جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب المكاسب المحرمة
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 238)

تفحّص بالمقدار اللازم وصار مأيوساً عن الظفر بدليل الحرمة، والمفروض في المقام القدرة على تعلّم الحكم ولو تقليداً .

فانقدح أنّه لا مجال لجريان أصالة الصحّة مطلقاً، ولا لجريان أصالة الحلّية حال الإيقاع; إذ لا معنى لها بعده، كما لايخفى .

ثمّ إنّه ظهر أنّ قوله في المتن : «إذا كان الشكّ في الصحّة والفساد فقط» راجع إلى أصل المطلب لا خصوص ما بعد الإيقاع ; لأنّه لا معنى للزوم الاجتناب بالإضافة إلى هذه الصورة ، فالتفصيل مرتبط بأصل المطلب . غاية الأمر أنّ عدم جريان أصالة الصحّة بالإضافة إلى الصورتين ، وأمّا عدم جريان أصالة الحلّية فإنّما يتصوّر بالنسبة إلى صورة عدم الإيقاع .

ثمّ إنّ التشقيق في التجارة وجعل دوران أمرها بين الصحيحة والباطلة، وبين الحلّية والحرمة التكليفيّة مضافة إلى الوضعيّة، كما يدلّ عليه أصل التفصيل، ويشعر به قوله: «لا من جهة مجرّد الصحّة والفساد» ربما يظهر منه أنّه لا يكون في التجارة شقّاً ثالثاً متمحّضاً في الحكم التكليفي المشتبه في المقام كما هو المفروض ، مع أنّه يوجد فيها هذا الشق، كالبيع وقت النداء الذي يدلّ على تحريمه قوله ـ تعالى ـ : {وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ}(1) ، والظاهر أنّه في فرض مثله المشتبه لا مجال لإجراء أصالة الحلّية أيضاً; لما ذكرنا من الوجه .

ثمّ إنّ التحقيق في باب الربا من جهة ثبوت الحكمين في المعاملة الربويّة وعدمه وإن كان محلّه غير المقام، خصوصاً مع وجود فروع كثيرة وثبوت الحيل الشرعيّة فيها أو عدمه، إلاّ أنّه ينبغي الإشارة في كمال الإجمال إلى أنّ المراد من


  • (1) سورة الجمعة 62: 9.

(الصفحة 239)

قوله ـ تعالى ـ : {وَحَرَّمَ الرِّبَواْ}(1) بعد قوله : {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ}(2) ، وإن كان هي الحرمة الوضعيّة بقرينة حلّية البيع التي لا محالة يكون المراد منها هي الحلّية الوضعيّة الإمضائية ، إلاّ أنّ التعبيرات في الكتاب العزيز بمثل قوله : {فَأْذَنُواْ بِحَرْب مِّنَ اللَّهِ}(3).

وفي الروايات بأنّ الربا أعظم من الزنا بذات المحرم، وفي بعضها إضافة في بيت الحرام(4) ربما يلائم الحرمة التكليفيّة الشديدة، خصوصاً مع التوجّه إلى عدم ثبوت المراتب في الحكم الوضعي وهو البطلان، وثبوته في الحكم التكليفي من أجل ثبوت المعاصي الكبيرة والصغيرة، واختلاف المعاصي الكبيرة، وعمدتها الشرك بالله تعالى، كما هو المذكور في محلّه .(5)


  • (1 ،2) سورة البقرة 2: 275.
  • (3) سورة البقرة 2: 279.
  • (4) وسائل الشيعة 18: 117 ـ 118، كتاب التجارة، أبواب الربا ب1 ح1، 5، 6، 12، 18، 19 و22، والوافي 17: 375 ح17458، وص381 ح17472 و 17473، وبحار الأنوار 103: 116 ح5 وص117 ح13 وص119 ح22، ومستدرك الوسائل 13: 331 ح15503.
  • (5) تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة، الاجتهاد و التقليد: 344.

(الصفحة 240)

   مسألة 22 : للتجارة والتكسّب آداب مستحبّة ومكروهة :
أمّا المستحبّة: فأهمّها: الإجمال في الطلب والاقتصاد فيه بحيث لا يكون مضيّعاً ولا حريصاً .

ومنها : إقالة النادم في البيع والشراء لو استقاله .

ومنها : التسوية بين المتبايعين في السعر، فلا يفرّق بين المماكس وغيره، بأن يقلّل الثمن للأوّل ويزيده للثاني . نعم ، لابأس بالفرق بسبب الفضل والدِّين ونحو ذلك ظاهراً .

ومنها : أن يقبض لنفسه ناقصاً ويُعطي راجحاً1.

1 ـ يدلّ على استحباب الإجمال في الطلب والاقتصار فيه بالنحو المذكور في المتن رواية عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إنّ الله ـ عزّوجلّ ـ وسّع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء، ويعلموا أنّ الدُّنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة(1) .

ومرسلة ابن فضّال، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع، ودون طلب الحريص الراضي بدنياه، المطمئنّ إليها ، ولكن أنزل


  • (1) الكافي 5: 82 ح10، تهذيب الأحكام 6: 322 ح884، وعنهما وسائل الشيعة 17: 48، كتاب التجارة، أبواب مقدّماتها ب13 ح1 والوافي 17: 55 ح16850.
  • وفي مرآة العقول 19: 30 ح10 عن الكافي.
  • وفي ملاذ الأخيار 10: 258 ح5 عن التهذيب.
  • وفي بحار الأنوار 103: 28 ح47 ومستدرك الوسائل 13: 33 ح14663 عن علل الشرائع: 92 ب83ح1.
  • وفي بحار الأنوار 103: 34 ذح 63 عن تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1: 14، وفي ص35 ح70 عن التمحيص: 53 ح102.

