(الصفحة 14)
(الصفحة 15)الامامةعلي ضوء القرآن الكريم
قبسات من شرائط الامامة
علم الامام
علم الامام سيد الشهداء بحادثة كربلاء
(الصفحة 16)
(الصفحة 17)
الإمامة على ضوء القرآن الكريم
ترى الشيعة أنّ الإمامة منصب إلهي ، فهم يقولون: ليس للدين من خلود وبقاء إذ كان هناك فراغ يعقب النبي (صلى الله عليه وآله) لا وظيفة للدين فيه ، كيف يجوز على الله الذي ارتضى الإسلام للناس ديناً خالداً إلى الأبد أن يترك الناس سدىً بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) دون أن يعيّن لهم وظيفتهم في حفظ أساس الدين وتطبيق التعاليم الإسلامية؟
وبناءً على هذا ، لابدّ أن تكون هناك صفوة تنهض بمسؤولية زعامة المسلمين وتتولّى بيان الأحكام والتعاليم القرآنية للاُمّة الإسلامية وتتكفّل بحفظ الشريعة السمحاء وإرشاد المسلمين والعمل على حلّ مشاكلهم ورعاية ديمومة الدين .
إذن فالإسلام يتطلّب وجود الإمام بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ، فإذا فوّضت الإمامة إلى الناس كان معنى ذلك تزلزل أركان الدين الإسلامي القائم على أساس بسط العدل والقِسط وإشاعة التوحيد وسلب روح الفضيلة وأُسس الوحدانية; وذلك لأنّه
(الصفحة 18)
أوكل الأمّة لنفسها وخوّلها انتخاب الإمام ، رغم وجود البعض من عبدة الأهواء وحبّ الجاه والرئاسة الذين لا يتورّعون عن اعتماد الحيلة والخداع من أجل الحكم والأخذ بزمام الأمور; وهذا لن يؤدّي بالتالي إلاّ إلى سيادة الظلمة والطُغاة الذين يتّخذون عباد الله خولاً وماله دولاً .
وعليه وبحكم العقل والمنطق فإنّ الله الذي أراد لدينه المُبين أن يكون الدين الخاتم والخالد إلى يوم القيامة ، والذي أسّس بُنيانه على أساس حكومة العدل والقِسط وبثّ العلم وإشاعة الحريات والحياة الخالدة والعيش الهنيء الذي تسوده المساواة والمواساة ، قد فرغ من تحديد تكليف المسلمين لمرحلة ما بعد رحيل النبي ، حذراً من الهرج والمرج والفوضى التي تخلّفها حكومة الطُغاة ، والتي تقود في خاتمة المطاف إلى زوال الدين .
وهذا ما دفع بالطائفة الحقّة لأن تؤمن بأنّ الولاية والإمامة منصب إلهي ربّاني كالنبوّة ، حيث أوجبها الله وحصرها في صفوة من أجل خلود الدين وبقاء كلمة التوحيد وسيادة حكومة العدل العالمي .
هذه خلاصة مقتضبة من حكم العقل الذي يرى ضرورة وجود الإمام بعد النبي من أجل زعامة الأمّة الإسلامية وإدارة شؤونها ، كما يدرك هذا العقل بأنّ الله سبحانه قد أودع هذا المنصب لمن لهم أهليّة القيام بمسؤوليته .القرآن والإمامة:
ما يُفهم من القرآن الكريم أيضاً هو أنّ الإمامة منصب إلهي ، ولابدّ لنا من أجل توضيح هذا الأمر أن نستعرض النصوص القرآنية .
فالذي يفيده القرآن هو أنّ إمامة الاُمّة والولاية عليها إنّما تفوق النبوّة ، أي أنّ صلاحية الإمامة متوفّرة في النبي ، حيث إنّ مجابهته للأحداث والوقائع المريرة
|