جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه32)

وأمّا الصورة التي اختلفوا فيها فهي أن تكون الواسطة جزءً داخليّاً أعمّ منالمعروض، مثل: الإنسان ماشي لأنّه حيوان.

وأمّا الصُّور التي تكون من الأعراض الغريبة وخارجة عن العنوان فهي ميبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة، وفسّر المرحوم صدر المتألّهين في كتابالأسفار العرض الذاتي عند المشهور بقوله: «إنّه ما يلحق الشيء لذاتيّه أو لأمريساويه»(1).

ومراده ما يعرض الشيء من دون واسطة أو بواسطة مساوية للمعروض،داخليّة كانت أو خارجيّة، ومعلوم أنّ هذا التفسير يقتضي انطباقه على الثلاثةالتي ذكرناها آنفاً أيضاً.

ثمَّ قال قدس‏سره : فأشكل الأمر عليهم لما رأوا أنّه قد يبحث في العلوم عنالأحوال التي يختصُّ ببعض أنواع الموضوع، بل ما من علمٍ إلاّ ويبحث فيهعن الأحوال المختصّة ببعض أنواع موضوعه.

وقد مرّ أنّ النوع لا يكون داخلاً في الجنس، فلا مدخليّة للإنسان في ماهيّةالحيوان، لا بعنوان الجنسيّة ولا بعنوان الفصليّة، ولذا إن عرض شيء علىالإنسان ـ كالتعجّب مثلاً ـ وحملناه على الحيوان لم يكن عرضاً ذاتيّاً له، فإنّالتعجُّب لا يكون من العوارض الذاتيّة للحيوان، ولا تكون الواسطة ـ أيالإنسان ـ مساوية له، مثلاً: موضوع علم النحو الكلمة والكلام ومسائله:الفاعل مرفوعُ، والمفعول منصوب، والمضاف إليه مجرورٌ، ومعلوم أنّ المرفوعيّةالتي تكون من عوارض الفاعل هي نوع من الكلمة وأخصُّ منه، فلا تكونمن العوارض الذاتيّة للكلمة والكلام، بل هي من العوارض الغريبة للموضوع


  • (1) الأسفار 1: 30.
(صفحه 33)

عند المشهور بلا إشكال.

ثمّ قال: فاضطرّوا تارةً إلى إسناد المسامحة إلى رؤساء العلم في أقوالهم بأنّالمراد من العرض الذاتي للموضوع في كلامهم هو أعمّ من أن يكون عرضذاتيّاً له أو لنوعه ـ يعني: إن كانت المرفوعيّة عرضاً ذاتيّاً للفاعل كانت عرضذاتيّاً للكلمة أيضاً ـ وتارةً إلى الفرق بين محمول العلم ومحمول المسألة كمفرّقوا بين موضوعيهما، بأنّ محمول العلم ما ينحلُّ إليه محمولات المسائل علىطريق الترديد، إلى غير ذلك من الهوسات التي ينبُو عنها الطبع السليم، ولميتفطّنوا بأنّ ما يختصُّ بنوع من أنواع الموضوع ربّما يعرض لذات الموضوع بمهو هو.

والظاهر من كلامه أنّه إن اختصّ عرض بنوع من الموضوع ـ أي الفاعلمثلاً ـ ربّما عرض بالموضوع ـ أي الكلمة والكلام ـ بما هو هو، يعني: بلواسطة.

وفيه: أوّلاً: أنّ المراد من كلمة «ربُّما» يكون أحياناً واتّفاقاً، فعلى هذا ليدفع الإشكال.

وثانياً: أنّ في كلامه صدراً وذيلاً تناقضاً ظاهراً؛ إذ كيف يعرض علىالموضوع بلا واسطة ما اختصّ بالنوع؟!

وبالجملة، إن كان مراده قدس‏سره هو هذا الظاهر فالإشكال الوارد على المشهورفي محلّه، فلابدّ من حمل كلام صاحب الأسفار على ما قال به المحقّقالخراساني قدس‏سره (1)، وإن كان هذا الحمل خلاف الظاهر لكنه أولى من التناقض،وهو أنّ المراد من العرض الذاتي ما يعرض للمعروض بلا واسطة في


  • (1) كفاية الاُصول 1: 2.
(صفحه34)

العروض، وما ينسب العرض إليه حقيقة بلا عناية ومجاز.

ولا يبعد أن يكون مراده قدس‏سره هذا، فإنّ المحقّق السبزواري قدس‏سره أيضاً قال مثلذلك، حيث قال: «إن كان العرض وصفاً للموصوف كان العرض ذاتيّاً، وإنكان وصفاً لمتعلّق الموصُوف كان العرض غريباً». ومن البديهي أنّه إذا نسبالوصف الذي يكون لمتعلّق الموصوف إلى نفس الموصوف كانت هذه النسبةبالمجاز والعناية.

والحاصل: أنّ الإشكال يندفع على مبنى المحقّق الخراساني؛ إذ المرفوعيّة كمتعرض على الفاعل حقيقة تعرض على الكلمة كذلك، فكما يقال: الفاعلمرفوع كذلك يقال: كلمة «زيد» مرفوع. ومن المعلوم أنّ هذا عرض ذاتيّ،وعلى هذا تكون كلّ الصور الثمانية عرضاً ذاتيّاً إلاّ الأخيرة، وإن كانتالواسطة خارجيّةً ومباينةً للمعروض، مثل الماء حارٌّ لمجاورته للنار، فإنّ الماءاتّصف بالحرارة حقيقةً.