(الصفحة 241)

نفسك من ذلك بمنزلة المنصف (النصف خ ل) المتعفّف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف، وتكسب ما لابدّ للمؤمن منه ، إنّ الذين اُعطوا المال ثمّ لم يشكروا
لا مال لهم(1) .

وغير ذلك من الروايات(2) التي تدلّ على ما ذكر . ومن المعلوم أنّه لا حاجة
إلى ملاحظة أسانيدها بعد وجود قاعدة التسامح في أدلّة السنن المحرّرة
في الاُصول .

ويدلّ على استحباب الإقالة رواية هارون بن حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : أيّما عبد أقال مسلماً في بيع، أقاله الله عثرته يوم القيامة(3) .

ومرسلة الصدوق عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : أيّما مسلم أقال مسلماً بيع ندامة أقاله الله ـ عزّوجلّ ـ عثرته يوم القيامة(4) .

وغير ذلك من الروايات التي ورد في بعضها إقالة النادم من دون التقييد


  • (1) الكافي 5: 81 ح8 ، تهذيب الأحكام 6: 322 ح882، وعنهما وسائل الشيعة 17: 48، كتاب التجارة، أبواب مقدّماتها ب13 ح3 والوافي 17: 53 ح16848.
  • وفي مرآة العقول 19: 27 ح8 عن الكافي.
  • وفي بحار الأنوار 103: 33 ح63 عن تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1: 13، وفي ص36 ح75 عن التمحيص :54 ح107.
  • (2) وسائل الشيعة 17: 48 ـ 51، كتاب التجارة، أبواب مقدّماتها ب13 والوافي 17: 51 ـ 57 ب5 وبحار الأنوار 103: 18 ـ 40 ب2.
  • (3) الكافي 5: 153 ح16، الفقيه 3: 122 ح526، مصادقة الإخوان 178 ب31 ح1، تهذيب الأحكام 7: 8 ح26، وعنها وسائل الشيعة 17: 386، كتاب التجارة، أبواب آداب التجارة ب3 ح2.
  • وفي الوافي 17: 440 ح17595 عن الكافي والتهذيب والفقيه.
  • (4) المقنع: 299، وعنه وسائل الشيعة 17: 387، كتاب التجارة، أبواب آداب التجارة ب3 ح4.

(الصفحة 242)

بالمسلم(1) ، كما أنّ التقييد بالبيع كما في المتن وإن كان موجوداً في أكثر الروايات، إلاّ أنّ بعضها خال عنه .

ويدلّ على استحباب التسوية بين المتبايعين من دون فرق بين المماكس وغيره، رواية عامر بن جذاعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّه قال في رجل عنده بيع فسعّره سعراً معلوماً، فمن سكت عنه ممّن يشتري منه باعه بذلك السعر ، ومن ماكسه وأبى أن يبتاع منه زاده، قال: لو كان يزيد الرجلين والثلاثة لم يكن بذلك بأس، فأمّا أن يفعله بمن أبى عليه وكايسه ويمنعه من لم يفعل فلايعجبني إلاّ أن يبيعه بيعاً واحداً(2).

واستدرك في المتن ما إذا كان الفرق وعدم التسوية لأجل الفضل أو الدِّين أو السيادة أو الفقر أو مثلها دون المماكسة ، والوجه فيه: رجحان ملاحظة هذه الاُمور في نفسها .

ويدلّ على استحباب الأخير رواية السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : مرَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على جارية قد اشترت لحماً من قصّاب وهي تقول : زدني ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام)  : زدها فإنّه أعظم للبركة(3) .


  • (1) الخصال: 224 ح55، وعنه وسائل الشيعة 17: 387، كتاب التجارة، أبواب آداب التجارة ب3 ح5، وج20: 46، كتاب النكاح، أبواب مقدّماته وآدابه ب12 ح4، وبحار الأنوار 7: 269 ح48، وج75: 19 ح13، وج103: 96 ح24، وج104: 193 ح3.
  • (2) الكافي 5: 152 ح10، تهذيب الأحكام 7: 8 ح25، وعنهما وسائل الشيعة 17: 398، كتاب التجارة، أبواب آداب التجارة ب11 ح1.
  • وفي الوافي 17: 456 ح17628 ومرآة العقول 19: 136 ح10 عن الكافي.
  • وفي ملاذ الأخيار 10: 465 ح25 عن التهذيب.
  • (3) الكافي 5: 152 ح8، تهذيب الأحكام 7: 7 ح20، الفقيه 3: 122 ح524، وعنها وسائل الشيعة 17: 392، كتاب التجارة، أبواب آداب التجارة ب7 ح1، والوافي 17: 485 ح17687، وروضة المتّقين 7: 19.
  • وفي بحار الأنوار 41: 129 ح39 ومرآة العقول 19: 136 ح8 عن الكافي.
  • وفي ملاذ الأخيار 10: 463 ح20 عن التهذيب.