(الصفحة 278)
(الصفحة 279)
أعمال
المدينة المنوّرة
(الصفحة 280)
(الصفحة 281)موقع المدينة المنوّرة
تقع المدينة المنوّرة في شمال مكّة و الشمال الشرقي لمدينة جدّة ، وتبعد عن مكّة 85 فرسخاً(1) ، وعن جدّة حوالي 73 فرسخاً .
وكانت تسمّى هذه المدينة المقدّسة قبل هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إليها بـ «يثرب» ، وبعد هجرته إليها أخذت تسمّى بـ «مدينة النبيّ» واشتهرت بهذا الاسم . وأصبحت محلاًّ لتجلّي الأنوار الإلهيّة ومركزاً لتأسيس التوحيد ، وثاني مدينة مقدّسة في الإسلام .
فالمدينة هي الأرض التي شهدت نزول جبرئيل
- 1 ـ الأعلاق النفيسة : 178 .
(الصفحة 282)
والوحي الإلهي مدّة عشر سنين ، ومنها شعّ نور الإسلام ليضي أرجاء المعمورة وينقذ البشرية من مستنقع الذلّ والهوان والشقاء ، ويرشدها نحو طريق الكرامة والسعادة .
ففي كلّ موضع من هذه المدينة قصص وخواطر ، ومواعظ وعِبر وذكريات جهاد للمظلومين الّذين قد واجهوا ظلماً لا يُطاق .
نعم ، في هذه المدينة مرقد مُنقذ البشريّة الأعظم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، ومرقد ابنته الصدِّيقة الطاهرة (عليها السلام) والإمام الحسن والإمام زين العابدين والإمام محمّد الباقر و الإمام جعفر الصادق سلام الله عليهم أجمعين ، وقد دفنوا بنحو مفجع ، كما أنّ هناك إضافة إلى هؤلاء العظام قبوراً لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) وأصحابه وأنصاره .
ولذا ينبغي على حجّاج بيت الله الحرام أن يغتنموا الفرصة ويستلهموا من فيوضات هذه المدينة المقدّسة ويتنعّموا من بركاتها المعنويّة ، وفي المدينة المنوّرة مواضع