جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه348)

تبعي بالنسبة إلى المعنى، وإلاّ يلزم عدم دخالة اللفظ من حيث حسنه وقبحهفي إلقاء المعنى، مع أنّ الخطيب يسعى في استخدام ألفاظ حسنة لإلقاء مطالبه،فكيف يعقل فناء اللفظ في المعنى مع أنّهما من المقولتين المتباينتين؟!

وثانياً: لو سلّمنا أنّ ماهيّة الاستعمال هي فناء اللفظ في المعنى إلاّ أنّ كلالمعنيين لمّا كانا في عرض واحد فلا مانع من فنائه فيهما؛ إذ لا يكون ههنا أوّليّةوثانويّة، بل كلاهما في عرض واحد.

الاحتمال الثاني: أنّ المعنى حين الاستعمال يتعلّق به اللحاظ الاستقلالي،وإذا كان المعنى متعدّداً فاللحاظ الاستقلالي الذي يتعلّق بها أيضاً كان متعدّداً،وأمّا لحاظ اللفظ فيكون تابعاً للحاظ المعنى، فإذا استعمل في شيئين يكونتابعاً لهما في اللحاظ، فيجتمع فيه اللحاظان الآليّان بالتبع، وهو كما ترى.

ويحتمل قويّاً أن يكون مراده قدس‏سره هذا الاحتمال، ولعلّه كانت جملة «إلاّ أنيكون اللاحظ أحول العينين» ناظرة إلى هذا المعنى، وهذا هو الأقرب إلىكلامه قدس‏سره .

وإن كان مراده هذا الاحتمال فيجاب بأنّ اللفظ والمعنى قد يلاحظان بنظرالمتكلّم، وقد يلاحظان بنظر السامع.

توضيحه: أنّ المولى قبل صدور الأمر منه يلاحظ المعنى ويتوجّه إليه،ولكن يتوجّه إلى اللفظ حين صدور الأمر وتفهيم مراده العبد، فيلاحظه تبعللمعنى ويقول: «جئني بماء» إلاّ أنّه لا دليل لأن يكون اللحاظ التبعي متعدّداً،بل يلاحظه تبعاً بلحاظ واحد، فيلاحظ المعنيين ثمّ يلقي كليهما بلفظ واحد،فإذا كان الملحوظ بلحاظ استقلالي متعدّداً فلا يستلزم أن يكون الملحوظباللحاظ التبعي أيضاً متعدّداً.

(صفحه 349)

وأمّا السامع والمخاطب فينتقل من اللفظ إلى المعنى فينعكس الأمر؛ إذيكون لحاظ المعنى تبعاً للحاظ اللفظ وسماعه، فإذا كان اللفظ دالاًّ على المعنيينانتقل منه إليهما من غير لزوم استحالة أبداً، فلا يلزم من تبعيّة اللحاظ جمعاللحاظين في اللفظ، كما لا يخفى.

الاحتمال الثالث: أنّ كلامه قدس‏سره يدور مدار أصل اللحاظ مع حذف عنوانالاستقلال والتبع عنه؛ بأنّ معيار تعدّد اللحاظ في اللفظ هو تعدّده في المعنى،فإذا كان اللحاظ في جانب المعنى متعدّداً فلابدّ من تعدّده في جانب اللفظأيضاً.

وجوابه: أنّ هذا ليس بتامّ؛ لأنّه إذا قال المتكلّم: «رأيت عيناً» وأراد منهالعين الباكية، ثمّ قال بعد ساعة أيضاً: «رأيت عيناً» وأراد منها هذا المعنى،فلاشكّ في تعدّد اللحاظ ووحدة المعنى، فكيف كان اللحاظ متعدّداً مع أنّالمعنى واحد؟! فلابدّ من تغيير المعيار؛ بأنّ تعدّد اللحاظ في جانب اللفظ تابعلتعدّد الاستعمال، فإذا كان الاستعمال واحداً يكفي فيه اللحاظ الواحد وإن كانالمعنى متعدّداً، وإذا كان الاستعمال متعدّداً فلابدّ من تعدّد اللحاظ. ولا يصح مأفاده قدس‏سره في مقام الاستدلال للقول بالاستحالة، فتدبّر.

