(الصفحة 116)
في الأثناء لم يلحقه الحكم، وإن عاد إلى قصد الاكتساب اعتبر ابتداء الحول من
حينه.
الرابع: بقاء رأس(1) المال بعينه طول الحول.
الخامس: أن يطلب برأس المال أو بزيادة طول الحول، فلو كان رأس ماله
مائة دينار مثلا فصار يطلب بنقيصة في أثناء السنة ولو حبّة من قيراط يوماً منها
سقطت الزكاة، والمراد برأس المال الثمن المقابل للمتاع، وقدر الزكاة فيه ربع العشر
كما في النقدين، والأقوى تعلّقها بالعين(2) كما في الزكاة الواجبة، وإذا كان المتاع
عروضاً فيكفي في الزكاة بلوغ النصاب بأحد النقدين دون الآخر.
[2692] مسألة 1 : إذا كان مال التجارة من النصب التي تجب فيها الزكاة; مثل
أربعين شاة أو ثلاثين بقرة أوعشرين ديناراً أو نحو ذلك، فإن اجتمعت شرائط
كلتيهما وجب إخراج الواجبة وسقطت زكاة التجارة، وإن اجتمعت شرائط
إحداهما فقط ثبتت ما اجتمعت شرائطها دون الاُخرى.
[2693] مسألة 2 : إذا كان مال التجارة أربعين غنماً سائمة، فعاوضها في أثناء
الحول بأربعين غنماً سائمة سقط كلتا الزكاتين; بمعنى أنّه انقطع حول كلتيهما
لاشتراط بقاء عين(3) النصاب طول الحول، فلابدّ أن يبتدئ الحول من حين تملّك
الثانية.
[2694] مسألة 3 : إذا ظهر في مال المضاربة ربح كانت زكاة رأس المال مع
- (1) الظاهر أنّه ليس المراد به بقاء العين، بل المراد كما صرّح به في الشرط الخامس بقاء ماليّتها وإعطاء رأس المال في مقابلها من دون نقصان.
- (2) في مقابل الذمة لا بالعين بالنحو الثابت في الزكاة الواجبة، خصوصاً بناءً على الإشاعة التي قرّبناها.
- (3) مرّ عدم اشتراطه.
(الصفحة 117)
بلوغه النصاب على ربّ المال، ويضمّ إليه حصّته من الربح، ويستحبّ زكاته أيضاً
إذا بلغ النصاب وتمّ حوله، بل لايبعد كفاية(1) مضيّ حول الأصل، وليس في حصّة
العامل من الربح زكاة إلاّ إذا بلغ النصاب مع اجتماع الشرائط، لكن ليس له التأدية
من العين إلاّ بإذن المالك أو بعد القسمة.
[2695] مسألة 4 : الزكاة الواجبة مقدّمة على الدين، سواء كان مطالباً به أو لا،
ما دامت عينها موجودة، بل لايصحّ وفاؤه بها بدفع تمام(2) النصاب. نعم، مع تلفها
وصيرورتها في الذمّة حالها حال سائر الديون. وأمّا زكاة التجارة فالدين المطالب
به مقدّم عليها، حيث إنّها مستحبّة، سواء قلنا بتعلّقها بالعين أو بالقيمة، وأمّا مع
عدم المطالبة فيجوز تقديمها على القولين أيضاً، بل مع المطالبة أيضاً إذا أدّاها
صحّت وأجزأت; وإن كان آثماً من حيث ترك الواجب.
[2696] مسألة 5 : إذا كان مال التجارة أحد النصب الماليّة واختلف مبدأ
حولهما، فإن تقدّم حول الماليّة سقطت الزكاة للتجارة، وإن انعكس، فإن أعطى
زكاة التجارة قبل حلول حول الماليّة سقطت(3)، وإلاّ كان كما لو حال الحولان معاً
في سقوط مال التجارة.
[2697] مسألة 6 : لو كان رأس المال أقلّ من النصاب ثمّ بلغه في أثناء الحول
استأنف الحول عند بلوغه.
[2698] مسألة 7 : إذا كان له تجارتان ولكلّ منهما رأس مال، فلكلّ منهما
شروطه وحكمه، فإن حصلت في إحداهما دون الاُخرى استحبّت فيها فقط،
ولايجبر خسران إحداهما بربح الاُخرى.
- (1) الظاهر عدم الكفاية.
- (2) أو بعضها إلاّ في صورة العزل.
- (3) مع النقصان عن النصاب، وإلاّ فالسقوط مشكل بل ممنوع.
(الصفحة 118)
الثاني(1): ممّا يستحبّ فيه الزكاة كلّ ما يكال أو يوزن ممّا أنبتته الأرض عدا
الغلاّت الأربع; فإنّها واجبة فيها، وعدا الخضر كالبقل والفواكه والباذنجان
والخيار والبطّيخ ونحوها، ففي صحيحة زرارة:
«عفا رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن الخضر».
قلت: وما الخضر؟ قالا(عليهما السلام):
«كلّ شيء لايكون له بقاء: البقل والبطّيخ والفواكه
وشبه ذلك ممّا يكون سريع الفساد». وحكم ما يخرج من الأرض ممّا يستحبّ فيه
الزكاة حكم الغلاّت الأربع في قدر النصاب وقدر ما يخرج منها، وفي السقي والزرع
ونحو ذلك.
الثالث : الخيل الإناث بشرط أن تكون سائمة ويحول عليها الحول، ولابأس
بكونها عوامل، ففي العتاق منها ـ وهي التي تولّدت من عربيّين ـ كلّ سنة ديناران;
هما مثقال ونصف صيرفيّ، وفي البراذين من كلّ سنة دينار ثلاثة أرباع المثقال
الصيرفيّ، والظاهر ثبوتها حتّى مع الاشتراك، فلو ملك اثنان فرساً تثبت الزكاة
بينهما.
