جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه 363)

الآخر، واحتمال كون مايختاره المكلّف هو المكلّف به لايضرّ بذلك بعد كونذلك ناشئا عن جهل المكلّف بالواقع.

وبالجملة، لامزاحمة بين ثبوت التكليف بالوصف المذكور وبين الاضطرارإلى بعض الأطراف بحسب الواقع، ولذا لو علم المكلّف به تفصيلاً لكان اللازمعليه امتثاله ورفع الاضطرار بالطرف الآخر، وإنّما المزاحمة بينهما وقعت فيبعض الأوقات في مقام العمل؛ لجهل المكلّف بالواقع، وهذا هو الفارق بينالاضطرار إلى المعيّن والاضطرار إلى غيره: لأنّه في الأوّل لا تكون المزاحمةمستندة إلى الجهل، بل المزاحمة على تقدير كون المضطرّ إليه هو المكلّف بهثابتة مطلقا مع العلم والجهل، بخلاف الثاني.

وبعبارة اُخرى: أنّ الاضطرار لايكون عارضا للمكلّف به هنا أصلاً،بخلاف الاضطرار إلى المعيّن، فإنّه في أحد الوجهين يكون عارضا للمكلّف به،كما لا يخفى.

ومن جميع ماذكرنا يظهر الخلل فيما أفاده المحقّق الخراساني رحمه‏الله في الكفاية،حيث إنّه ذهب إلى عدم الفرق بين الاضطرار إلى واحد معيّن وبين الاضطرارإلى واحد غير معيّن، وإلى عدم الفرق بين أن يكون الاضطرار سابقا علىحدوث العلم بالتكليف أو لاحقا، واختار الفرق بين الاضطرار وفقد بعضالأطراف؛ نظرا إلى أنّ الاضطرار من حدود التكليف بخلاف الفقدان.

ثمّ إنّه رحمه‏الله التفت إلى الفرق بين الاضطرار إلى واحد معيّن وواحد غير معيّن،ولذا قال في هامش الكفاية بالفرق بينهما، إلاّ أنّه اختار في مقام الفرق عكسما ذكرنا بأنّ الاحتياط واجب في الاضطرار إلى واحد معيّن، بخلافالاضطرار إلى واحد غيرمعيّن، ثمّ استدلّ بما هو عين المدّعى، بأنّ العلمالإجمالي في الاضطرار إلى واحد معيّن منجّز ولا مانع من تأثيره في التنجيز،

(صفحه364)

وأمّا في الاضطرار إلى واحد غير معيّن فلا يكون مؤثّرا(1)، وهذا هو المدّعى.والحقّ كما عرفت تفصيله بعكس ذلك.


  • (1) كفاية الاُصول 2: 216، الهامش 1.
(صفحه 365)

(صفحه366)

الأمر الثالث: في شرطيّة الابتلاء لتنجيز العلم الإجمالي

المعروف بين المتأخّرين من الاُصوليّين أنّه يشترط في تنجيز العلم الإجماليأن تكون الأطراف ممّا يمكن ابتلاء المكلّف بها عادة؛ نظرا إلى أنّ النهي عمّلايكون موردا لابتلاء المكلّف بحسب العادة مستهجن عرفا؛ لأنّه كما يعتبر فيعدم كون النهي قبيحا عند العقل أن يكون المكلّف قادرا بالقدرة العقليّة علىإتيان متعلّقه، كذلك يعتبر في عدم كونه مستهجنا عند العرف أن يكون متعلّقهمقدورا للمكلّف بالقدرة العاديّة، وهي مفقودة مع عدم الابتلاء بها عادة.

والوجه في هذا الاعتبار أنّ الغرض من النهي إنّما هو إيجاد الداعي للمكلّفإلى ترك المنهي عنه؛ لاشتماله على المفسدة، وهذا الغرض حاصل بدون النهيفيما لو كان المنهي عنه متروكا عادة، كما أنّ الغرض من الأمر هو إيجاد الداعيله إلى فعل المأمور به لاشتماله على المصلحة الملزمة، ومع ثبوته للمكلّف بدونهلا مجال للأمر أصلاً؛ لكونه مستهجنا عرفا.

وممّا ذكرنا يظهر أن الرافع للاستهجان هو إمكان ثبوت الداعي إلى الفعلفي النهي وإلى الترك في الأمر بحسب العادة، فلو فرض عدم هذا الداعي إمّلعدم القدرة العاديّة على الفعل في الأوّل وعلى الترك في الثاني، وإمّا لعدمحصول الداعي اتّفاقا وإن كان مقدورا عادة يستهجن التكليف.

(صفحه 367)