(الصفحة 254)
(الصفحة 255)
شبهات القائلين بالتحريف
* شبهة كلّ ما وقع في التوراة والإنجيل من التحريف يقع في القرآن .
* شبهة وقوع التحريف فيما يتصدّى غير المعصوم إلى جمعه .
* شبهة اختلاف مصحف عليّ (عليه السلام) مع غيره من المصاحف .
* شبهة دعوى التواتر في القول بتحريف القرآن .
* شبهة عدم ارتباط الآيات بعضها ببعض .
(الصفحة 256)
(الصفحة 257)شبهات القائلين بالتحريف
الشبهة الاُولى
ما جعله المحدّث المعاصر في كتابه الموضوع في هذا الباب أوّل الأدلّة ، واعتمد عليه غاية الاعتماد ، وفصّل القول فيه(1) .
وملخّصه : وقوع التحريف في التوراة والإنجيل ، وقيام الدليل على أنّ كلّ ماوقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة مثله .
أ مّا وقوع التحريف في الكتابين ، فمن الاُمور المسلّمة التي لا ينبغي الارتياب فيه أصلاً ، وتعدّد الأناجيل مع وجود الاختلاف فيها والتناقض ، حتّى في صفات المسيح ، وأيّام دعوته ، ونسبه ، ووقت صلبه بزعمهم ، كاف في إثبات وقوع التغيير والتحريف فيه ، وإن جعل كلّها في مصحف واحد يعرف بالأناجيل الأربعة .
وأ مّا الدليل على أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة مثله ـ مضافاً إلى دلالة بعض الآيات عليه ، كقوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) (2); حيث صرّح جمع من المفسّرين بأنّ المراد : لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم من الأوّلين وأحوالهم ، ونقله في مجمع البيان عن الصادق (عليه السلام) قال : «والمعنى: أ نّه
- (1) فصل الخطاب: 35 ـ 73 ، الباب الأوّل ، الدليل الأوّل .
(2) سورة الانشقاق 84 : 19 .
(الصفحة 258)
يكون فيكم ما كان فيهم ، ويجري عليكم ما جرى عليهم حذو القذّة بالقذّة (1)ـ وقد وردت الروايات الكثيرة من طرق الفريقين الدالّة على ذلك :
1 ـ ما رواه عليّ بن إبراهيم ، في تفسير قوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) يقول : . . . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لتركبنّ سنّة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، ولا تخطئون طريقتهم شبر بشبر ، وذراع بذراع ، وباع بباع ، حتّى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى تعني يارسول الله؟ قال : فمن أعني ؟ لينقضّ عرى الإسلام عروةً عروةً ، فيكون أوّل ماتنقضون من دينكم الإمامة (الأمانة خ ل) ، وآخره الصلاة (2) .
2 ـ ولعلّها أظهرها; ما رواه الصدوق في «كمال الدين» عن علي بن أحمد الدقّاق (رضي الله عنه) ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» (3) .
3 ـ غير ذلك من الروايات الواردة بمثل هذا المضمون .
قال العلاّمة المجلسي(قدس سره) في «البحار» : تواتر عن النّبي(صلى الله عليه وآله) أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة (4) ، فكلّما ذكر سبحانه في القرآن الكريم من
- (1) مجمع البيان في تفسير القرآن: 10 / 275 .
(2) تفسير القمي : 2 / 413 ، وعنه تفسير الصافي 5: 306، والبرهان في تفسير القرآن 5: 617 ذح11491 ، وبحار الأنوار 9: 249 قطعة من ح154 ، و ج 24: 350 بيان ، وج28: 8 ح11 ، وتفسير كنز الدقائق 11: 271 ، وتفسير نور الثقلين 5: 539 ذ ح 9 .
(3) كمال الدين: 576 ب 54 ، وعنه بحار الأنوار: 28 / 10 ح 15 .
(4) بحار الأنوار: 28 / 20 .