(الصفحة 380)
وَمِنِ اقْتِرافِي ، وَمُسْتَغْفِرٌ لَكَ مِنْ ظُلْمِي لِنَفْسِي ، راغِبٌ إِلَيْكَ فِي فَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَمُبْتَهِلٌ إِلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنِ الْمَعَاصِي .
طالِبٌ إِلَيْكَ أَنْ تُنْجِحَ لِي حَوَائِجِي ، وَتُعْطِيَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَأَنْ تَسْمَعَ نِدآئِي ، وَتَسْتَجِيبَ دُعـآئِي ، وَتَرْحَمَ تَضَرُّعِي وَشَكْوايَ ، وَكَذلِكَ الْعَبْدُ الْخاطِئُ يَخْضَعُ لِسَيِّدِهِ ، وَيَتَخَشَّعُ لِمَوْلاهُ بِالذُّلِّ .
يا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ ، وَأَكْرَمَ مَنْ خُضِعَ لَهُ وَخُشِعَ ، ما أَنْتَ صانِعٌ بِمُقِرّ لَكَ بِذَنْبِهِ ، خاشِع لَكَ بِذُلِّهِ ، فَاِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ حالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَتُنْزِلَ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ بَرَكاتِكَ ، أو تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً ، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً ، أَوْ تَتَجاوَزَ (لِي نسخة) عَنْ خَطِيئَة .
فَها أَنَا ذا عَبْدُكَ مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ ، وَعِزِّ جَلالِكَ ، مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ ، وَمُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ ، وَمُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ
(الصفحة 381)
بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ; أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَأَكْرَمِهِمْ لَدَيْكَ ، وَأَوْلاهُمْ بِكَ ، وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ ، وَأَعْظَمِهِمْ مِنْكَ مَنْزِلَةً ، وَعِنْدَكَ مَكَاناً ، وَبِعِتْرَتِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ الَّذِينَ افْتَرَضْتَ طاعَتَهُمْ ، وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الاَْمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ .
يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّار ، وَيا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيل ، قَدْ بَلَغَ مَجْهُودِي ، فَهَبْ لِي نَفْسِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ بِرَحْمَتِكَ .
اللَّهُمَّ لا قُوَّةَ لِي عَلى سَخَطِكَ ، وَلا صَبْرَ لِي عَلى عَذابِكَ ، وَلا غِنَى بِي (لِي خ ل) عَنْ رَحْمَتِكَ ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ غَيْرِي ، وَلا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرُكَ ، وَلا قُوَّةَ لِي عَلَى الْبَلاءِ ، وَلا طاقَةَ لِي عَلَى الْجُهْدِ .
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالاَْئِمَّةِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِسِرِّكَ ، وَأَطْلَعْتَهُمْ عَلى خَفِيِّك (خَفِيَّتِكَ خ ل) ، وَاخْتَرْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ وَخَلَّصْتَهُمْ ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ وَصَفَّيْتَهُمْ ،
(الصفحة 382)
وَجَعَلْتَهُمْ هُداةً مَهْدِيِّينَ ، وَائْتَمَنْتَهُمْ عَلى وَحْيِكَ ، وَعَصَمْتَهُمْ عَنْ مَعاصِيكَ ، وَرَضِيْتَهُمْ لِخَلْقِكَ ، وَخَصَصْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَاجْتَبَيْتَهُمْ وَحَبَوْتَهُمْ وَجَعَلْتَهُمْ حُجَجاً عَلى خَلْقِكَ ، وَأَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ وَلَمْ تُرَخِّصْ لاَِحَد فِي مَعْصِيَتِهِمْ ، وَفَرَضْتَ طاعَتَهُمْ عَلى مَنْ بَرَأْتَ ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ فِي مَوْقِفِي الْيَوْمَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ خِيارِ وَفْدِكَ .
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَارْحَمْ صُراخِي وَاعْتِرافِي بِذَنْبِي وَتَضَرُّعِي ، وَارْحَمْ طَرْحِي رَحْلِي بِفِنائِكَ ، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ ، يا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ ، يا عَظِيماً يُرْجى لِكُلِّ عَظِيم ، اِغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ ، فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ (الذَّنْبَ نسخة) الْعَظِيمَ إِلاّ الْعَظِيمُ .
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، يا رَبَّ الْمُؤْمِنِينَ لا تَقْطَعْ رَجائِي ، يا مَنّانُ مُنَّ عَلَيَّ بِالرَّحْمَةِ
(الصفحة 383)
يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلَهُ لا تَرُدَّنِي (خَائِباً نسخة) ، يا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي ، يا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، يا مَوْلايَ حاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي ، فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .
اَللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً ، وَبِهِمُ الْيَوْمَ فَاسْتَنْقِذْنِي ، يا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يا مَنْ يَجْزِي عَلَى الْعَفْوِ ، يا مَنْ يَعْفُو ، يا مَنْ رَضِيَ الْعَفْوَ ، يا مَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ ـ يقولها عشرين مرَّة ـ أَسْأَلُكَ الْيَوْمَ الْعَفْوَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْر أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ .
هذا مَكانُ الْبائِسِ الْفَقِيرِ ، هذا مَكانُ الْمُضْطَرِّ إِلى رَحْمَتِكَ ، هذا مَكانُ الْمُسْتَجِيرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، هذا مَكانُ الْعائِذِ بِكَ مِنْكَ ، أَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَمِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِكَ ، يا أَمَلِي يا رَجائِي يا خَيْرَ
(الصفحة 384)
مُسْتَغاث ، يا أَجْوَدَ الْمُعْطِينَ ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ .
يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَجائِي وَثِقَتِي وَمُعْتَمَدِي ، وَيا ذُخْرِي وَظَهْرِي وَعُدَّتِي ، وَغايَةَ أَمَلِي وَرَغْبَتِي ، يا غِياثِي يا وارِثِي ، ما أَنْتَ صانِعٌ بِي فِي هذَا الْيَوْمِ الَّذِي (قَدْ نسخة) فَزِعَتْ فِيهِ إِلَيْكَ (وَكَثُرَتْ فِيهِ نسخة) الاَْصْواتُ .
أَسْأَلـُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأَنْ تَقْلِبَنِي فِيهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً بِأَفْضَلِ ما انْقَلَبَ بِهِ مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ ، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَقَبِلْتَهُ ، وَأَجْزَلْتَ حَباءَهُ ، وَغَفَرْتَ ذُنُوبَهُ وَأَكْرَمْتَهُ وَلَمْ تَسْتَبْدِلْ بِهِ سِواهُ ، وَشَرَّفْتَ مَقامَهُ ، وَباهَيْتَ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَقَلَبْتَهُ بِكُلِّ حَوائِجِهِ ، وَأَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَماتِ حَياةً طَيِّبَةً ، وَخَتَمْتَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَ
اَللّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ وافِد جائِزَةً وَلِكُلِّ زائِر كَرامَةً ،
|