جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 23)

وجه دلالة الإعجاز على الصدق

الظاهر: أنّ الوجه في دلالة الإعجاز على صدق مدّعي النبوّة ليس إلاّ قبح الإغراء بالجهل على الحكيم على الإطلاق ; فإنّه حيث لا يمكن التصديق بنبيّ من غير جهة الإعجاز ; ضرورة انحصار الطريق العقلائي بذلك ، مع أنّ النبوّة والسفارة من المناصب الإلهيّة التي ليس فوقها منصب ، ومن هذه الجهة يكثر المدّعي لها ، والطالب للوصول إليها ، فإذا صدر منه أمر خارق للعادة الطبيعيّة ، العاجزة عنه الطبيعة البشريّة ، فإن كان كاذباً في نفس الأمر ، ومع ذلك لم يبطله الله تعالى ، والمفروض أ نّه ليس للناس طريق إلى إبطاله من التمسّك بالمعارضة ، فهو لا ينطبق عليه عنوان من ناحية الله إلاّ عنوان الإغراء بالجهل القبيح في حقّه ، ولكن ذلك إنّما يتوقّف على القول بالتحسين والتقبيح العقليّين ، كما عليه من عدا الأشاعرة (1) . وأمّا بناءً على مسلكهم الفاسد من إنكار الحسن والقبح رأساً ، فلا طريق إلى تصديق النبيّ من ناحية المعجزة أصلاً .

وما يقال: من أنّ فرض المعجزة ملازم لكونها من الله سبحانه ، ولا حاجة فيه إلى القول بالحسن والقبح العقليّين ; لأنّ المعجزة مفروض أ نّها خارجة عن حدود القدرة البشريّة ، فلا مناص عن كونها من الله سبحانه .

مدفوع: فإنّه ليس البحث في الاتّصاف بالإعجاز ، حتّى يقال : إنّ فرضه ملازم لكونه من الله سبحانه ، بل البحث ـ بعد الفراغ عن كونه معجزةً ـ في دلالة الإعجاز على صدق مدّعي النبوّة في دعواها ، فمن الممكن أ نّ الإقدار من الله لم يكن لأجل كونه نبيّاً ، بل لغرض آخر ، فمجرّد كون المعجزة من الله لا يستلزم الصدق ، إلاّ مع

  • (1) شرح تجريد العقائد للقوشجي: 337 ، اُصول الفقه للمظفّر: 1 / 232 ، اُصول الفقه للشيخ محمّد الخضري: 26 .

(الصفحة 24)

ضميمة ما ذكرنا من لزوم الإغراء بالجهل القبيح ، ومع إنكار القبح والحسن ـ كما هو المفروض ـ ينسدّ هذا الباب ، ولا يبقى مجال للتصديق من ناحية الإعجاز .

وما حكي عن بعض الأشاعرة(1) من جريان عادة الله على صدور ما يخرق العادة وناموس الطبيعة بيد النبيّ فقط (2) .

يدفعه أنّ العلم بذلك من غير طريق النبيّ كيف يمكن أن يحصل ، والمفروض أنّ الشكّ في أصل نبوّته ؟ مضافاً إلى أنّه لا دليل على لزوم الالتزام بهذه العادة ، مع إنكار القبح رأساً .

  • (1) هو الفضل بن روزبهان .
    (2) حكى عنه في البيان في تفسير القرآن: 39 .

(الصفحة 25)

وجوه إعجاز القرآن



* آيات التحدّي .
* القرآن معجزة خالدة .
* عدم اختصاص إعجاز القرآن بوجه خاصّ .
* التحدّي بمن أنزل عليه القرآن .
* التحدّي بعدم الاختلاف وبالسلامة والاستقامة .
* التحدّي بأنّه تبيان كلّ شيء .
* التحدّي بالإخبار عن الغيب .
* القرآن ومعارفه الاعتقادية .
* القرآن وأسرار الخلقة .
* التحدّي بالبلاغة .
* القرآن وقوانينه التشريعية .

(الصفحة 26)

(الصفحة 27)

وجوه إعجاز القرآن

آيات التحدّي

ليس في الكتاب العزيز ما يدلّ بظاهره على توصيفه بالإعجاز الاصطلاحي بهذه اللفظة ، بل وقع فيه التحدّي به ، الذي هو الركن الأعظم للمعجزة ، وتتقوّم به حقيقتها ، والآيات الدالّة على التحدّي بمجموع القرآن أو ببعضه لا تتجاوز عن عدّة آيات:

أوّلها : الآية الكريمة الواردة في سورة الإسراء : (قُل لَّـئـِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوابِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِوَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيرًا) (1) .

والظاهر من الآية الكريمة الإخبار عن عدم الإتيان بمثل القرآن ; لأجل عدم تعلّق قدرتهم به ، وأنّ القرآن يشتمل على خصوصيّات ومزايا من جهة اللفظ والمعنى لا يكاد يقدر عليها الإنس والجنّ ، وإن اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيراً ، فاتّصاف القرآن بأنّه معجز إنّما هو من جهة الخصوصيّة الموجودة في نفسه ،

  • (1) سورة الإسراء 17 : 88 .