(الصفحة 300)
مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَّرَئْتِ مِنْهُ ، مُوال لِمَنْ والِيْتِ ، مُعاد لِمَنْ عادَيْتِ ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ ، وَكَفى بِالله شَهيداً وَحَسيباً وَجازِياً وَمُثيباً .
ثمّ يصلّي على النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بهذا النحو :
اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدِبْنِ عَبْدِاللهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَخَيْرِ الْخَلائِقِ اَجْمَعينَ ، وَصَلِّ عَلى وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ اَبِي طالِب اَميرِالْمُؤْمِنينَ وَاِمامِ الْمُسْلِمينَ وَخَيْرِ الْوَصِيِّينَ ، وَصَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، وَصَلِّ عَلى سَيِّدَي شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَصَلِّ عَلى زَيْنِ الْعابِدينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ
(الصفحة 301)
مُحَمَّد ، وَصَلِّ عَلَى الزَّكِيِّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَصَلِّ عَلَى الْحُجَّةِ الْقائِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ .
اَللّهُمَّ اَحْيِ بِهِ الْعَدْلَ وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَْرْضَ ، وَاَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيء مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَعْوانِهِ وَاَشْياعِهِ وَالْمَقْبُولينَ (الْمَقْتُولينَ خل) فِي زُمْرَةِ اَوْلِيائِهِ يا رَبَّ الْعالَمينَ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الَّذينَ اَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً .
ثمّ يصلّي صلاة الزيارة ثمّ يقول :
اَللّهُمَّ اِنِّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّنا مُحَمَّد وَبِاَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ ، وَاَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظيمِ عَلَيْهِمُ الَّذِي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ ، وَاَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ ، وَبِاَسْمائِكَ الْحُسْنى الَّتِي اَمَرْتَنِي اَنْ اَدْعُوكَ بِها ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الاَْعْظَمِ الَّذِي اَمَرْتَ بِهِ اِبْراهيمَ اَنْ
(الصفحة 302)
يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَاَجابَتْهُ ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنّارِ : {كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى اِبْراهيمَ} فَكانَتْ بَرْداً ، وَبِاَحَبِّ الاَْسْماءِ اِلَيْكَ وَاَشْرَفِها وَاَعْظَمِها لَدَيْكَ ، وَاَسْرَعِها اِجابَةً وَاَنْجَحِهاطَلِبَةً ،وَبِمااَنْتَ اَهْلُهُوَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ ، وَاَتَوَسِّلُ اِلَيْكَ وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ وَاَتَضَرَّعُ وَاُلِحُّ عَلَيْكَ .
وَاَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِي اَنْزَلْتَها عَلى اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ مِنَ التَّوْريةِ وَالاِْنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْانِ الْعَظيمِ ، فَاِنَّ فيها اسْمُكَ الاَْعْظَمُ وَبِما فيها مِنْ اَسْمائِكَ الْعُظْمى ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ، وَاَنْ تُفَرِّجَ عَنْ الِ مُحَمَّد وَشيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَعَنِّي ، وَتَفْتَحَ اَبْوابَ السَّماء لِدُعائِي ، وَتَرْفَعَهُ فِي عِلّيّينَ ،وَتَأْذَنَ فِي هذَاالْيوْمِ وَفِي هذِهِ السّا
(الصفحة 303)
الْهَواءَبِالسَّماءِ ،وَكَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْماءِ ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ اَحْسَنَ الاَْسْماءِ ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالاِْسْمِ الَّذِي يُقْضى بِهِ حاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ .
اَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاِْسْمِ فَلاشَفيعَ اَقْوى لِي مِنْهُ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد وَاَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي ، وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّد وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ ، وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةِ الْمُنْتَظِرِ لاِِذْنِكَ ، صَلَواتُكَ وَ
ثمّ يطلب حاجاته من الله ، ويستجاب دعاؤه إن شاء الله تعالى .
(الصفحة 304)
مقبرة البقيع
وهي أشهر وأقدم مقبرة في تاريخ الإسلام; وتقع شرقي المسجد النبوي ، وفيها تقع المراقد المطهّرة للإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين ، والإمام محمّد الباقر ، والإمام جعفر الصادق (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وقد دفنوا جنباً إلى جنب ، ويقول بعض المؤرِّخين: إنّ الصدِّيقة الزهراء (عليها السلام) مدفونة أيضاً في هذه المقبرة .
وأوّل من دفن في مقبرة البقيع هو عثمان بن مظعون وهو من الصحابة الأوفياء للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويقول صاحب كتاب مرآة الحرمين(1): إنّ أكثر من عشرة آلاف من
- (1) مرآة الحرمين: 1/425 ـ 426