الرابع : حاصل العقار المتّخذ للنماء من البساتين والدكاكين والمساكن
والحمّامات والخانات ونحوها، والظاهر اشتراط النصاب والحول، والقدر المخرج
ربع العشر مثل النقدين.
الخامس : الحليّ، وزكاته إعارته لمؤمن.
السادس : المال الغائب أو المدفون الذي لايتمكّن من التصرّف فيه إذا حال
عليه حولان أو أحوال، فيستحبّ زكاته لسنة واحدة بعد التمكّن.
السابع : إذا تصرّف في النصاب بالمعاوضة في أثناء الحول بقصد الفرار من
الزكاة، فإنّه يستحبّ إخراج زكاته بعد الحول.
- (1) والاستحباب فيه أيضاً محلّ مناقشة وإشكال، كالثالث والرابع.
(الصفحة 119)
فصل
أصناف المستحقّين للزكاة
ومصارفها ثمانية:
الأوّل والثاني : الفقير والمسكين، والثاني أسوأ حالاً من الأوّل، والفقير
الشرعي من لايملك مؤونة السنة له ولعياله، والغنيّ الشرعي بخلافه، فمن كان
عنده ضيعة أو عقار أو مواش أو نحو ذلك تقوم بكفايته وكفاية عياله في طول
السنة لايجوز له أخذ الزكاة، وكذا إذا كان له رأس مال يقوم ربحه بمؤنته، أو كان له
من النقد أو الجنس ما يكفيه وعياله، وإن كان لسنة واحدة، وأمّا إذا كان أقلّ من
مقدار كفاية سنته يجوز له أخذها، وعلى هذا فلو كان عنده بمقدار الكفاية ونقص
عنه بعد صرف بعضه في أثناء السنة يجوز له الأخذ، ولايلزم أن يصبر إلى آخر
السنة حتّى يتمّ ما عنده، ففي كلّ وقت ليس عنده مقدار الكفاية المذكورة يجوز له
الأخذ، وكذا لايجوز لمن كان ذا صنعة أو كسب يحصّل منهما مقدار مؤنته،
والأحوط عدم أخذ القادر على الاكتساب إذا لم يفعل تكاسلاً.
[2699] مسألة 1 : لو كان له رأس مال لايقوم ربحه بمؤنته لكن عينه تكفيه لايجب
عليه صرفها في مؤنته، بل يجوز له إبقاؤه للاتّجار به وأخذ البقيّة من الزكاة، وكذا لو
كان صاحب صنعة تقوم آلاتها، أو صاحب ضيعة تقوم قيمتها بمؤنته، ولكن
لايكفيه الحاصل منهما لايجب عليه بيعها وصرف العوض في المؤنة، بل يبقيها
ويأخذ من الزكاة بقيّة المؤنة.
[2700] مسألة 2 : يجوز أن يعطى الفقير أزيد من مقدار مؤنة سنته دفعة، فلايلزم
الاقتصار على مقدار مؤنة سنة واحدة، وكذا في الكاسب الذي لايفي كسبه بمؤنة
(الصفحة 120)
سنته، أو صاحب الضيعة التي لايفي حاصلها، أو التاجر الذي لايفي ربح تجارته
بمؤنة سنته لايلزم الاقتصار على إعطاء التتمّة، بل يجوز دفع ما يكفيه لسنين، بل
يجوز جعله غنيّاً عرفيّاً، وإن كان الأحوط(1) الاقتصار. نعم، لو أعطاه دفعات
لايجوز بعد أن حصل عنده مؤنة السنة أن يعطي شيئاً ولو قليلاً ما دام كذلك.
[2701] مسألة 3 : دار السكنى والخادم وفرس الركوب المحتاج إليها بحسب
حالهـ ولو لعزّه وشرفه ـ لايمنع من إعطاء الزكاة وأخذها، بل ولو كانت متعدّدة
مع الحاجة إليها، وكذا الثياب والألبسة الصيفيّة والشتويّة، السفريّة والحضريّة ـ
ولو كانت للتجمّل ـ وأثاث البيت من الفروش والظروف وسائر ما يحتاج إليه،
فلايجب بيعها في المؤنة، بل لو كان فاقداً لها مع الحاجة جاز أخذ الزكاة لشرائها،
وكذا يجوز أخذها لشراء الدار والخادم وفرس الركوب والكتب العلميّة ونحوها
مع الحاجة إليها. نعم، لو كان عنده من المذكورات أو بعضها أزيد من مقدار
حاجته بحسب حاله وجب(2) صرفه في المؤنة، بل إذا كانت عنده دار تزيد عن
حاجته وأمكنه بيع المقدار الزائد منها عن حاجته وجب بيعه، بل لو كانت له دار
تندفع حاجته بأقلّ منها قيمة فالأحوط بيعها(3) وشراء الأدون، وكذا في العبد
والجارية والفرس.
[2702] مسألة 4 : إذا كان يقدر على التكسّب لكن ينافي شأنه ـ كما لو كان قادراً
على الاحتطاب والاحتشاش الغير اللائقين بحاله ـ يجوز له أخذ الزكاة، وكذا إذا
- (1) لا يترك.
- (2) المراد من وجوب الصرف عدم جواز أخذ الزكاة، وكذا وجوب البيع في الفرض الآتي.
- (3) إذا لم تكن الدار زائدة على حسب حاله لا يجب بيعها، وإن كانت حاجته تندفع بأقلّ منها، وكذا في العبد والجارية والفرس وغيرها.