(الصفحة 127)
لمعاوية الذي يفتقر لشرائط الإمامة أن ينهض بهذه المسؤولية ، وأخيراً نفهم من قول علي (عليه السلام) أنّ قضية طالوت ليست قصّة روائية ، بل هي حادثة تهدف إلى تعريف المسلمين بشرائط الإمامة ، وأنّ قصة طالوت موعظة للمسلمين في أنّ الإمام هو الفرد الصالح ، الكفوء ، العليم ، القدير الذي لا يُضاهيه أحد في هذه الصفات ، كما أنّ القرآن لا يرى من جدير بإمامة المسلمين سوى علي (عليه السلام) وأولاده; لأنّهم يمثّلون مصداقها التام ، وقد جمعت فيهم شرائط ومقوّمات الإمامة .
(الصفحة 128)
(الصفحة 129)
{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة آل عمران، الآيتان 33 ـ 34)
(الصفحة 130)
(الصفحة 131)
عود إلى شرائط الإمامة المستفادة من القرآن
آية الاصطفاء
نتابع دراسة الآيات القرآنية في إطار التعرّف على شرائط الإمامة:
فقد ورد في سورة آل عمران قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .
يقوم الاستدلال بهاتين الآيتين على اُمور هي:الأمر الأوّل :
لقد استعملت كلمة «الاصطفاء» على أربعة أنحاء ، حيث يختلف معناها في كلّ قسم من هذه الأقسام ، فأحياناً تستعمل دون حرف ، واُخرى مع «من ، على واللام» والاصطفاء كما ذكرنا سابقاً على وزن الافتعال ، وأصلها من «صفو» بمعنى الخالص ، فالاصطفاء هو الانتخاب والاختيار الخالص .
فإن استعملت بدون حرف كان معناها الخالص ، وهكذا وردت في سورة
|