(الصفحة 304)
مقبرة البقيع
وهي أشهر وأقدم مقبرة في تاريخ الإسلام; وتقع شرقي المسجد النبوي ، وفيها تقع المراقد المطهّرة للإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين ، والإمام محمّد الباقر ، والإمام جعفر الصادق (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وقد دفنوا جنباً إلى جنب ، ويقول بعض المؤرِّخين: إنّ الصدِّيقة الزهراء (عليها السلام) مدفونة أيضاً في هذه المقبرة .
وأوّل من دفن في مقبرة البقيع هو عثمان بن مظعون وهو من الصحابة الأوفياء للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويقول صاحب كتاب مرآة الحرمين(1): إنّ أكثر من عشرة آلاف من
- (1) مرآة الحرمين: 1/425 ـ 426
(الصفحة 305)
الصحابة والتابعين وبني هاشم مدفونون في هذه المقبرة ، منهم :
إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقبره بالقرب من باب الدخول.
السيِّدة الجليلة فاطمة بنت أسد الوالدة المكرّمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
العبّاس بن عبدالمطّلب ، وكلا القبرين بالقرب من قبور أئمّة البقيع .
صفيّة وعاتكة عمّتا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكلا القبرين يقعان قرب الباب الخروجي .
اُمّ البنين الزوجة الكريمة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) .
زينب ورقيّة واُمّ كلثوم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبرهنّ بالقرب من قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام) .
إسماعيل ابن الإمام الصادق (عليه السلام) ، وقبره كان خارج
(الصفحة 306)
البقيع قرب الجدار(1) .
حليمة السعديّة اُمّ النبيّ من الرضاعة; وقبرها في آخر البقيع .
- (1) ولكن موقعه الآن في داخل البقيع .
(الصفحة 307)
زيارة أئمّة البقيع (عليهم السلام)
وهم: الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
الإمام زين العابدين (عليه السلام) .
الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) .
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) .
فمن أراد زيارتهم فليأت بما ذكر من آداب الزيارة كالغسل ولبس الثياب النظيفة الطاهرة واستعمال الطيب ، وبعد الدخول في الحرم الشريف يقول :
يا مَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمُ الذَّليلُ بَيْنَ أَيْديكُمْ ، وَالْمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَالْمَعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ ، جاءَكُمْ مُسْتَجيراً بِكُمْ ، قاصِداً اِلى حَرَمِكُمْ ، مُتَقَرِّباً إِلى مَقامِكُمْ ، مُتُوَسِّلا اِلَى اللهِ تَعالى بِكُمْ ، ءَأَدْخُلُ يا
(الصفحة 308)
مَوالِيَّ ، ءَأدْخُلُ يا أَوْلِياءَ اللهِ ، ءَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُحْدِقينَ بِهذَا الْحَرَمِ ، الْمُقِيمِينَ بِهذَا الْمَشْهَدِ .
ثمّ يدخل في غاية السكينة والوقار ويقول :
اَللهُ أَكْبَرُ كَبيراً ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثيراً ، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصيلا ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ ، الَّذِي مَنَّ بَطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .
ثمّ يقف في مقابل القبور المقدّسة ويقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَهْلَ التَّقْوى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النّجْوى ، اَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُم