جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 204)

وحكي هذا القول ـ أيضاً ـ عن العلاّمة الجليل الشهشهاني في بحث القرآن من كتابه «العروة الوثقى» ناسباً له إلى جمهور المجتهدين (1) .

وعن المحدّث الشهير المولى الفيض الكاشاني في كتابي «الوافي(2) وعلم اليقين» (3) .

وصرّح به أيضاً فقيد العلم الكامل الجامع الشيخ محمد جواد البلاغي في مقدّمة تفسيره ، المسمّى بـ «آلاء الرحمن» (4) .

وبالجملة : لا مجال للارتياب في أنّ المشهور بين علماء الشيعة الإماميّة بل المتسالم عليه بينهم ، هو القول بعدم التحريف ، وإنّما ذهب إليه منهم طائفة قليلة من الأخباريّين (5) ، اغتراراً بظاهر الروايات الدالّة على ذلك ، التي سيجيء الجواب عن الاستدلال بها ، ومع ذلك فلا مساغ لنسبة هذا القول إلى الطائفة المحقّة ، وجعل ذلك من المطاعن في الفرقة الناجية ، كما يظهر من بعض مفسِّري أهل السنّة وغيرهم .

ولا بأس بنقل عبارة بعضهم ليظهر ركوبهم مركب التعصّب وهو عثور ، وينقدح ابتلاء الطائفة المحقّة بمثل هذه الافتراءات الكاذبة ، والنسب الباطلة غير الصادقة ، فنقول :

قال الآلوسي في مقدّمة تفسيره روح المعاني : وزعمت الشيعة أنّ عثمان ، بل أبا بكر وعمر أيضاً حرّفوه ، وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره ، فقد روى الكليني

  • (1) ذكر هذا السيد الخوئي في كتابه البيان : 200 .
    (2) الوافي: 9 / 1778 ـ 1780 .
    (3) علم اليقين في اُصول الدين : 1 / 562 ـ 569 ، الفصل 8 من الباب الثاني عشر من المقصد الثالث .
    (4) آلاء الرحمن في تفسير القرآن: 1 / 63 ـ 71 .
    (5) قال في قوانين الاُصول 1 / 403 ، المقصد الثاني من الباب السادس ، قانون 2: فعن أكثر الأخباريّين: أنّه وقع فيه ـ أي في القرآن ـ التحريف والزيادة والنقصان ، ثمّ أجاب عنه  .

(الصفحة 205)

منهم عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّ القرآن الذي جاء به جبرئيل (عليه السلام) إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) سبعة عشر ألف آية (1) .

وروى محمد بن نصر، عنه أنّه قال: كان في   ( لَمْ يَكُنِ) اسم(2) سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم (3) .

وروى عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبدالله (عليه السلام) ـ وأنا أسمعه(4) ـ حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبدالله  (عليه السلام) : كفّ عن هذه القرءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم  (عليه السلام) ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله ـ عزّوجلّ ـ على حدّه(5) .

وروى عن محمّد بن جهم الهلالي وغيره ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)  : ( أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة) (6) ليس كلام الله ، بل محرّف عن موضعه ، والمنزل : «أئمـّة هي أزكى من أئمّتكم»(7) .

وذكر ابن شهر آشوب المازندراني في كتاب «المثالب» له : أ نّ سورة الولاية اُسقطت بتمامها ، وكذا أكثر سورة الأحزاب ; فإنّها كانت مثل سورة الأنعام ، فأسقطوا منها فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ، وكذا أسقطوا لفظ «ويلك» من قبل ( لاَ تَحْزَنْ

  • (1) الكافي: 2 / 634 ، كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ح 28 .
    (2) في الكافي هكذا: عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال: دفع إليّ أبو الحسن (عليه السلام) مصحفاً وقال: لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه: ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) [ سورة البيّنة 98: 1] فوجدت فيها اسم سبعين إلخ ، فوقع سهو من الآلوسي .
    (3) الكافي: 2 / 631 ، كتاب فضل القرآن باب النوادر ح 16 .
    (4) في الكافي: وأنا أستمع ، وفيه: كفّ بدل «مه» .
    (5) الكافي: 2 / 633 ، كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ح 23 .
    (6) سورة النحل 16:  92 .
    (7) الكافي : 1 / 292 ، كتاب الحجّة ب 65 ح 1 ، وفيه زيد بن الجهم الهلالي ، والحديث هنا نقل بالمعنى .

(الصفحة 206)

إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)  (1) ، و«عن ولاية عليّ» من بعد ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـُولُونَ) (2) .

و«بعليّ بن أبي طالب» من بعد ( وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) (3) ، و«آل محمّد» من بعد ( وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُوا) (4)(5) إلى غير ذلك .

فالقرآن الذي بأيدي المسلمين اليوم شرقاً وغرباً ، وهو لكرة الإسلام ودائرة الأحكام مركزاً وقطباً أشدّ تحريفاً عند هؤلاء من التوراة والإنجيل ، وأضعف تأليفاً منهما وأجمع للأباطيل ، وأنت تعلم أنّ هذا القول أوهى من بيت العنكبوت ، وأ نّه لأوهن البيوت ، ولا أراك في مرية من حماقة مدّعيه وسفاهة مفتريه ، ولما تفطّن بعض علمائهم لما به جعله قولاً لبعض أصحابه .

