(الصفحة 711)
هذا تمام الـكلام فيما يتعلّق بشرح الـمطهّرات من كتاب «تحرير الـوسيلـة» للإمام الـخميني مدّ ظلّه الـعا لـي، و قد وقع الـفراغ منه في الـيوم الـثامن عشر من شهر ذي الـقعدة الـحرام من شهور سنـة 1398 من الـهجرة الـنبويـة، على مهاجرها آلاف الـثناء و الـتحيـة، بيد الـعبد الـمفتاق إلى رحمـة ربّه الـغني; محمّد الـموحّدي الـفاضل اللنكراني، ابن الـعلاّمـة الـفقيه الـمهاجر إلى اللّه و رسوله الـمرحوم آيـة اللّه الـفاضل اللنكراني، حشره اللّه مع أوليائه الـكرام، صلوات اللّه عليهم اجمعين.
هذا مع تشويش الـبال، و عدم استقامـة الـحال، و الـمصائب الـمهمّـة الاجتماعيـة الـتي ابتلي بها الـشعب الـمسلم الإيراني; من ناحيه الـحكومـة الـجائرة الإيرانيـة، الـتي هي من عملاء الاستعمار و الـصهيونيـة. و قد بذلت جميع الـمخازن و الـمنابع الـتي أعطاها اللّه الـشعبَ لمن هي عميلـة من ناحيته، و لم تأخذ في مقابلها إلاّ بعض الأدوات الـحربيـة و الأسلحـة الـمهلكـة الـتي أعدّتها لهضم الـشعب، و قتل الـنفوس الـمحترمـة من الـرجال و الـنساء، حتّى الأطفال.
و لم يمضِ من الـحوادث الـتي انتجت قتل آلاف من الـنفوس، إلاّ شهران أو أقلّ، حتّى وقعت هذه الـحوادث في أكثر بلاد إيران; شرقيها، و غربيها; بحيث لم يوجد بلد لم يتحقّق فيه قتل إلاّ نادراً.
و من أهمّها: الـحادثـة الـواقعـة في مسجد جامع بلد كرمان، حيث هجموا على عموم الـطبقات الـذين اجتمعوا فيه لإقامـة عزاء الـشهداء الـمقتولين في طهران بمناسبـة أربعينهم، و كان الـخطيب مشتغلاً با لـخطابـة، و قتلوا فيه نفوساً كثيرة با لـخشب و الـحديد، و أوقدوا فيه الـنار، حتّى لم يبقَ من فرشه شيء، بل و أحرقوا الـكتب الـموجودة; حتّى الـمصحف الـشريف، و هتكوا حرمـة الـنساء، و ضربوا الأطفال، و أحرقوا جميع الـوسائل الـنقليـة، و الـمراكب الـمجتمعـة في فناء الـمسجد، ثمّ نهبوا الأموال الـموجودة في الـدكاكين، و أحرقوا قسماً منها.
(الصفحة 712)
فهل يظنّ بمثل هذه الـحكومـة أن تكون إسلاميـة؟!
و هل يحتمل الاّ أن يكون هدفها هدم الإسلام و الـقرآن و الـقوانين الـمقدّسـة الإسلاميـة؟!
و قد هيّئ مقدّمات و وسائل لإخراج الـعلاّمـة الاُستاذ الـماتن الإمام الـخميني ـ أدام اللّه ظلاله ـ من الـنجف الأشرف، و من جوار قبر جدّه مولى الـموحّدين عليه الـصلاة و الـسلام، حتّى اضطرّ إلى الإقامـة الـموقّتـة في بلدة «باريس» عاصمـة الـمملكـة فرنسيـة، و الآن هو مقيم فيها; و ذلك لأجل كونه إماماً للنهضـة، و قائداً للجهاد.
ولكن نشكر اللّه على أنّ الـشعب بأجمعهم ـ من الـصغير و الـكبير و حتّى الأطفال الـذين لم يبلغوا إلاّ سنين قليلـة ـ لا يمتنعون من بذل أموا لـهم و نفوسهم و جميع شؤونهم في تقويته، و ترويج مرامه، و تحكيم نهضته، و ينادون بذلك بأعلى صوتهم، و في كلّ ليل و نهار يقع بينهم و بين الـمأمورين من قبل الـحكومـة تنازع و تخاصم، و مع ذلك لا يرفعون الـيد عن مرامهم، بل يزيد كلّ يوم في اعتقادهم.
فمن اللّه نسأل أن يوفّقهم في هذه الـمسيرة الـتي مضت منها مراحل، و بلغت إلى الـمرتبـة الـحسّاسـة، و الـموقعيـة الـخاصّـة، بحقّ مولانا و صاحبنا صاحب الـعصر و الـزمان، عجّل اللّه تعا لـى فرجه الـشريف، بحقّه و بحقّ آبائه الـطاهرين، عليه و عليهم الـصلوات أجمعين.
require("baknext.php");
?>
|