(الصفحة 354)
اِلهِي اَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ ، وَنَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَراءَة لِي فَاَعْتَذِرُ ، وَلا ذا قُوَّة فَاَنْتَصِرُ ، فَبِأَيِّ شَيء اَسْتَقْبِلُكَ (اَسْتَقيلُكَ خ ل) يا مَوْلايَ ، اَبَسْمِعِي اَمْ بِبَصَرِي اَمْ بِلِسانِي اَمْ بِيَدِي اَمْ بِرِجْلِي ، اَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِي وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلَيَّ ، يا مَنْ سَتَرَنِي مِنَ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ يَزْجُرُونِي ، وَمِنَ الْ
(الصفحة 355)
(عَمِلْتُ خ ل) ، وَعَلِمْتُ يَقيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ أنَّكَ سائِلي مِنْ عَظائِمِ الاُْمُورِ ، وَاَنَّكَ الْحَكَمُ (الحَكيمُ خ ل) الْعَدْلُ الَّذِي لا تَجُورُ ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكِي ، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي ، فَاِنْ تُعَذِّبْنِي يا اِلهِي فَبِذُنُوبِي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ ، وَاِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ .
لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْخائِفينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الرّاجينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الرّاغِبين
(الصفحة 356)
سُبْحانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرينَ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَكَ رَبِّي وَرَبُّ ابائِيَ الاَْوَّلينَ .
اَللّهُمَّ هذا ثَنائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً ، وَاِخْلاصِي لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً ، وَاِقْرارِي بِالائِكَ مُعَدِّداً وَاِنْ كُنْتُ مُقِرّاً اَنـِّي لَمْ اُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها اِلى حادِث ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنِي (تَتَغَمَّدُني خ ل) بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَبَرَأْتَني مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الإِغْناءِ مِنَ (بَعْدَ خ ل) الْفَقْرِ ، وَكَشْفِ الضُّرِّ ، وَتَسْبيبِ الْيُسْرِ ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ ، وَتَفْريجِ الْكَرْبِ ، و
(الصفحة 357)
اِلاَّ اَنْتَ .
اَللّهُمَّ اِنَّكَ تُجيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ السُّوءَ ، وَتُغيثُ الْمَكْرُوبَ ، وَتَشْفِي السَّقيمَ ، وَتُغْنِي الْفَقيرَ ، وَتَجْبُرُ الْكَسيرَ ، وَتَرْحَمُ الصَّغيرَ ، وَتُعينُ الْكَبيرَ ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهيرٌ وَلا فَوْقَكَ قَديرٌ ، وَاَنْتَ الْعَلِيُّ الكَبيرُ ، يامُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الاَْسيرِ ، يارازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ ، ياعِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجيرِ ، يا مَنْ لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ، وَاَعْطِنِي فِي هذِه
اَللّهُمَّ اِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ ، وأَسْرَعُ مَنْ أَجابَ ، وأَكْرَمُ مَنْ عَفى ، وأَوْسَعُ مَنْ اَعْطى ، وَاَسْمَعُ مَنْ
(الصفحة 358)
سُئِلَ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَرَحيمَهُما ، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ وَلا سِواكَ مَأْمُولٌ ، دَعَوْتُكَ فَاَجْبَتَنِي ، وَسَأَلْتُكَ فَاَعْطَيْتَنِي ، وَرَغِبْتُ اِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي ، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي ، وَفَزِعْتُ اِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي .
اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَعَلى الِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ اَجْمَعينَ ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ وَهَنِّئْنا عَطاءَكَ ، وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرينَ وَلاِلآئِكَ ذاكِرينَ ، امينَ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ .
اَللّهُمَّ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ ، وَعُصِيَ فَسَتَرَ ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ ، يا غايَةَ الطّالِبينَ الرّاغِبينَ ، وَمُنْتَهى اَمَلِ الرّاجينَ ، يا مَنْ اَحاطَ بِكُلِّ شَيء عِلْماً ، وَوَسِعَ الْمُسْتَقيلينَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً ، اَللّهُمَّ اِنّا نَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَها وَ عَظَّمْتَها بِمُحَمَّد نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأمينِكَ عَلى وَحْيِكَ ، الْبَشيرِ النَّذيرِ ، الس
|