جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه 137)

في عصر الغيبة، فلامجال لتوهّم حجّية ظواهر الكتاب والروايات من طريقالظنّ المطلق وجداناً وإنصافاً، ولا فرق بين آية الصوم وآية الحجّ في العموميّةعند العقلاء.

القول الخامس: التفصيل بين ظواهر الكتاب وظواهر الروايات بحجّيةالثاني دون الأوّل، هذا هو مختار أصحابنا الأخباريّين.

ونذكر أوّلاً أدلّة حجّية ظواهر الكتاب، ثمّ الجواب عن شبهاتالأخباريّين.

وتستفاد حجّية ظواهر الكتاب من وجوه متعدّدة بعد ملاحظة عدم اتّخاذالشارع طريقاً خاصّاً للتفهيم والتفهّم سوى الطريق المتداول بين العقلاء فيمحاوراتهم من الأخذ بظواهر الكلام:

الأوّل: أنّ الغرض من نزول القرآن تفهيم الناس معانيه والعمل به كيينالوا السعادة الدنيويّة والاُخرويّة، وينجوا من الهلكة الأبديّة، فإنّ القرآن هو:«تِبْيَـنًا لِّكُلِّ شَىْ‏ءٍ»(1)، و«كِتَـبٌ أَنزَلْنَـهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّـلُمَـتِإِلَى النُّورِ»(2)، و«وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ»(3)، ولايخفى أنّ ظواهر الكتابمن محكماته لا متشابهاته، فلا محالة تكون ظواهر الكتاب حجّة، وإلاّ كيفيكون كتاب الهداية والموعظة والمخرج إلى النور؟!

الوجه الثاني: أنّ القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى يومالقيامة، وقد تحدّى جميع البشر من الأوّلين والآخرين على أن يأتوا بمثله،فقال سبحانه وتعالى: «قُل لَّـلـءِنِ اجْتَمَعَتِ الاْءِنسُ وَ الْجِنُّ عَلَىآ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِهَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِى وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا»(4) ونحو ذلك،


  • (1) النحل: 89.
  • (2) إبراهيم: 1.
  • (3) المائدة: 46.
  • (4) الإسراء: 88.
(صفحه138)

ومعلوم أنّ التحدّي وتحريك المخالفين بالإتيان بمثل القرآن دليل على حجّيةظواهر الكتاب، فإنّ الإتيان بمثله متوقّف على فهم القرآن والالتفات إلىمفاهيمه، ولو لم تفهم مقاصد القرآن من ألفاظه وكان من قبيل الرموز والألغازالتي لا تفهم ولا تُعرف فلا مجال للتحدّي.

الوجه الثالث: المتواتر عند الخاصّة والعامّة أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: «إنّيتارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي،وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(1)، ومعلوم أنّ معنى التمسّك بكتاباللّه‏ ليس مجرّد الاعتقاد بأنّه نازل من عند اللّه‏ تعالى، وأنّه معجزة خالدةلرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، بل معنى التمسّك به الموجب لعدم تحقّق الضلالة هو الأخذ به،والعمل بما فيه، وجعله إماماً في جميع شؤون الحياة، وهذا كلّه لا يجتمع مععدم حجّية ظواهر الكتاب.

الوجه الرابع: الروايات الكثيرة الدالّة على عرض الأخبار الواصلة إلينعلى الكتاب وطرح ما خالف منها، كقوله عليه‏السلام : «ما خالف قول ربّنا لم نقله»(2)،ومعلوم أنّ تعيين المخالف عن غيره وتمييزه عمّا سواه قد اُوكل إلى فهم العرف،فإنّهم هم المرجع في تشخيص ذلك، وعليه فلا محيص من حجّية ظواهرالكتاب، وإلاّ كيف يمكن للعرف تشخيص المخالف عن غيره؟!

ولايخفى أنّ هذه الضابطة تختصّ بالموارد المشكوكة، وإلاّ فبعد إثباتصدور الرواية عن المعصوم عليه‏السلام ولو بواسطة خبر الواحد لابدّ من الأخذ بهوإن كانت مخالفة لظاهر الكتاب.

الوجه الخامس: الأخبار الواردة في ردّ الشروط المخالفة للكتاب، منها:


  • (1) الوسائل 27: 33 ـ 34، الباب 5 من أبواب صفات القاضي، الحديث 9.
  • (2) اُنظر: الوسائل 27: 106، الباب 9 من أبواب صفات القاضي.
(صفحه 139)

صحيحة عبداللّه‏ بن سنان عن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام قال: سمعته يقول: «من اشترطشرطاً مخالفاً لكتاب اللّه‏ فلا يجوز له، ولايجوز على الذي اشترط عليه،والمسلمون عند شروطهم ممّا وافق كتاب اللّه‏ عزّوجلّ»(1).

والمرجع في تشخيص الشرط المخالف هو العرف، وهو لا يقدر على ذلك إلبعد الرجوع إلى الكتاب وفهم مقاصده من ظواهره.

الوجه السادس: الروايات التي تدلّ بوضوح على أنّ الأئمّة عليهم‏السلام أرجعوالرواة إلى القرآن الكريم، منها: ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه‏السلام ، قال: قلتلأبي جعفر: ألا تخبرني من أين علمت وقلت: إنّ المسح ببعض الرأس وبعضالرجلين؟ فأجاب عليه‏السلام : «لمكان الباء في قوله تعالى: «فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْوَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»(2)»(3).

