جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 206)

إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)  (1) ، و«عن ولاية عليّ» من بعد ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـُولُونَ) (2) .

و«بعليّ بن أبي طالب» من بعد ( وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) (3) ، و«آل محمّد» من بعد ( وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُوا) (4)(5) إلى غير ذلك .

فالقرآن الذي بأيدي المسلمين اليوم شرقاً وغرباً ، وهو لكرة الإسلام ودائرة الأحكام مركزاً وقطباً أشدّ تحريفاً عند هؤلاء من التوراة والإنجيل ، وأضعف تأليفاً منهما وأجمع للأباطيل ، وأنت تعلم أنّ هذا القول أوهى من بيت العنكبوت ، وأ نّه لأوهن البيوت ، ولا أراك في مرية من حماقة مدّعيه وسفاهة مفتريه ، ولما تفطّن بعض علمائهم لما به جعله قولاً لبعض أصحابه .

ثمّ نقل كلام الطبرسي في مقدّمة مجمع البيان ، المشتمل على نقل كلام السيِّد المرتضى المتقدّم ، ونسبة ذلك إلى قوم من حشوية(6) العامّة .

ثمّ قال : وهو كلام دعاه إليه ظهور فساد مذهب أصحابه حتّى للأطفال .

ثمّ أنكر نسبة ذلك إلى قوم من الحشويّة ، نظراً إلى إجماع العامّة على عدم وقوع

  • (1) سورة التوبة 9 : 40 .
    (2) سورة الصافات 37 : 24 .
    (3) سورة الأحزاب 33 : 25 .
    (4) سورة الشعراء 26 : 227 .
    (5) كتاب مثالب النواصب ، مخطوط .
    (6) الحشوية: بسكون الشين وفتحها ، قوم من أهل الحديث ، همّهم نقل الأحاديث والالتزام بها حتّى وإن   خالفت أصلاً من اُصول الدين وعارضت مبنىً من مبانيه ، لم يأبهوا عمّن يأخذون رواياتهم التي ينقلونها بلا دراية . . . ولا ممّن يستفيدونها . يقول عنهم العلاّمة التهانوي في موسوعته: وهم قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا الى التجسّم وغيره ، وهم من الفرق الضالّة . وراح ينقل ما قاله فيهم السُّبكي: الحشوية طائفة ضلّوا عن سواء السبيل ، يُجرون آيات الله على ظاهرها ويعتقدون أنّه المراد . . . ثمّ ذكر أسباب تسميتهم بالحشوية . . . (موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم 1 : 678 ـ 679) .

(الصفحة 207)

النقص فيما تواتر قرآناً ، كما هو موجود بين الدفّتين اليوم .

ثمّ قال : «نعم ، أسقط زمن الصديق ما لم تتواتر وما نسخت تلاوته ، وكان يقرؤه من لم يبلغه النسخ ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة ، ولم يألُ جُهداً في تحقيق ذلك ، إلاّ أ نّه لم ينتشر نوره في الآفاق إلاّ زمن ذي النورين ، فلهذا نسب إليه .

كما روي عن حميدة بنت يونس أنّ في مصحف عائشة : « إنَّ الله و مَلـئـِكَته يصلُّون على النَّبىّ يَـأيُّهَا الَّذين ءامنُوا صَلُّوا عليْه وسَلّموا تسْلِيماً  ـ وعلى الّذين يصلون الصفوف الأوّل» وأ نّ ذلك قبل أن يغيّر عثمان المصاحف (1) .

فما أخرج أحمد ، عن اُبيّ قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمرني أن أقرأ عليك قال : فقرأ عليّ ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) (2)إنّ الدين عند الله الحنيفيّة غير المشركة ، ولا اليهوديّة ، ولا النصرانيّة ، ومن يفعل خيراً فلن يكفر (3) .

وفي رواية : ومن يعمل صالحاً فلن يكفره ، وما اختلف الذين اُوتوا الكتاب إلاّ من بعدما جاءتهم البيّنة ، إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لمّا جاءهم أولئك عند الله شرّ البريّة ، ما كان الناس إلاّ اُمّة واحدة ، ثمّ أرسل الله

  • (1) المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 211 ، الرقم 236 ، وفيه: والّذين يصلون الصفوف الأوّل ، الإتقان في علوم القرآن: 3 / 82 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5: 580 ، الآية 56 من سورة الأحزاب، وفيه : والذين يصفون الصفوف الأوّل .
    (2) سورة البيّنة 98 : 1 ـ 4 .
    (3) المسند لابن حنبل : 8 / 40  ح 21261 .

(الصفحة 208)

النبيّين مبشِّرين ومنذرين يأمرون الناس ، يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويعبدون الله وحده ، أولئك عند الله خير البريّة ، جزاؤهم عند ربّهم جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربّه(1) .

وفي رواية الحاكم: فقرأ فيها : «لو أنّ ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطاه يسأل ثانياً ، ولو سأل ثانياً فأعطاه يسأل ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب . . .»(2) .

وما روي عنه أيضاً أنّه كتب في مصحفه سورتي الخلع والحفد : «اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ، ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللّهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكفّار ملحق»(3) فهو من ذلك القبيل ، ومثله كثير .

