر : 109 ، بحار الأنوار 27 : 74 ح1 وص104 ح74 ، وج28 : 38 ح1 ، وج39 : 284 ح69 ، وج43 : 172 ح13 ، إحقاق الحقّ 9 : 201 و 267 ، وج16 : 476 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2 : 546 ، بيت الأحزان : 47 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 500 ـ 501 ح23 ، 24 .
- 4 . مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي 1: 59، وفيه: «بهجة قلبي»، أمالي الصدوق: 175 ح178 وص575 ح787، روضة الواعظين 1: 150، تفسير روض الجِنان وروح الجَنان 4: 318، بحار الأنوار 37: 85 ح52، وج43: 24 ح20 وص172 ح13، إحقاق الحقّ 4: 288، وج9: 199، وج13: 77 و 79، وج19: 76، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1: 129 ح23 وص148 ح18، وج2: 542 ح2، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي: 147 ح4 وص334 ح2.
(الصفحة 44)
أبي طالب(عليه السلام) ، واُمّ الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)(1) .
هذه الشخصيّة الكبيرة سيّدة نساء العالمين . مع أنّ الله ـ سبحانه وتعالىـ قد ذكر في القرآن مريم (عليها السلام) حيث قال : {وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ}(2) لكن حسب الروايات المعتبرة أنّ هذا الاختيار والاصطفاء كان من جهة أنّ مريم قد ولدت عيسى المسيح ـ علي نبيّنا وآله وعليه السلام ـ من دون زوج ، وهذا أمرٌ محقّق وخاصّ خُصّت به السيّدة مريم (عليها السلام) ولا نظير لها في ذلك .
أمّا مقام وعظمة السيِّدة فاطمة سلام الله عليها في العلم والعصمة والطهارة والعبوديّة الخالصة لله ; فهي أفضل من جميع النساء منذ الأزل وحتّى الأبد(3) .
- 1 . تقدّم في ص34 هامش 1 .
- 2 . سورة آل عمران 3 : 42 .
- 3 . جامع البيان 3 : 339 ح7031 ، حلية الأولياء 2 : 42 ، الاستيعاب : 926 ، الكشّاف 1 : 362 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1 : 79 ، التفسير الكبير للفخر الرازي 3 : 218 ، الجامع لأحكام القرآن 4 : 82 ، ذخائر العقبى : 44 ، الدرّ المنثور 2 : 188 ، كنز العمّال 12 : 145 ح34411 ، فتح القدير 1 : 338ـ 340 .
الأمالي للصدوق : 187 ح196 وص575 ح787 ، علل الشرائع 1 : 216 ، معاني الأخبار : 107 ح1 ، تفسير القمّي 1 : 102 ، تفسير العياشي 1 : 173ـ 174 ، تفسير التبيان 2 : 452 ، دلائل الإمامة : 81 ح20 وص149 ح58 وص152 ح66 ، روضة الواعظين 1 : 149 ، بشارة المصطفى : 274 ح89 ، مجمع البيان 2 : 289 ، تفسير روض الجِنان وروح الجَنان 4 : 318 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 322 و 359 ، تفسير البرهان 1 : 618 ، بحارالأنوار 37: 85 ح 52، و ج 43: 21 ـ 78 ح 10، 20، 25، 40، 46 و 65، تفسير نور الثقلين 1 : 336ـ 338 ح127ـ 136 ، تفسير كنز الدقائق 2 : 83 ـ 85 ، إحقاق الحقّ 10 : 34ـ 35 ، 38 ـ 39 ، 49 ـ 50 ، وج19 : 18 ، عوالم العلوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) 1 : 88 ح1 وص128 ح23 وص130 ح28 وص133 ح38 وص140 ح60 ، مسند فاطمة (عليها السلام) للعطاردي : 23 ح12 وص147 ح4 وص150 ح10 وص323 ح1 وص324 ح2 .