فإن قيل: إنّه لا مانع من تعلّق اللحاظين بلفظ واحد مع أنّه واحد.

قلنا: إنّ هذا المعنى ليس بصحيح؛ إذ اللحاظ عبارة عن تصوّر الشيءوحضوره عند النفس والتفات الذهن إليه، ومن المعلوم أنّه لا يمكن إحضارهفي النفس مرّتين بدون تعدّد الزمان، كما أنّه لا يمكن إتيان علمين في آن واحدبشيء واحد للإنسان.

وقد استدلّ المحقّق النائيني قدس‏سره (1) على الاستحالة بأنّ حقيقة الاستعمال ليست


  • (1) أجود التقريرات 1: 51.
(صفحه350)

إلاّ عبارة عن إيجاد المعنى باللفظ وإلقاءه إلى المخاطب خارجاً، ولذا لايرىالمخاطب إلاّ المعنى، فإنّه الملحوظ أوّلاً وبالذات، واللفظ ملحوظ بتبعه وفانفيه، فلازم استعمال اللفظ في المعنيين على نحو الاستقلال تعلّق اللحاظالاستقلالي بكلّ واحد منهما في آن واحد كما لو لم يستعمل اللفظ إلاّ فيه. ومنالواضح أنّ النفس لا تستطيع أن تجمع بين اللحاظين المستقلّين في آن واحد،فلا شكّ في أنّ الاستعمال في أكثر من معنى واحد يستلزم ذلك، والمستلزمللمحال محال.

وجوابه: أنّ النفس بما أنّها جوهر بسيط ولها صفحة واسعة تقدر أن تجمعبين اللحاظين المستقلّين في صفحتها في آن واحد.

ويدلُّ على ذلك اُمور:

الأوّل: أنّا إذا رجعنا إلى أنفسنا وجدنا أنّها تقدر على تصوّر اُمور متضادّةأو متماثلة بتصوّرات مستقلّة في آن واحد، فإنّ إسناد الرؤية ـ مثلاً ـ إلى العينأو النفس إسناد حقيقي، ومعلوم أنّ النفس بما لها من السعة تقدر على رؤيةعدّة أشخاص في آن واحد بلا تقدّم وتأخّر، فالرؤية مع كونها عملاً للنفستستلزم أن يكون المرئي متعدّداً، فلا يكون اجتماع اللحاظين فيها ممتنعاً أصلاً.

الثاني: أنّ استفادة النفس في آن واحد من قوّة السامعة والباصرةواللامسة لا تكون قابلة للإنكار، فكيف تقدر النفس في آن واحد على لحاظالمسموع والملموس وأمثال ذلك؟! فيكشف أنّ للنفس سعة خاصّة تقدر بهبما لا يمكن صدوره عن المادّي.

الثالث: أنّ في القضايا الحمليّة التي ملاكها الاتّحاد والهوهويّة وإن كانالموضوع متقدّماً والمحمول متأخّراً من حيث اللفظ، إلاّ أنّ حمل الشيء والحكم

(صفحه 351)

بثبوته له كقولنا: «زيد قائم» يستدعي لحاظ كلّ من الموضوع والمحمول في آنواحد، وهو آن الحكم، وإلاّ لكان الحكم من النفس ممتنعاً، فلابدّ حين الحملوالحكم من الالتفات إليهما، وحضورهما معاً في النفس بلا تقدّم وتأخّر،فالحمل يستلزم الجمع بين اللحاظين الاستقلاليّين.