ولكنّ العلاّمة الطّباطبائي قدس‏سره (1) ضيّق دائرة العرض الذاتي وانحصر فيما لتكون واسطة في البين.

وحاصل كلامه في حاشية الأسفار(2): أنّ الاقتصار في العلوم على البحثعن الأعراض الذاتيّة لا يبتني على مجرّد الاصطلاح والمواضعة، بل هو ممّيوجبه البحث البرهاني في العلوم البرهانيّة، على ما بيّن في كتاب البرهان منالمنطق.

وتوضيح ذلك: أنّ البرهان لكونه قياساً منتجاً لليقين يجب أن يتألّف من


  • (1) حاشية الأسفار 1: 30 ـ 33.
  • (2) الأسفار 1: 30.
(صفحه 35)

المقدّمات اليقينيّة، والمقدّمة اليقينيّة يجب أن تكون ضروريّة في الصدق وإنكانت ممكنة بحسب الجهة، مثل: الإنسان موجود بالفعل، مع أنّ نسبة الوجودإلى الإنسان نسبة إمكانيّة؛ إذ الوجود ليس ضروريّاً له، ولكنّه ضروريالصدق في الخارج. ويجب أيضاً أن تكون المقدّمة اليقينيّة دائمة في الصدقبحسب الأزمان، وأن تكون كلّيّة في الصدق بحسب الأحوال، وأن يكونالحمل ذاتيّاً للموضوع بحيث يوضع المحمول بوضع الموضوع ويرفع برفعه معقطع النظر عمّا عداه، وإذا لم يكن كذلك لايحصل اليقين، ولا ينتج نتيجة يقينيّة،والظاهر منه أنّه اختصّ بالصورة التي لم تكن واسطة في البين أصلاً.

وفيه: أنّه لا دليل لانحصار العرض الذاتي بهذه الصورة، فإنّا لا نرتاب فيحصول نتيجة يقينيّة ولو كانت الواسطة داخليّة أعمّ، فضلاً من أن تكونالواسطة داخليّة أو خارجيّة مساوية للمعروض.

ولا يخفى أنّ نسبة موضوع العلم إلى موضوع مسائله لا تكون دائماً نسبةالجنس والنوع، بل قد يكون موضوع العلم أخصّ من موضوعات مسائله.والعمدة في المسألة أنّه قد تكون موضوعات المسائل أعمّ من موضوع العلم،مثل أكثر مسائل علم الاُصول فإنّ موضوعه الأدلّة الأربعة مع وصفالدليليّة، أو مع قطع النظر عن دليليّتها، أو كان موضوعه الحجّة في الفقه، كمسيأتي بيانه.

وإنك تقول في باب الأوامر: إنّ صيغة الأمر هل تدلُّ على الوجوب أم لا؟ومعلوم أنّ المراد من صيغة الأمر أعمّ من أن تكون في الكتاب أو السنّة، فإنّنتمسّك بدلالتها على الوجوب في اللغة وببناء العقلاء وأنّها تدلّ عليه ولو لميكن الكتاب والسنّة. وهكذا في صيغة النهي.

(صفحه36)

فهذه المسائل مع كونها من أهمّ مسائل علم الاُصول يكون موضوعها أعمّمن موضوع العلم، فإنّا بعد ثبوت دلالة صيغة الأمر على الوجوب نقول: إنّأوامر الكتاب والسنّة تدلّ على الوجوب بهذا الملاك.

والأهمّ منها المباحث العقليّة، مثل البحث في مقدّمة الواجب، من أنّوجوب المقدّمة ملازمة لوجوب ذي المقدّمة أم لا؟ فهذه مسألة عقليّة كلّيّة لتختصّ بمسائل الكتاب والسنّة، ولكنّه إذا تحقّقت هذه الملازمة استفدنا فيالمسائل الشرعيّة من وجوب الصلاة ـ مثلاً ـ الوجوب الغيري للوضوءولسائر المقدّمات والشرائط، فيكون موضوع العلم نوعاً من أنواع مسائله،وموضوع المسائل أعمّ منه، وهذه الصورة التي تكون بين المشهور مختلففيها، من حيث كونها عرضاً ذاتيّاً أو عرضاً غريباً. وهذه إشكالات واردةعلى مبنى المشهور.

وأمّا على مبنى المحقّق الخراساني قدس‏سره فتندفع جميع الإشكالات المذكورة؛ لأنّكلّ هذه الصُّور عنده عرض ذاتي بلا ريب، ولكن يستفاد من كلمات اُستاذنالسيّد الإمام قدس‏سره إشكالٌ على هذا المبنى أيضاً، وهو: إنّا نرى بعض العلوم أنّنسبة موضوعه وموضوعات مسائله نسبة الكلّ والجزء، مثل: علم الجغرافيفإنّ موضوعه عبارة عن مطلق الأرض ويبحث فيه عن العوارض الذاتيّةللأرض، وأمّا موضوع مسائله فهو عبارة عن أرض إيران مثلاً، ونسبتها إلىمطلق الأرض نسبة الجزء إلى الكلّ، وإذا نسب العرض الثابت للجزء إلىالكلّ تكون هذه النسبة على سبيل المجاز والعناية، بل يمكن ألاّ يكون صحيحأصلاً، فهذه واسطة في العروض.

واعلم أنّ الأساس في البحث إثبات أصل العرض ـ «ثبّت العرش ثمّ