(الصفحة 313)
بِالاَْقْوالِ الصّادِقَةِ وَالاَْمْثالِ النّاطِقَةِ وَالْمَواعِظِ الشّافِيَةِ وَالْحِكَمِ الْبالِغَةِ ، وَوَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتابِ وَمَنَحَكُمْ فَصْلَ الْخِطابِ وَاَرْشَدَكُمْ لِطُرُقِ الصَّوابِ ، وَاَوْدَعَكُمْ عِلْمَ الْمَنايا وَالْبَلايا وَمَكْنُونَ الْخَفايا وَمَعالِمَ التَّنْزيلِ وَمَفاصِلَ التَّأْويلِ وَمَواريثَ الاَْنْبِياءِ ، كَتابُوتِ الْحِكْمَةِ وَشِعارِالْخَليلِ وَ مِنْسَأَةِ الْكَليمِ وَسابِغَةِ داوُدَ وَخاتَمِ المُلكِ وَفَضْلِ المُصطَفى وَسَيفِ المُرْ
(الصفحة 314)
بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالّلابِسُونَ شِعارَ الْبَلْوى وَرِداءَ التَّقْوى ، وَالْمُتَسَرْبِلُونَ نُورَ الْهُدى ، وَالصّابِرُونَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ وَحينَ الْبَأْسِ ، وَلَدَكُمُ الْحَقُّ وَرَبّاكُمُ الصِّدْقُ وَغَذّاكُمُ الْيَقينُ ، وَنَطَقَ بِفَضْلِكُمُ الدِّينُ ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ السَّبيلُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ ، وَالطُّرُقُ اِلى ثَوابِهِ ، وَالْهُداةُ اِلى خَليقَتِهِ ، وَالاَْعْلامُ فِي بَرِيَّتِهِ ، وَالسُّفَراءُ بَيْنَهُ وَ
(الصفحة 315)
مَأْلَفاً لِلْقُدْرَةِ ، وَاَرْواحَكُمْ مَعادِنَ لِلْقُدْسِ ، فَلا يَنْعَتُكُمْ اِلاَّ الْمَلائِكَةُ ، وَلا يَصِفُكُمْ اِلاَّ الرُّسُلُ ، اَنْتُمْ اُمَناءُ اللهِ وَاَحِبّاؤُهُ وَعُبّادُهُ وَأَصْفِياؤُهُ وَأَنْصارُ تَوْحيدِهِ وَاَرْكانُ تَمْجيدِهِ وَدَعائِمُ تَحْميدِهِ ، وَدُعاتُهُ اِلى دينِهِ وَحَرَسَةُ خَلائِقِهِ وَحَفَظَةُ شَرائِعِهِ ، وَاَنـَا اُشْهِدُ اللهَ خالِقِي وَاُشْهِدُ مَلائَكَتَهُ وَاَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ ، وَاُشْهِدُكُمْ اَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ ، مُقِرٌّ
ثـمّ يقول : اَلسَّلامُ عَلى اَبِي مُحَمَّد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
(الصفحة 316)
سَيِّدِ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي جَعْفَر مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي عَبْدِاللهِ جَعْفَرِبْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الاَْمينِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، بِأَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي لَقَدْ رُضِعْتُمْ مِنْ ثَدْيِ الاْيمانِ ، وَرُبِّيتُمْ فِي حِجْرِ الاِْسْلامِ ، وَاصْطَفاكُمُ اللهُ عَلَى النّاسِ ، وَوَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتابِ
(الصفحة 317)
عَنْ ابائِهِ الْوَصِيَّةَ وَدَفَعَ عَنِ الاِْسْلامِ الْبَلِيَّةَ ، فَلَمّا خافَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ الْفِتَنَ رَكَنَ إلى الَّذِي اِلَيْهِ رَكَنَ ، وَكانَ بِما اتاهُ اللهُ عالِماً بِدينِهِ قائِماً ، فَاَجْزِهِ اللّهُمَّ جَزاءَ الْعارِفينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ فِي الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ ، وَبَلِّغْهُ مِنّا السَّلامَ ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الاِْمامِ الْوَصِيِّ وَالسَّيِّدِ الرَّضِىِّ وَالْعابِدِ
|