وعليه يحمل ما رواه أبو عبيد ، عن ابن عمر ، قال : لا يقولنَّ أحدكم : قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريه ما كلّه ؟! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر (4) .

والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى ، إلاّ أنّها محمولة على ما ذكرناه ، وأين ذلك ممّا يقوله الشيعي الجسور: ( وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور) (5) (6) .

  • (1) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور: 8 / 536 ـ 537 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    (2) المستدرك على الصحيحين: 2 / 244 ح2889 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)  .
    (3) كتاب الدعاء للطبراني: 238 ح750 ، الإتقان في علوم القرآن : 1 / 226، النوع التاسع عشر .
    (4) الإتقان في علوم القرآن : 3 / 81 ـ 82 ، النوع السابع والأربعون .
    (5) سورة النور 24 : 40 .
    (6) روح المعاني: 1 / 32 ـ 35 .

(الصفحة 209)

انتهى ما أردنا نقله من كلامه حشره الله لا مع أجداده ، بل مع من يحبّه ويتولاّه .

وأنت خبير بما فيه :

أ مّا أوّلاً : فلأنّك عرفت(1) أنّ المشهور عند أصحابنا الإماميّة ، بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف ، بل قد عرفت(2) أنّ الصدوق(قدس سره) جعله من عقائد الإماميّة ، وادّعى كاشف الغطاء فيه الضرورة والبداهة ، ومعه لا وجه للافتراء عليهم ، ونسبة هذا القول السخيف إلى الطائفة المحقّة ـ الظاهرة في الشهرة بينهم ـ وذهاب الكليني وبعض آخر من المحدّثين; كشيخه علي بن إبراهيم القمّي صاحب التفسير إلى القول بالتحريف  ـ لا يسوغ النسبة إلى الجميع أو المشهور ، مع أنّ منشأ النسبة إليه وإلى شيخه هو ذكر الأخبار الظاهرة فيه .

ومن الواضح أ نّ نقل الخبر لا يدلّ على اختيار الناقل لما يفهم منه ظاهراً ; لأ نّه فرع اعتباره أوّلاً ، وظهوره عنده في ذلك ثانياً ، وخلوّه عن المعارض ثالثاً ، وحجّيته في مثل هذه المسألة رابعاً ، وتحقّق ذلك عند الناقل غير واضح .

وأ مّا ثانياً : فلأنّ إنكار ذهاب الحشويّة من العامّة إلى ذلك .

وهم الفرقة القائلة بحجّية ظواهر القرآن واعتبارها ، ولو كان على خلاف العقل الصريح ; ولذا التزموا بالتجسيم نظراً إلى ذلك ، ولعلّه لأجله سمّيت بالحشويّة ـ في غير محلّه; لشيوع هذا القول منهم من الأزمنة المتقدّمة (3) .

وأمّا ثالثاً : فلأنّه أنكر التحريف غاية الإنكار ، والتزم بما يرجع إليه من نسخ

  • (1 ، 2) في ص200 ـ 204 .
    (3) موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم: 1 / 678 .

(الصفحة 210)

التلاوة ، الذي هو في الحقيقة تحريف ، حيث قال في عبارته المتقدّمة : «نعم، أُسقط زمن الصديق ما لم تتواتر وما نسخت تلاوته ، وكان يقرؤه من لم يبلغه النسخ» .

والعجب! أ نّه لا يختصّ هذا الإيراد بالرجل ، بل هو شائع بين الجمهور ، حيث إنّهم قد صرّحوا بنفي التحريف ، وإثبات نسخ التلاوة ، وعليه حملوا الروايات الكثيرة المرويّة بطرقهم ، الدالّة على اشتمال القرآن الأوّلي على أزيد من ذلك ، وقد نسخت تلاوة الزائد ، وقد نقل بعضها الآلوسي في عبارته المتقدّمة ، ولا بأس بذكر البعض الآخر أيضاً مثل :

ما روى المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : أَلم تجد فيما اُنزل علينا : «أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة » ؟ فإنّا لا نجدها ! قال : اُسقطت فيما اُسقط من القرآن (1) .

وروى ابن أبي داود ، عن ابن شهاب قال : بلغنا أنّه كان اُنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين كانوا قد وعوه ، ولم يعلم بعدهم ، ولم يكتب ، الحديث(2) .

وروى عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ ما هو الآن(3) .

وروى ابن عبّاس ، عن عمر أ نّه قال : إنّ الله ـ عزّوجلّ ـ بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالحقّ ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان ممّا أنزل الله آية الرّجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فلذا رجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجمنا بعده . . . ثمّ قال : إنّا كنّا نقرأ فيما نقرأ من

  • (1) الإتقان في علوم القرآن: 3 / 84 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: 1 / 232 .
    (2) المصاحف لابن أبي داود السجستاني: 100 ح 81، كنز العمال: 2 / 584 ح 4778 ، وتأتي بتمامها فى ص276.
    (3) الإتقان في علوم القرآن: 3 / 82 ، الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي: 14 / 113 ، محاضرات الاُدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء : 4 / 169 .