ومن المعلوم أنّ السؤال كان لأجل عدم الالتفات إلى وجود الباء، لا لأجلعدم ظهور الباء في التبعيض عند السائل، وإلاّ لما صحّ الاقتصار في مقامالجواب بقوله عليه‏السلام : «لمكان الباء» من دون التنبيه على ظهورها في التبعيض.

أدلّة القائلين بعدم حجّية ظواهر الكتاب:

لايخفى أنّ بعض هذه الأدلّة ناظر إلى منع الصغرى، يعني إنكار أصلالظهور للكتاب، وبعضها الآخر ناظر إلى منع الكبرى، يعني إنكار حجّيةظواهر الكتاب.

الدليل الأوّل: أنّ الأخذ بظاهر الكتاب من التفسير بالرأي، وقد نهتالروايات الكثيرة عن تفسير القرآن بالرأي، كقوله عليه‏السلام : «من فسّر القرآن برأيهفليتبوّأ مقعده من النار»(4).


  • (1) الوسائل 18: 16، الباب 6 من أبواب الخيار، الحديث 1.
  • (2) المائدة: 6.
  • (3) الوسائل 1: 412، الباب 23 من أبواب الوضوء، الحديث 1.
(صفحه140)

وهو ظاهر في أنّ حمل ألفاظ القرآن على مصاديقها الظاهرة تفسير بالرأي،ومعلوم أنّ ظاهر الروايات حجّة، وإن كان المصداق المتيقّن للتفسير بالرأيهو تفسير متشابهات القرآن ومجملاته.

وجوابه: أوّلاً: أنّ التفسير بحسب اللغة والعرف هو كشف القناع وإظهارأمر مستور، فلا يكون منه حمل اللفظ على ظاهره؛ لأنّه ليس بمستور حتّىيكشف.

وثانياً: سلّمنا أنّ حمل اللفظ على ظاهره من التفسير إلاّ أنّه ليس منالتفسير بالرأي حتّى يكون مشمولاً للروايات الناهية، وإنّما هو تفسير بميفهمه العرف من اللفظ.

وثالثاً: لو سلّم شمول الروايات الناهية بإطلاقها لحمل اللفظ على ظاهرهلكونه من التفسير بالرأي، إلاّ أنّه لا محيص عن حمل الأخبار الناهية على غيرالظواهر، واختصاصها بالموارد المتيقّنة من التفسير بالرأي، وذلك لما هومقتضى الجمع بينها وبين الأخبار المتقدّمة التي يستفاد منها حجّية ظواهرالكتاب.

الدليل الثاني: أنّه لاشكّ في أنّ القرآن الكريم قد منع عن العمل بالمتشابه،فقال عزّ من قائل: «مِنْهُ ءَايَـتٌ مُّحْكَمَـتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَـبِ وَأُخَرُ مُتَشَـبِهَـتٌفَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـبَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَتَأْوِيلِهِى»(1)، والمتشابه هو ما كان ذا احتمالين فيشمل الظواهر، ولا أقلّ مناحتمال شمول المتشابه للظواهر، وهو يكفي في الحكم بعدم الحجّية.

وجوابه: أنّ المراد من شمول المتشابه للظواهر إن كان أنّه صريح في


  • (1) عوالي اللئالي 1: 434.
  • (2) آل عمران: 7.
(صفحه 141)

الشمول، بمعنى أنّ مصداقيّة الظواهر للمتشابه أمرٌ قطعيّ لا ريب فيه فبطلانهذا الزعم بمكان من الوضوح؛ إذ يلزم عليه أن تكون أكثر الاستعمالاتالمتداولة في المحاورات العرفيّة من المتشابه؛ نظراً إلى أنّ دلالتها على المعنى منباب الظهور لا النصّ، وهو كما ترى.

وإن كان المراد من الشمول أنّه ظاهر فيه فيلزم ـ مضافاً إلى المنع عنالشمول ـ إثبات عدم حجّية ظواهر الكتاب بالظاهر المفروض كونه منالمتشابه، وهو باطل بالبداهة.

وإن كان المراد منه احتمال شمول المتشابه للظواهر فيرد عليه ـ مضافاً إلىمنع الاحتمال ـ أنّ مجرّد احتمال الشمول لا يوجب سلب الحجّية عن الظواهر.وهذان الدليلان ناظران إلى منع الكبرى.

الدليل الثالث: ما يكون مفاده منع الصغرى، وله تقريبات متعدّدة وجميعهيرجع إلى أنّ القرآن مشتمل على معانٍ شامخة ومطالب غامضة وعلوممتنوّعة ومعارف عالية، تقصر أفهام الناس عن الوصول إليها والإحاطة بها،إلاّ الراسخون في العلم من العترة الطاهرة عليهم‏السلام .

على أنّ بعض ألفاظ القرآن من قبيل الرموز، كما هو الحال في فواتح السور،وهي غير مفهومة إلاّ للمعصومين عليهم‏السلام .

ونضيف إليه ما ذكره الأئمّة عليهم‏السلام للمخالفين كما في مرسلة شعيب بن أنسعن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام أنّه قال لأبي حنيفة: «أنت فقيه العراق؟» قال: نعم، قال:«فبأيّ شيء تفتيهم؟» قال: «بكتاب اللّه‏ وسنّة نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله »، قال: «يا أبا حنيفة،تعرف كتاب اللّه‏ حقّ معرفته، وتعرف الناسخ من المنسوخ؟!» قال: «نعم»، قال:«يا أبا حنيفة، لقد ادّعيت علماً، ويلك ما جعل اللّه‏ ذلك إلاّ عند أهل الكتابالذين اُنزل عليهم، ويلك ما هو إلاّ عند الخاصّ من ذريّة نبيّنا محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وم