جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 5)

(الصفحة 6)

الإهداء

إلى المربِّي الكبير: الوالد المعظّم والرجل الفذّ الذي لا أقدر على أداء حقوقه ، ولا أستطيع شكر عناياته ، وقد بالغ في تربيتي العلميّة والدينيّة ، وأجهد في تهيئة الوسائل اللاّزمة ، وكان جامعاً للفضائل المعنويّة ، ومربيّاً بالتربية القوليّة والعمليّة ، وحائزاً لشرف المهاجرة ، مصداقاً لقوله تعالى:

(وَمَن يَخْرُجْ مِنم بَيْتِهِمُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُو عَلَى اللَّهِ )    (سورة النساء 4: 100)
فنسأله تعالى أن يعطيه أجر عمله هذا ، ويحشره في زمرة من يحبّه من أوليائه الطاهرين ، وأصفيائه المكَرمين صلوات الله عليهم أجمعين ، وأن يقدرني على أداء بعض حقوقه ، آمين .

ولدك

(الصفحة 7)

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، وجعله هدًى للمتّقين ، وذكرى لأُولي الألباب ، وأثبت إعجازه بقوله ـ عزّ من قائل ـ :

(قُلْ لَّـئـِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوابِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِوَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيرًا) (1) .

كما أنّه أثبت بجعله معجزاً خلود الإعجاز ; لاستمرار الشريعة ودوام النبوّة إلى يوم القيامة ، وابتنائها على المعجزة الخالدة .

وقد صانه من التحريف والتغيير بقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـفِظُونَ) (2) .

وأخبر عن عدمه بقوله ـ تعالى ـ :

(لاَّ يَأْتِيهِ الْبَـطِـلُ مِنبَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِتَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد) (3) .

  • (1) سورة الإسراء 17 : 88 .
  • (2) سورة الحجر 15 : 9 .
  • (3) سورة فصّلت 41 : 42 .

(الصفحة 8)

وأفضل صلواته وتسليماته على رسوله الذي أرسله (بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِوَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1)، النبيّ الذي ترك في اُمّته الثقلين ، وحصر النجاة في التمسّك بالأمرين ، وأخبر بانتفاء أيّ افتراق في البين ، حتّى يردا عليه الحوض .

وعلى آله الأخيار ، المصطفين الأبرار ، الّذين هم قرناء الكتاب ، والشارحون لآياته ، المفسِّرون لمحكماته ومتشابهاته ، العالمون بتنزيله وتأويله ، ولا يُغني الرجوع إليه من دون مراجعتهم .

واللّعنة الدائمة الأبديّة على الذين:

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُوانُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَـفِرُونَ) (2) (أُولَـئـِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاالضَّلَــلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَـرَتُهُمْ وَ مَا كَانُوامُهْتَدِينَ) (3)، (أُولَـئـِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـعِنُونَ) (4) .

وبعد: يقول العبد المفتاق إلى رحمة ربّه الغنيّ ، محمّد الموحّدي اللنكراني، الشهير بـ «الفاضل» ابن العلاّمة الفقيه الفقيد آية الله المرحوم الحاجّ الشيخ فاضل اللنكراني(قدس سره)  ، وحشر مع من يحبّه من النبيّ والأ ئـمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين :

إنّ من منن الله تعالى العظيمة ، وتوفيقاته الربّانيّة أن وفّقني برهة من الزمن ، وقطعة من الوقت للبحث حول كتابه العزيز من عدّة جهات ترجع إلى أصل إعجازه ، ووجوه الإعجاز فيه ، والقراءات المختلفة الطارءة عليه ، والتحريف الذي

  • (1) سورة التوبة 9 : 33 ، سورة الصف 61 : 9 .
    (2) سورة الصف 61 : 8 .
    (3) سورة البقرة 2: 16 .
    (4) سورة البقرة 2 : 159 .

(الصفحة 9)

هو مصون منه ، وكان ذلك بمحضر جماعة من الأفاضل لايقلّ عددُهم ، وعدّة من الأعلام يعتنى بشأنهم ، وكنت أكتب خلاصة البحث ; ليكون لي تذكرةً ، ولغيري بعد مرور الأيّام تبصرةً ، وقد بقي المكتوب في السواد سنين متعدّدة إلى أن ساعدني التوفيق ثانياً لإخراجه إلى البياض .

وأقرّ ـ ولا محيص عن الإقرار ـ بأنّ الإنسان يقصر باعه ـ وإن بلغ ما بلغ ـ ويقلّ اطّلاعه ـ وإن أحاط بجميع الفنون ـ عن البحث التامّ حول كلام الكامل ، وكيف يصحّ في العقول أن يحيط الناقصُ بالكامل ; سواء أراد الوصول إلى معناه ، والبلوغ إلى مراده ، أم أراد الوصول إلى مرتبة عظيمة ، واستكشاف شؤونه من إعجازه وسائر ما يتعلّق به ؟!

ولكن لا ينبغي ترك كلّ ما لا يدرك كلّه ، ولا يصحّ الإعراض عمّا لا سبيل إلى فهم حقيقته ، خصوصاً مع ابتناء الدين الخالد على أساسه وإعجازه ، وتوقّف الشريعة السامية على نظامه الرفيع ; فإنّه ـ في هذه الحالة ـ لابدّ من الورود في بحر عميق بمقدار ميسور ، والاستفادة منه على قدر الظرف المقدور .

ومع أنّ الكتاب ـ سيّما في هذه الأعصار التي تسير قافلة البشر إلى أهداف مادّية ، وتبتني حياتهم التي لا يرون إلاّ إيّاها على أساس اقتصاديّ ، وأصبحت الشؤون المعنويّة كأنّه لا يحتاج إليها ، والقوانين الإلهيّة غير معمول بها ـ قد صار هدفاً للمعاندين والمخالفين ; لأنّهم يرون أنّ الاقتفاء بنوره ، والخروج عن جميع الظلمات بسببه يسدّ باب السيادة المادّية ، ويمنع عن تحقّق السلطة ، ويوجب رقاء الفكر ، وحصول الاستضاءة ، فلابدّ لهم للوصول إلى أغراضهم الفاسدة من إطفاء نوره ، وإدناء مرتبته ، وتنقيص مقامه الشامخ ، فتارةً: يشكّكون في إعجازه ، ويوردون على الناس شبهات في ذلك ، واُخرى: يتمسّكون بتحريفه ويثبتون تنقيصه .