(الصفحة 298)
وصيّة مولانا الباقر للصادق(عليهما السلام). وعن أمير المؤمنين(عليه السلام): «أنّ النبيّ ـ صلوات الله عليه وآله ـ أمر بدفن أربعة : الشعر والسنّ والظفر والدم» . وعن عائشة، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) : أنّه أمر بدفن سبعة أشياء : الأربعة المذكورة، والحيض، والمشيمة، والعلقة .
[1006] مسألة 14 : إذا مات شخص في البئر ولم يمكن إخراجه يجب أن يسدّ ويجعل قبراً له .
[1007] مسألة 15 : إذا مات الجنين في بطن الحامل وخيف عليها من بقائه وجب التوصّل إلى إخراجه بالأرفق فالأرفق، ولو بتقطيعه قطعة قطعة ، ويجب أن يكون المباشر النساء أو زوجها ، ومع عدمهما فالمحارم من الرجال ، فان تعذّر فالأجانب حفظاً لنفسها المحترمة . ولو ماتت الحامل وكان الجنين حيّاً وجب إخراجه ولو بشقّ بطنها، فيشقّ جنبها الأيسر ويخرج الطفل، ثمّ يخاط وتدفن ، ولا فرق في ذلك بين رجاء حياة الطفل بعد الإخراج وعدمه ، ولو خيف مع حياتهما على كلّ منهما انتظر حتّى يقضي .
فصل
في المستحبّات قبل الدفن وحينه وبعده
وهي اُمور :
الأوّل : أن يكون عمق القبر إلى الترقوة أو إلى قامة ، ويحتمل كراهة الأزيد .
الثاني : أن يجعل له لَحد ممّا يلي القبلة في الأرض الصلبة; بأن يحفر بقدر بدن الميّت في الطول والعرض، وبمقدار ما يمكن جلوس الميّت فيه في العمق ، ويشقّ في الأرض الرخوة وسط القبر شبه النهر فيوضع فيه الميّت ويسقّف عليه .
(الصفحة 299)
الثالث : أن يدفن في المقبرة القريبة على ما ذكره بعض العلماء إلاّ أن يكون في البعيدة مزيّة; بأن كانت مقبرة للصلحاء أو كان الزائرون هناك أزيد .
الرابع : أن يوضع الجنازة دون القبر بذراعين أو ثلاثة أو أزيد من ذلك، ثمّ ينقل قليلا ويوضع، ثمّ ينقل قليلا ويوضع، ثمّ ينقل في الثالثة مترسّلا ليأخذ الميّت أُهبته ، بل يكره أن يدخل في القبر دفعة، فإنّ للقبر أهوالا عظيمة .
الخامس : إن كان الميّت رجلا يوضع في الدفعة الأخيرة بحيث يكون رأسه عند ما يلي رجلي الميّت في القبر، ثمّ يدخل في القبر طولا من طرف رأسه، أي يدخل رأسه أوّلا ، وإن كان امرأة توضع في طرف القبلة ثمّ تدخل عرضاً .
السادس : أن يغطّى القبر بثوب عند إدخال المرأة .
السابع : أن يسلّ من نعشه سلاًّ فيرسل إلى القبر برفق .
الثامن : الدعاء عند السلّ من النعش، بأن يقول : «بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، اللّهمَّ إلى رحمتك لا إلى عذابك ، اللّهمّ افسح له في قبره ، ولقّنه حجّته ، وثبّته بالقول الثابت ، وقنا وإيّاه عذاب القبر». وعند معاينة القبر : «اللّهمَّ اجعله روضة من رياض الجنّة ، ولا تجعله حفرة من حفر النار». وعند الوضع في القبر يقول : «اللّهمَّ عبدك وابن عبدك وابن أمتك، نزل بك وأنت خير منزول به». وبعد الوضع فيه يقول : «اللّهمَّ جافّ الأرض عن جنبيه ، وصاعد عمله ، ولقّه منك رضواناً». وعند وضعه في اللحد يقول : «بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)» ثمّ يقرأ فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوّذتين، وقل هو الله أحد، ويقول : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وما دام مشتغلا بالتشريج يقول : «اللّهمَّ صِل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأسكنه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك ، فإنّما رحمتك للظالمين». وعند الخروج من القبر يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، اللّهمَّ ارفع درجته في علّيّين، واخلف على عقبه
(الصفحة 300)
في الغابرين، وعندك نحتسبه يا ربّ العالمين». وعند إهالة التراب عليه يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، اللّهمّ جافّ الأرض عن جنبيه ، واصعد إليك بروحه ، ولقّه منك رضواناً ، وأسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك». وأيضاً يقول : «إيماناً بك وتصديقاً ببعثك ، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، اللّهمَّ زدنا إيماناً وتسليماً» .
التاسع : أن تحلّ عقد الكفن بعد الوضع في القبر ، ويبدأ من طرف الرأس .
العاشر : أن يحسر عن وجهه ويجعل خدّه على الأرض، ويعمل له وسادة من تراب .
الحادي عشر : أن يسند ظهره بلبنة أو مدرة لئلاّ يستلقي على قفاه .
الثاني عشر : جعل مقدار لبنة من تربة الحسين(عليه السلام) تلقاء وجهه بحيث لا تصل إليها النجاسة بعد الانفجار .
