(الصفحة 5)تمهيد
الكتاب الحاضر بين يدي القارئ الكريم يشتمل على ثلاث رسائل:
الرسالة الأولى رسالة في قاعدة «لا حرج» ألقاها سماحة آية الله العظمى الفاضل اللنكراني دام ظلّه الوارف في شهر رمضان المبارك من سنة 1407 هـ ق وحضر هذه المحاضرات عدّة من الفضلاء وترجمت من الفارسية إلى اللغة العربيّة ، وقد نظّمها ورتّبها مع استخراج المدارك ، سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ مرتضى الواعظي دامت افاضاته ونحن نشكر جهوده في هذا المجال . وتمتاز البحث عن القاعدة في هذه الرسالة عن مشابهاتها بما فيها من البحث استطراداً لمسألة الإمامة حيث ألقى سماحة الشيخ المرجع دام ظلّه أبحاثاً دقيقة في هذه المسألة واستفاد في البحث عن القرآن مع قطع النظر عن الروايات في إثبات إمامة أمير المؤمنين والأئمّة المعصومين من ولده صلوات الله عليهم أجمعين ، والامتياز الآخر كثرة التتبّع في الأقوال المعتنى بها في القاعدة والإشارة إليها ، وكذلك تنقيح القاعدة ودفع الإشكالات الواردة عليها .
الرسالة الثانية البحث حول مسألة الليالي المقمرة وعدم تأخير الفجر في
(الصفحة 6)
هذه الليالي عن سائرها ، والمقرّر للمحاضرات المرتبطة بهذه المسألة حجّة الاسلام والمسلمين الشيخ اكبر الخادمي الاصفهاني ، فانه قد جدّ واتعب نفسه في تقريرها واعدادها للطبع ونحن نشكر جهوده ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقه أكثر مما مضى .
الرسالة الثالثة كتبه سماحة آية الله العظمى الفاضل اللنكراني دام ظلّه بقلمه الشريف في كتاب الطلاق ، ولمّا وصل في بحث العدّة إلى عدّة من لا تحيض ، بحث استطراداً حكم المرأة التي أخرجت رحمها بالعمليّة الجراحيّة لبعض الأمراض ، وبالتالي تصير هذه العمليّة سبباً لأن لا تحيض ، وهذا البحث وإن طبعت ضمن كتاب الطلاق من كتاب تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة ، لكن لمّا كان نفع هذه المسألة عامّاً ومورداً للابتلاء قمنا بطبعه ضمن هذا الكتاب . نسأل من الله تعالى أن يحفظ الشيخ المرجع دام ظلّه ويديم في عمره الشريف ، وأن يستفيد المشتغلين بالعلوم الدينيّة من وجوده الشريف ومن آرائه العلمية وأفكاره الفقهية والاُصولية والتفسيرية . والسلام .
مركز فقه الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
محمد جواد الفاضل اللنكراني
(الصفحة 7)
قاعدة نفي الحرج
(الصفحة 8)
(الصفحة 9)
قاعدة نفي الحرج
قاعدة لا حرج تدرج عادة إلى جانب قاعدة لا ضرر وفي مستوى واحد تقريباً .
وقد بحثت قاعدة لا ضرر في الاُصول بالتفصيل في خاتمة مباحث الاشتغال ، وقد بحثناها هناك أيضاً بالتفصيل ، ومع أن قاعدة لا حرج لها مزاياها وخصوصيّاتها حيث تشتمل على جوانب غير موجودة في قاعدة لا ضرر ، إلاّ أنها لم تبحث بشكل مفصّل لحدّ الآن ، ونشير إلى إحدى هذه المزايا .
الفرق بين قاعدة «لا ضرر» و «لا حرج»
في قاعدة لا ضرر هناك عدّة احتمالات متصوّرة ، أحدها هو الاحتمال الذي بحثه سيّدنا الأستاذ الأعظم الإمام ـ دام ظلّه العالي ـ وبحثناه أيضاً ، وهو أ نّ «لا» في قاعدة لا ضرر هي «لا» الناهيّة ، وإنّ هذا النهي هو نهي ولائي ، وإذا صحّ ذلك فإنّ قاعدة لا ضرر لا تعتبر حكماً إلهيّاً ولو بالعنوان الثانوي . لكن مثل هذا الاحتمال غير موجود بالنسبة لقاعدة لا حرج ، لأنّ قاعدة لا حرج ـ كما سنبحث أدلّتها إن شاء الله ـ تستمدّ جذورها من القرآن ، ولها أساسها القرآني ، ولا يمكن أن
|