جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه مناسک حج
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 10)

وعمدة ما يختصّ الحجّ به ممّا لا يوجد في غيره أصلاً هو الجهة الاجتماعيّة السياسيّة المتحقّقة فيه ، فإنّه يتضمّن اجتماع المسلمين من جميع أقطار العالم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وعاداتهم ورسومهم واختلاف مذاهبهم ، وهذا الاجتماع العظيم الذي ليس في الإسلام مثله ممهّد لحصول الوحدة والاتّحاد بين المسلمين ، وتحقّق القدرة الكاملة التي لا تعادلها أيّة قدرة في العالم .
وهذا يتوقّف على الارتباط ومعاشرة المسلمين بعضهم لبعض ، والبحث عمّا هم عليه من النقائص والمشكلات ، وعن طريق رفعها وحلّها ، وعمدة المشاكل التي لحقتهم
وقلّدتهم هي مشكلة الحكومات التي تدّعي الإسلام ظاهراً وتتظاهر به ، وفي الباطن ليس فيها من الإسلام عين ولا أثر ، وقد استظهرت بالحكومات القويّة المستعمرة المسيطرة على العالم وتطيعها بكلّ طاعة بل تعبدها كعبد ذليل ، ولا تتخلّف عن أوامرها ونواهيها بوجه أصلاً .

(الصفحة 11)

وكيف كان ، فهذه الجهة في الحجّ جهة مهمّة لا توجد في غيره; لاقتضائها حصول القدرة الكاملة للإسلام وتحقّق الوحدة والاتّحاد بين المسلمين .
كما أنّه ينبغي التفقّه في الحجّ ، فإنّه كثير الأجزاء ، جمّ المطالب ، وافر المقاصد ، وهو مع ذلك غير مأنوس وغير متكرّر ، وأكثر الناس يأتونه على ضجر وملالة سفر ، وضيق وقت واشتغال قلب ، مع أنّ الناس لا يحسنون العبادات المتكرّرة اليوميّة مثل الطهارة والصلاة مع الفهم لها ومداومتهم عليها وكثرة العارفين بها ، حتّى أنّ الرجل منهم يمضي عليه خمسون سنة وأكثر ولا يُحسن الوضوء فضلاً عن الصلاة ، فكيف بالحجّ الذي هو عبادة غريبة غير مألوفة ، لا عهدَ للمكلَّف بها مع كثرة مسائلها وتشعّب أحكامها وأطولها ذيلاً ، وخصوصاً مع انضمام الطهارة والصلاة إليها; لشرطية الأُولى وجزئية الثانية ، فإنّ الخطب بذلك يعظم .

(الصفحة 12)

قال زرارة : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام)  : جعلني الله فداك أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني ، فقال : «يا زرارة بيتٌ حُجّ إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً»(1) ، إلاّ أنّه يلوح من الخبر المزبور عدم اعتبار استقصاء مسائله ، بل هو غير مقدور ، ولكن لابدّ من معرفة فروض المناسك .

  • (1) وسائل الشيعة : 11 / 12 ، كتاب الحجّ ، أبواب وجوبه وشرائطه ب1 ح12 .

(الصفحة 13)

وجوب الحج



مسألة  : حجّة الإسلام ، هي الحج الواجب على الفرد المستطيع ، وتجب في طول العمر مرّة واحدة  .
مسألة  : وجوب الحج على الفرد المستطيع فوريّ ، أي يجب عليه أن يحج في السنة الاُولى من الاستطاعة ولايجوز له التأخير ، فإن أخّر وجب عليه أن يحجّ في السنة التالية ، وهكذا  .
مسألة  : إذا توقّف إدراك الحج بعد حصول الاستطاعة على مقدّمات كالسفر وإعداد ما يحتاجه من الوسائل اللازمة ، فإنّه يجب عليه توفير تلك المقدّمات بحيث يمكنه إدراك الحج في تلك السنة ، ولو قصّر في
(الصفحة 14)

تحصيل المقدّمات ولم يدرك الحج فقد استقرّ عليه الحج ، فيجب عليه أن يحجّ في السنوات التالية وإن زالت استطاعته ، إلاّ أن يكون أداء الحج حرجاً عليه ، وهنا أيضاً يجب أن يحج على الأحوط  .

شرائط وجوب حجة الإسلام

هناك عدد من الشروط لوجوب الحج ، وإذا لم تتحقّق بمجموعها لم يجب الحج ، وهي اُمور :
الأوّل والثاني : البلوغ والعقل ، فلايجب على غير البالغ ولا  على المجنون  .
مسألة  : إذا حج غير البالغ فحجّه صحيح ، ولكنّه لايجزئ عن حجّة الإسلام .
مسألة  : إذا أحرم الصبي المميِّز للحج ، فأدرك المشعر الحرام بالغاً ، كفاه ذلك عن حجّة الإسلام ، وكذلك المجنون إذا أفاق قبل إدراك المشعر وإن كان الأحوط