الثالث عشر : تلقينه بعد الوضع في اللحد قبل الستر باللبن ، بأن يضرب بيده على منكبه الأيمن ويضع يده اليسرى على منكبه الأيسر بقوّة، ويدني فمه إلى اُذنه ويحرّكه تحريكاً شديداً، ثمّ يقول : «يا فلان بن فلان إسمع إفهم» ثلاث مرّات : «الله ربّك ، ومحمّد نبيّك ، والإسلام دينك ، والقرآن كتابك ، وعليّ إمامك ، والحسن إمامك ، ـ إلى آخر الأئمّة(عليهم السلام) ـ أفهمت يا فلان؟» ويعيد عليه هذا التلقين ثلاث مرّات ، ثمّ يقول : «ثبّتك الله بالقول الثابت، هداك الله إلى صراط مستقيم، عرّف الله بينك وبين أوليائك في مستقرّ من رحمته ، اللّهمَّ جافّ الأرض عن جنبيه، واصعد بروحه إليك، ولقّه منك برهاناً ، اللّهمَّ عفوك عفوك» . وأجمع كلمة في التلقين أن يقول : «إسمع إفهم يا فلان بن فلان» ثلاث مرّات، ذاكراً اسمه واسم أبيه، ثمّ يقول: «هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً(صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله وسيّد النبيّين وخاتم
(الصفحة 301)
المرسلين، وأنّ عليّاً أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين، وإمام افترض الله طاعته على العالمين، وأنّ الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والقائم الحجّة المهدي ـ صلوات الله عليهم ـ أئمّة المؤمنين وحجج الله على الخلق أجمعين ، وأئمّتك أئمّة هدى بك أبرار ، يا فلان بن فلان إذا أتاك الملكان المقرّبان رسولين من عند الله ـ تبارك وتعالى ـ وسألاك عن ربّك وعن نبيّك وعن دينك وعن كتابك وعن قبل نبيّي ، والإسلام ديني ، والقرآن كتابي، والكعبة قبلتي ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إمامي ، والحسن بن عليّ المجتبى إمامي ، والحسين بن عليّ الشهيد بكربلاء إمامي ، وعليّ زين العابدين إمامي ، ومحمّد الباقر إمامي ، وجعفر الصادق إمامي، وموسى الكاظم إمامي، وعليّ الرضا إمامي، ومحمّد الجواد إمامي، وعليّ الهادي إمامي، والحسن العسكري إمامي ، والحجّة المنتظر إمامي ، هؤلاء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ أئمّتي وسادتي وقادتي وشفعائي ، بهم أتولّى ومن أعدائهم أتبرّأ في الدنيا والآ
ثمّ اعلم يا فلان بن فلان أنّ الله تبارك وتعالى نعم الربّ ، وأنّ محمّداً(صلى الله عليه وآله) نعم الرسول ، وأنّ عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين الأئمّة الاثني عشر نعم الأئمّة ، وأنّ ما جاء به محمّد(صلى الله عليه وآله) حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وسؤال منكر ونكير في القبر حقّ ، والبعث حقّ والنشور حقّ ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وتطاير الكتب حقّ وأنّ الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور». ثمّ يقول : «أفهمت يا فلان». وفي الحديث أنّه يقول: فهمت. ثمّ يقول : «ثبّتك الله بالقول الثابت ، وهداك الله إلى صراط مستقيم ، عرّف الله بينك
(الصفحة 302)
وبين أوليائك في مستقرّ من رحمته». ثمّ يقول : «اللّهمَّ جافّ الأرض عن جنبيه، واصعد بروحه إليك ، ولقّه منك برهاناً ، اللّهمَّ عفوك عفوك». والأولى أن يلقّن بما ذكر من العربي، وبلسان الميّت أيضاً إن كان غير عربي .
الرابع عشر : أن يسدّ اللحد باللبن لحفظ الميّت من وقوع التراب عليه ، والأولى الابتداء من طرف رأسه ، وإن أُحكمت اللبن بالطين كان أحسن .
الخامس عشر : أن يخرج المباشر من طرف الرجلين ، فإنّه باب القبر .
السادس عشر : أن يكون من يضعه في القبر على طهارة مكشوف الرأس نازعاً عمامته ورداءه ونعليه، بل وخفّيه إلاّ لضرورة .
السابع عشر : أن يهيل غير ذي رحم ممّن حضر التراب عليه بظهر الكفّ قائلاً : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» على ما مرّ .
الثامن عشر : أن يكون المباشر لوضع المرأة في القبر محارمها أو زوجها ، ومع عدمهم فأرحامها، وإلاّ فالأجانب، ولا يبعد أن يكون الأولى بالنسبة إلى الرجل الأجانب.
التاسع عشر : رفع القبر عن الأرض بمقدار أربع أصابع مضمومة أو مفرّجة .
العشرون : تربيع القبر بمعنى كونه ذا أربع زوايا قائمة، وتسطيحه . ويكره تسنيمه بل تركه أحوط .
الحادي والعشرون : أن يجعل على القبر علامة .
الثاني والعشرون: أن يرشّ عليه الماء، والأولى أن يستقبل القبلة ويبتدئ بالرش من عند الرأس إلى الرجل، ثمّ يدور به على القبر حتّى يرجع إلى الرأس، ثمّ يرشّ على الوسط ما يفضل من الماء ، ولا يبعد استحباب الرشّ إلى أربعين يوماً أو أربعين شهراً .
الثالث والعشرون : أن يضع الحاضرون بعد الرشّ أصابعهم مفرّجات على
|