(الصفحة 284)
والمـَحرس والوفود .
الصفّة
في الجهة الشمالية للحجرة المطهّرة ، وبالقرب من باب جبرئيل توجد صفّة ارتفاعها 40 سانتيمتر وطولها 12متراً وعرضها 8 متراً ، وهي المكان المعروف بمحلّ أصحاب الصفّة; وهم جماعة من فقراء المهاجرين لم يكن لديهم مسكن ولا مأوى ، فكانوا يسكنون في هذا المكان المسقوف; وقد أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) القادرين على مساعدتهم ، وكان النبيّ يجلس إليهم ويتناول معهم الطعام ويعلّمهم القرآن ، وعددهم من 10 إلى 93 شخصاً ، وقال بعض: إنّ عددهم يصل إلى 400 شخصاً .
وقد جاء في الرواية أنّ كلّ ركعة في مسجد النبي أفضل من عشرة الآف ركعة في المساجد الاُخرى غير المسجد الحرام ، وأفضل مكان في المسجد ما بين القبر والمنبر ; كما
(الصفحة 285)
قال (صلى الله عليه وآله) : «مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة» . فعلى الحجّاج اغتنام الفرصة ما استطاعوا وأن يكثروا الصلاة في هذا المسجد; إذ أنّ زيارة هذا المكان الشريف لا تتيسّر للإنسان دائماً .
المرقد الشريف
في الجنوب الشرقي لمسجد النبي يوجد مرقد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، حيث أوصى أن يُدفن في داره .
وللقبر ضريح حديدي فيه أربعة أبواب وفوقه قبّة شمّـاء ، وفي سنة 1255 هـ .ق صبغت باللون الأخضر وصارت تسمّى بالقبّة الخضراء .
آداب الزيارة
ذكر العلماء والفقهاء كالعلاّمة ، والشهيد والمجلسي رضوان الله عليهم أجمعين للزيارة آداباً وأعمالا ، يُشار هنا
(الصفحة 286)
إلى بعضها :
1ـ أن يغتسل للزيارة قبل الدخول إلى الحرم المطهّر .
2ـ أن يدعو أثناء الغسل بهذا الدعاء :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَافَة وَعاهَة ، اَللّهُمَّ طَهِّرْبِهِ قَلْبِي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي وَسَهِّلْ بِهِ اَمْرِي .
وبعد الغسل يقرأ هذا الدعاء أيضاً :
اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَكافِياً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم ، وَمِنْ كُلِّ افَة وَعاهَة ، وَطَهِّرْبِهِ قَلْبِي وَجَوارِحِي وَعِظامِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَمُخِّي وَعَصَبِي وَما اَقَلَّتِ الاَْرْضُ مِنِّي ، وَاجْعَلْهُ لِي شاهِداً يَوْمَ الْقِيمَةِ يَوْمَ حاجَتِي وَفَقْرِي وَفاقَتِي .
3 ـ أن يلبس ثياباً نظيفة وطاهرة .
4 ـ أن يقرأ دعاء الاستئذان عند الدخول .
(الصفحة 287)
5 ـ أن يقدِّم رجله اليـُمنى عند الدخول ويقدِّم اليُسرى لدى الخروج .
6 ـ أن يصلّي صلاة الزيارة بعد الفراغ من قراءة الزيارة ; ويستحبّ أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الاُولى سورة يس ، وفي الركعة الثانية بعد الحمد سورة الرحمن .
7 ـ أن يتلو القرآن ما استطاع .
8 ـ أن يشتغل بالدعاء ما استطاع .
إذن الدخول في الحرم الشريف وسائر المراقد الشريفة
يستحبّ الدخول إلى الروضة المطهّرة من باب جبرئيل ، فإذا دخل فليقل :
اَللّهُمَّ اِنِّي وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ اَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَالِهِ ، وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا اِلاّ بِاِذْنِهِ ، فَقُلْتَ: {يا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ اِلاّ اَنْ يُؤَذَنَ لَكُمْ} ،
(الصفحة 288)
اَللّهُمَّ اِنِّي اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ فِي غَيْبَتِهِ كَما اَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ ، وَاَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَكَ وَخُلْفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ ، يَرَوْنَ مَقامِي وَيَسْمَعُونَ كَلامِي وَيَرُدُّونَ سَلامِي ، وَاَنَّكَ حجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ ، وَاِنِّي اَسْتَأْذِنُكَ يا رَبِّ اَوَّلا ، وَاَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَالِهِ ثانِياً(1) وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَِكَةِ ثالِثاً ، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ ، أَاَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ ، أَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَشْهَدِ ، فَاْذَنْ لِي يا مَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ ، فَاِنْ لَمْ اَكُنْ اَهْلا لِذلِكَ فَاَنْتَ اَهْلٌ لِذلِكَ .
- (1) لوكان الإذن للدخول إلى حرم أحد من الائمة (عليهم السلام) يقول بعد كلمة «ثانياً» : وَاسْتَاْذِنُ خَليفَتَكَ الاِْمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ . فيذكر إسم الإمام (عليه السلام) ويقرأ ما بقي من الدعاء .