جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه 343)

من كتابة جميع المعاني؛ بأنّ العين ـ مثلاً ـ تكون حقيقة في سبعين معنى، فيكونأحد مناشئ الاشتراك اختلاف المعاني في القبائل في الأزمنة السابقة،واختلافها في البلاد في زماننا هذا.

الثاني: تقدّم أنّ الغرض من الوضع هو التفهيم والتفهّم، ولا يخفى أنّ ذلكعلى نوعين، فإنّ غرض المتكلّم قد يتعلّق ببيان المراد بنحو كامل وإظهاره مفي ضميره بنحو أجلى للمخاطب، وقد يتعلّق غرضه ببيان المراد بنحوالإجمال، ومعلوم أنّ الاشتراك اللفظي أحسن طريق لبيان المراد على النحوالثاني، فيقضي غرض الوضع تحقّق الاشتراك في اللّغات.

ويمكن لنا بيان منشأ آخر للاشتراك وهو: أنّ الواضع وضع لفظ «الأسد»للحيوان المفترس، ولكنّه استعمل كثيراً في المعنى المجازي بحيث صار حقيقةفيه في مقابل المعنى الحقيقي؛ بحيث أنّ المخاطب حين استماع كلمة «الأسد» بلقرينة يصير متحيّراً في أنّ المراد منه ما هو؟ فيتحقّق ههنا الاشتراك اللفظيبصورة الوضع التعيّني، فهذا أيضاً منشأ للاشتراك اللفظي، كما لا يخفى.

وأشار المحقّق الخراساني قدس‏سره (1) إلى قول آخر في المسألة وهو القول بالتفصيلبين القرآن وغيره؛ بأنّ الاشتراك مستحيل في القرآن دون غيره؛ إذ لو قلنبوجود لفظ المشترك فيه لزم التطويل بلا طائل أو الإجمال، وكلاهما غير لائقبكلامه تعالى.

توضيحه: أنّه حين الاستعمال إن اعتمد في تعيين المراد على القرائن الدالّةعليه لزم التطويل غير المحتاج إليه، وإن لم يعتمد عليها في تعيين المراد لزمالإجمال، وكلا الأمرين غير لائق بكلامه تعالى، وهذان المحذوران أوجب


  • (1) كفاية الاُصول 1: 53.
(صفحه344)

امتناع الاشتراك في القرآن.

وجوابه أوّلاً: إنّا نرى في القرآن وجود اللفظ المشترك كثيراً مّا، مثل قولهتعالى: «وَالْمُطَـلَّقَـتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَـثَةَ قُرُوآءٍ»(1)، فإنّ لفظ القروءاستعمل في المعنيين المتضادّين ـ أي الطهر والحيض ـ وهكذا لفظ العيناستعمل في موضع من القرآن في معان متعدّدة، مثل قوله تعالى: «لَهُمْ قُلُوبٌلاَّيَفْقَهُونَ بِهَا»(2). وقوله تعالى: «عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ»(3) وأمثال ذلك.

وثانياً: أنّ الدليل المذكور مردودٌ بكلا وجهيه: أمّا الإجمال فبأنّه اجتهاد فيمقابل النصّ؛ لأنّه تعالى صرّح بوجود المتشابهات في القرآن بقوله: «هُنَّ أُمُّالْكِتَـبِ وَأُخَرُ مُتَشَـبِهَـتٌ»(4).

وأمّا لزوم التطويل بلا طائل فبإمكان أن يكون نصب القرينة لغرض آخرغير تعيين المراد من المشترك، لكن كانت تلك القرينة دالّة بالدلالة الالتزاميّةعلى المعنى المراد من اللفظ المشترك، فلا يلزم التطويل بلا طائل.


  • (1) البقرة: 228.
  • (2) الأعراف: 179.
  • (3) المطففين: 28.
  • (4) آل عمران: 7.
(صفحه 345)

(صفحه346)

في استعمال اللّفظ في أكثر من معنى واحد

الأمر الثاني عشر

استعمال اللّفظ في أكثر من معنى واحد

لابدّ لنا قبل تحقيق المسألة من ذكر مقدّمتين حتّى يعلم محلّ النزاع:

إحداهما: أنّ عنوان المسألة في كتب القدماء حتّى إلى زمان صاحبالمعالم قدس‏سره (1) وصاحب القوانين قدس‏سره (2) يدور مدار الجواز وعدمه، إلاّ أنّ المتأخّرينكالمحقّق الخراساني قدس‏سره (3) بدّل العنوان بالإمكان والاستحالة، فعلى هذا يقعالبحث في مرحلتين: المرحلة الاُولى: في الإمكان وعدمه، وإن قلنا بإمكانه فيهذه المرحلة فتصل النوبة إلى المرحلة الثانية، وهي أنّ هذا الأمر الممكن هليكون مورداً لترخيص الواضع أم لا؟

والثانية: أنّ محلّ النزاع هو في ما إذا استعمل لفظ واحد في معنيينمستقلّين؛ بحيث يكون الإطلاق الواحد في حكم الإطلاقين، والاستعمالالواحد في حكم الاستعمالين، ويكون كلّ واحد من المعنيين مراداً علىالاستقلال.


  • (1) معالم الدين: 39.
  • (2) قوانين الاُصول: 39.
  • (3) كفاية الاُصول 1: 54.
(صفحه 347)

ومن هنا يظهر أنّ استعمال اللفظ الواحد في مجموع المعنيين بما هو كذلك، أوفي قدر جامع بينهما أو في أحدهما على سبيل البدليّة، أو في أحدهما أصالة وفيالاُخرى تبعاً، خارج عن محلّ النزاع، فمحلّ النزاع فيما إذا كان كلّ واحد منالمعنيين مراداً من اللفظ على سبيل الاستقلال والانفراد.

وأمّا في المرحلة الاُولى فقال المحقّق الخراساني قدس‏سره (1) باستحالته، وقال فيمقام الاستدلال: إنّ حقيقة الاستعمال ليس جعل اللفظ علامة لإرادة المعنىحتّى يقال: إنّه لا إشكال في جعل اللفظ علامة للمعنيين، بل هي عبارة عنجعل اللفظ فانياً في المعنى وعنواناً له، بل بوجه نفسه كأنّه الملقى، ولذا يسريإلى اللفظ حسن المعنى وقُبحه، فلحاظ اللفظ وجهاً للمعنى وفانياً فيه ينافيلحاظه وجهاً لمعنى آخر مع فرض وحدة اللحاظ، حيث إنّ لحاظه كذلك ليكاد يكون إلاّ بتبع لحاظ المعنى فانياً فيه فناء الوجه في ذي الوجه والعنوانفي المعنون، ومعه كيف يمكن إرادة معنى آخر معه كذلك في استعمال واحد معاستلزامه للحاظ آخر غير لحاظه كذلك في هذا الحال؟! فلا يمكن جعل لفظواحد في آن واحد فانياً في اثنين ووجوداً ووجهاً لهما معاً، إلاّ أن يكوناللاحظ أحول العينين.

ولا يخفى أنّ في هذه العبارة ثلاث احتمالات:

الأوّل: أن يكون مدار كلامه قدس‏سره في الاستعمال بأنّ ماهيّة الاستعمال فناءاللفظ في المعنى، وبعد فنائه في المعنى الأوّل فليس له وجود سوى وجود هذالمعنى حتّى يفنى في المعنى الثاني، فإن كان مراده هذا الاحتمال ففيه:

أوّلاً: أنّ ماهيّة الاستعمال ليست فناء اللفظ في المعنى وإن كان له عنوان


  • (1) المصدر السابق.