الرابع: أنّه لا إشكال في أنّ قولنا: السواد والبياض متضادّان قضيّةصحيحة، ولاريب في أنّ الموضوع فيها عبارة عن السواد والبياض بلا تقدّموتأخّر في موضوعيّة أحدهما على الآخر، فالمتكلّم حين حمل المتضادّينعليهما إمّا أن يكون غافلاً عنهما، وإمّا أن يكون ملتفتاً إلى كلّ واحد منهما ولثالث في البين، وحيث إنّ الأوّل غير معقول فتعيّن الثاني، فلابدّ من حضورهمولو في آن واحد عند النفس معاً حتّى يصحّ الحمل، فالاستحالة التي ادّعىالمحقّق النائيني قدس‏سره في جانب المعنى ـ أي اجتماع اللحاظين المستقلّين في آن واحدعند النفس ـ ليست بتامّة، كما أنّ الاستحالة التي ادّعاها المحقّق الخراساني قدس‏سره فيجانب اللفظ أيضاً ليست في محلّها.

وقد ذكر طريق ثالث للاستحالة وهو: أنّ للمفاهيم والماهيّات تصوّروجودات خمسة: الأوّل: الوجود العيني الخارجي، الثاني: الوجود الذهني،الثالث: الوجود الإنشائي، ولكنّه منحصر ببعض المفاهيم كمفهوم الطلبوأمثاله، الرابع: الوجود الكتبي، الخامس: الوجود اللفظي. وهو أنّ تحقّق العلقةالوضعيّة بين اللفظ والمعنى يقتضي أن يكون اللفظ وجوداً تنزيليّاً للمعنى،فيكون «زيد» من حيث وجوده الخارجي مصداقاً واقعيّاً ووجوداً خارجيّلماهيّة الإنسان، وأمّا من حيث وجوده اللفظي فيكون وجوداً تنزيليّاً لها وإنكان هذا اللفظ وجوداً خارجيّاً ومصداقاً واقعيّاً لماهيّته اللفظيّة.

(صفحه352)

وبعبارة أوضح: أنّه لا إشكال في أنّ قضيّة «زيدٌ إنسانٌ» قضيّة حمليّةبالحمل الشائع الصناعي الذي ملاكه اتّحاد الموضوع والمحمول من حيثالوجود، وهكذا قضيّة «زيدٌ لفظٌ» التي يكون الموضوع فيها عبارة عن لفظ«زيد» قضيّة حمليّة بالحمل الشائع الصناعي، فإنّ لفظ «زيد» ـ أي الموضوع إذا لوحظ بالنسبة إلى ماهيّة اللّفظ ـ أي المحمول ـ يكون بينهما اتّحاد وجودي؛إذ لا شكّ في تحقّق الاتّحاد الوجودي بين لفظ «زيد» وماهيّة اللفظ، فيكونهذا اللفظ مصداقاً واقعيّاً لماهيّة اللفظ، كما أنّ معناه يكون مصداقاً واقعيّلماهيّة الإنسان، ولكنّه مع ذلك يكون لفظ «زيد» مرحلةً من معناه ووجودتنزيليّاً له.

ثمّ استفاد المستدلّ من ذلك بأنّ اجتماع الوجودين الواقعيّين في فرد واحدمن المحالات؛ إذ لا يمكن اجتماع فردين من ماهيّة الإنسان ـ مثلاً ـ في وجودواحد؛ لأنّ تعدّد الفرديّة ملازم لتعدّد الوجودات، كما لا يخفى، فإذا كان الحالفي الوجودات الحقيقيّة كذلك فيكون في الوجودات النزيليّة أيضاً كذلك، فليمكن أن يكون اللفظ الواحد وجوداً تنزيليّاً للمعنيين، فيكون استعمال اللفظالواحد في أكثر من معنى واحد من المحالات.

وفيه: أوّلاً: أنّ تقسيم وجود الماهيّات والمفاهيم إلى الأقسام الخمسةالمذكورة ممّا لا دليل عليه من العقل والنقل، وإنّما يستحسنه الذوق في مقامالتخيّل والتصوّر فقط؛ إذ لا يمكن بحسب الواقع والدقّة العقليّة أن يكون اللفظوجوداً تنزليّاً للمعنى؛ لأنّهما من المقولتين المتباينتين، فكيف يمكن أن يكونلفظ «زيد» الذي يكون من مقولة كيف المسموع وجوداً للمعنى الذي يكونمن مقولة الجوهر؟! ولا يعقل هذا المعنى أصلاً. نعم، يكون بينهما ارتباط