(الصفحة 213)الباقر (عليه السلام) : لبن اليهودية والنصرانية والمجوسيّة أحبّ إليّ من ولد الزنا(1) ، وعن الكاظم (عليه السلام)سئل عن امرأة زنت هل يصلح أن تسترضع؟ قال : لا يصلح ، ولا لبن ابنتها التي ولدت من الزنا(2)1.
في الكتاب والسنّة ، قال الله تعالى :
{فَإِن لَم يَكُونَا رَجُلَينِ فَرَجُلٌ وَامرأَتَانِ}(3) إلى آخره . وفي الرواية المذكورة في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)في قوله تعالى الذي ذكرناه قال : عدلت امرأتان في الشهادة برجل واحد ، الحديث(4) .
1 ـ أقول : هنا روايات زائدة على ما ذكر في المتن :
منها : روايه محمد بن مروان قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : استرضع لولدك بلبن الحسان ، وإيّاك والقباح فإنّ اللبن قد يعدي(5) .
ومنها : رواية زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : عليكم بالوضاء من الظؤرة فإنّ اللبن يعدي(6) .
وصحيحة محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لبن اليهوديّة والنصرانية
- (1) الكافي : 6/43 ح5 ، التهذيب : 8/109 ح371 ، الاستبصار : 3/322 ح1147 ، الفقيه : 3/308 ح 1483 ، الوسائل : 21/462 ، أبواب أحكام الأولاد ب75 ح2 .
- (2) الفقيه : 3/307 ح 1480 .
- (3) سورة البقرة : 2/282 .
- (4) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) : 276 ، الوسائل : 27/272 ، أبواب كيفية الحكم ب15 ح5 .
- (5) الكافي : 6/44 ح12 ، التهذيب : 8/110 ح376 ، الوسائل : 21/468 ، أبواب أحكام الأولاد ب79 ح1 .
- (6) الكافي : 6/44 ح13 ، الوسائل : 21/468 ، التهذيب : 8/110 ح 377 ، الفقيه : 3/307 ح 1479 ، أبواب أحكام الأولاد ب79 ح2 .
(الصفحة 214)
والمجوسية أحبّ إليَّ من ولد الزنا ، الحدث(1) .
ورواية سعيد بن يسار ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : لا تسترضع الصبي المجوسية ، وتسترضع له اليهودية والنصرانية ولا يشربن الخمر ، يمنعن من ذلك(2) .
ورواية عبدالله بن هلال ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سألته عن مظاهرة المجوسي؟ قال : لا ، ولكن أهل الكتاب(3) .
وفي رواية أيضاً قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : إذا أرضعوا لكم فامنعوهم من شرب الخمر(4) .
ورواية فضيل بن يسار قال : قال لي جعفر بن محمد (عليهما السلام) : رضاع اليهودية والنصرانية خير من رضاع الناصبية(5) .
ورواية الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه أنّ عليّاً (عليه السلام) كان يقول : تخيّروا للرضاع كما تخيّرون للنكاح ، فإنّ الرضاع يغيّر الطباع(6) .
ورواية عبيد الله الحلبي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : امرأة ولدت من الزنا اتّخذها ظئراً؟ قال : لا تسترضعها ولا ابنتها(7) .
ومضمرة الحلبي قال : سألته عن رجل دفع ولده إلى ظئر يهودية أو نصرانية أو
- (1) الكافي : 6/43 ح5 ، الوسائل : 21/464 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح2 .
- (2) الكافي : 6/44 ح14 ، التهذيب : 8/110 ح374 ، الوسائل : 21/464 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح1 .
- (3) الكافي : 6/42 ح2 ، التهذيب : 8/109 ح372 ، الوسائل : 21/464 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح3 .
- (4) الكافي : 6/42 ح3 ، الوسائل : 21/464 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح4 .
- (5) رجال النجاشي : 219 ، المقنع : 331 ، الوسائل : 21/466 ، أبواب أحكام الأولاد ب77 ح1 .
- (6) قرب الإسناد : 93 ح 312 ، الوسائل : 21/468 ، أبواب أحكام الأولاد ب78 ح6 .
- (7) الكافي : 6/42 ح1 ، التهذيب : 8/108 ح367 ، الاستبصار : 3/321 ح1143 ، الوسائل : 21/463 ، أبواب أحكام الأولاد ب75 ح4 .
(الصفحة 215)
مجوسية ترضعه في بيتها أو ترضعه في بيته؟ قال : ترضعه لك اليهودية والنصرانية في بيتك ، وتمنعها من شرب الخمر وما لا يحلّ مثل لحم الخنزير ، ولا يذهبن بولدك إلى بيوتهنّ ، والزانية لا ترضع ولدك فانّه لا يحلّ لك ، والمجوسية لا ترضع لك ولدك إلاّ أن تضطرّ إليها(1) .
ورواية علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : سألته عن الرجل المسلم هل يصلح له أن يسترضع اليهودية والنصرانية وهنّ يشربن الخمر؟ قال : امنعوهنّ من شرب الخمر ما أرضعن لكم . وسألته عن المرأة ولدت من زنا هل يصلح أن يسترضع لبنها؟ قال : لا ، ولا ابنتها التي ولدت من الزّنا(2) . وغير ذلك من الروايات الواردة في هذا المجال .
- (1) التهذيب : 8/116 ح401 ، الفقيه : 3/308 ح 1482 ، الوسائل : 21/465 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح6 .
- (2) قرب الإسناد : 275 ـ 276 ح 1097 و 1098 ، الوسائل : 21/465 ، أبواب أحكام الأولاد ب76 ح7 .
(الصفحة 216)
(الصفحة 217)
القول في المصاهرة وما يلحق بها
المصاهرة : هي علاقة بين أحد الزوجين مع أقرباء الآخر موجبة لحرمة النكاح عيناً أو جمعاً على تفصيل يأتي .مسألة 1 : تحرم معقودة الأب على ابنه وبالعكس فصاعداً في الأوّل ونازلاً في الثاني حرمة دائميّة ، سواء كان العقد دائمياً أو انقطاعياً ، وسواء دخل العاقد بالمعقودة أم لا ، وسواء كان الأب والابن نسبيين أو رضاعيين1.
1 ـ المصاهرة : هي علاقة قرابة تحدث بالزواج ، جعلها الله تعالى كما جعل النسب ، قال الله تعالى :
{ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً}(1) . ولها أحكام خاصّة وقعت مورداً للتعرّض ، كما أنّه هنا أحكام لما يلحق بالمصاهرة من الزنا والنظر واللمس ، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى(2) .
- (1) سورة الفرقان : 25/54 .
- (2) في ص228 ـ 238 .