ثمّ نقل كلام الطبرسي في مقدّمة مجمع البيان ، المشتمل على نقل كلام السيِّد المرتضى المتقدّم ، ونسبة ذلك إلى قوم من حشوية(6) العامّة .

ثمّ قال : وهو كلام دعاه إليه ظهور فساد مذهب أصحابه حتّى للأطفال .

ثمّ أنكر نسبة ذلك إلى قوم من الحشويّة ، نظراً إلى إجماع العامّة على عدم وقوع

  • (1) سورة التوبة 9 : 40 .
    (2) سورة الصافات 37 : 24 .
    (3) سورة الأحزاب 33 : 25 .
    (4) سورة الشعراء 26 : 227 .
    (5) كتاب مثالب النواصب ، مخطوط .
    (6) الحشوية: بسكون الشين وفتحها ، قوم من أهل الحديث ، همّهم نقل الأحاديث والالتزام بها حتّى وإن   خالفت أصلاً من اُصول الدين وعارضت مبنىً من مبانيه ، لم يأبهوا عمّن يأخذون رواياتهم التي ينقلونها بلا دراية . . . ولا ممّن يستفيدونها . يقول عنهم العلاّمة التهانوي في موسوعته: وهم قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا الى التجسّم وغيره ، وهم من الفرق الضالّة . وراح ينقل ما قاله فيهم السُّبكي: الحشوية طائفة ضلّوا عن سواء السبيل ، يُجرون آيات الله على ظاهرها ويعتقدون أنّه المراد . . . ثمّ ذكر أسباب تسميتهم بالحشوية . . . (موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم 1 : 678 ـ 679) .

(الصفحة 207)

النقص فيما تواتر قرآناً ، كما هو موجود بين الدفّتين اليوم .

ثمّ قال : «نعم ، أسقط زمن الصديق ما لم تتواتر وما نسخت تلاوته ، وكان يقرؤه من لم يبلغه النسخ ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة ، ولم يألُ جُهداً في تحقيق ذلك ، إلاّ أ نّه لم ينتشر نوره في الآفاق إلاّ زمن ذي النورين ، فلهذا نسب إليه .

كما روي عن حميدة بنت يونس أنّ في مصحف عائشة : « إنَّ الله و مَلـئـِكَته يصلُّون على النَّبىّ يَـأيُّهَا الَّذين ءامنُوا صَلُّوا عليْه وسَلّموا تسْلِيماً  ـ وعلى الّذين يصلون الصفوف الأوّل» وأ نّ ذلك قبل أن يغيّر عثمان المصاحف (1) .

فما أخرج أحمد ، عن اُبيّ قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمرني أن أقرأ عليك قال : فقرأ عليّ ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) (2)إنّ الدين عند الله الحنيفيّة غير المشركة ، ولا اليهوديّة ، ولا النصرانيّة ، ومن يفعل خيراً فلن يكفر (3) .

وفي رواية : ومن يعمل صالحاً فلن يكفره ، وما اختلف الذين اُوتوا الكتاب إلاّ من بعدما جاءتهم البيّنة ، إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لمّا جاءهم أولئك عند الله شرّ البريّة ، ما كان الناس إلاّ اُمّة واحدة ، ثمّ أرسل الله

  • (1) المصاحف لابن أبي داود السجستاني : 211 ، الرقم 236 ، وفيه: والّذين يصلون الصفوف الأوّل ، الإتقان في علوم القرآن: 3 / 82 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5: 580 ، الآية 56 من سورة الأحزاب، وفيه : والذين يصفون الصفوف الأوّل .
    (2) سورة البيّنة 98 : 1 ـ 4 .
    (3) المسند لابن حنبل : 8 / 40  ح 21261 .

(الصفحة 208)

النبيّين مبشِّرين ومنذرين يأمرون الناس ، يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويعبدون الله وحده ، أولئك عند الله خير البريّة ، جزاؤهم عند ربّهم جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربّه(1) .

وفي رواية الحاكم: فقرأ فيها : «لو أنّ ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطاه يسأل ثانياً ، ولو سأل ثانياً فأعطاه يسأل ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب . . .»(2) .

وما روي عنه أيضاً أنّه كتب في مصحفه سورتي الخلع والحفد : «اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ، ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللّهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكفّار ملحق»(3) فهو من ذلك القبيل ، ومثله كثير .

وعليه يحمل ما رواه أبو عبيد ، عن ابن عمر ، قال : لا يقولنَّ أحدكم : قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريه ما كلّه ؟! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر (4) .

والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى ، إلاّ أنّها محمولة على ما ذكرناه ، وأين ذلك ممّا يقوله الشيعي الجسور: ( وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور) (5) (6) .

  • (1) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور: 8 / 536 ـ 537 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    (2) المستدرك على الصحيحين: 2 / 244 ح2889 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)  .
    (3) كتاب الدعاء للطبراني: 238 ح750 ، الإتقان في علوم القرآن : 1 / 226، النوع التاسع عشر .
    (4) الإتقان في علوم القرآن : 3 / 81 ـ 82 ، النوع السابع والأربعون .
    (5) سورة النور 24 : 40 .
    (6) روح المعاني: 1 / 32 ـ 35 .