(الصفحة 425)
آخر، ويغرّم الواطئ ـ إذا كان غير المالك ـ قيمته ثمّ يباع في البلد الآخر .
(مسألة1903):
يحرم شرب الخمر وغيره من المسكرات ، وفي بعض الروايات أنّه من أعظم المعاصي ، وروي عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال : «إنّ الخمر اُمّ الخبائث ورأس كلّ شرّ ، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبّه ، فلا يعرف ربّه ولا يترك معصية إلاّ ركبها ، ولا يترك حرمة إلاّ انتهكها ، ولا رحماً ماسّة إلاّ قطعها ، ولا فاحشه إلاّ أتاها ، وإن شرب منها جرعة لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون ، وإن شربها حتّى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده، وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ، ولم تقبل صلاته أربعين يوماً» .
(مسألة1904):
يحرم الجلوس على مائدة يشرب عليها شيء من الخمر إذا عدّ الجالس منهم ، وكذا يحرم الأكل من هذه المائدة .
(مسألة1905):
إذا أشرفت نفس محترمة على الهلاك لشدّة الجوع أو العطش وجب على كلّ مسلم انجاؤها; بأن يبذل لها من الطعام أو الشراب مايسدّ به رمقها .
آداب الأكـل والشـرب
(مسألة1906):
قد عدّ من آداب أكل الطعام اُمور :
1:
غسل اليدين معاً قبل الطعام .
2 :
غسل اليدين بعد الطعام ، والتنشّف بعده بالمنديل .
3:
أن يبدأ صاحب الطعام قبل الجميع ويمتنع بعد الجميع .
4:
التسمية عند الشروع في الطعام، ولو كانت على المائدة ألوان من الطعام استحبّت التسمية على كلّ لون بانفراده .
5:
الأكل باليمين .
6:
الأكل ممّا يليه إذا كانت على المائدة جماعة ، ولا يتناول من قدّام الآخرين .
(الصفحة 426)
7:
تصغير اللقم .
8:
أن يطيل الأكل والجلوس على المائدة .
9:
أن يجيّد المضغ .
10:
أن يحمدالله بعد الطعام .
11:
التخلّل بعد الطعام .
12:
أن يلتقط ما يتساقط خارج السفرة ويأكله إلاّ في البراري والصحاري ، فإنّه يستحبّ فيها أن يدع المتساقط عن السفرة للحيوانات والطيور .
13 :
أن يكون أكله غداة وعشيّاً ، ويترك الأكل بينهما .
14:
الاستلقاء بعد الأكل على القفا وجعل الرجل اليمنى على اليسرى .
15:
الافتتاح والاختتام بالملح .
16:
أن يغسل الثمار والخضراوات بالماء قبل أكلها .
17:
الجلوس عند الأكل .
18:
الأكل مع الجماعة والضيف ، وعدم الإنفراد بالأكل .
(مسألة1907):
آداب شرب الماء اُمور :
الأوّل :
شرب الماء مصّاً ، لا عبّاً .
الثاني:
شرب الماء قائماً بالنهار .
الثالث:
التسمية قبل الشرب والتحميد بعده .
الرابع:
شرب الماء بثلاثة أنفاس .
الخامس:
شرب الماء عن رغبة وتلذّذ .
السادس:
ذكر الحسين وأهل بيته عليهم السلام ، واللعن على قتلته بعد الشرب .
(مسألة1908):
ينبغي ملاحظة هذه الأُمور عند الأكل :
(الصفحة 427)
أوّلها:
أن لايأكل على الشبع .
ثانيها:
أن لا يمتلئ من الطعام .
ثالثها:
أن لا ينظر في وجوه الناس لدى الأكل .
رابعها:
أن لا يأكل الطعام الحارّ .
خامسها:
أن لا ينفخ في الطعام والشراب .
سادسها:
أن لا ينتظر بعد وضع الخبز في السفرة غيره .
سابعها:
أن لا يقطع الخبز بالسكّين .
ثامنها:
أن لا يضع الخبز تحت الإناء .
تاسعها:
أن لا ينظّف العظم من اللحم الملصق به على نحو لا يبقى عليه شيء من اللحم .
عاشرها:
أن لا يرمي الثمرة قبل أن يستقصي أكلها .
(مسألة1909):
تكره عند شرب الماء اُمور :
الأوّل:
الإكثار في شرب الماء .
الثاني:
شرب الماء على الأغذية الدسمة .
الثالث:
شرب الماء قائماً بالليل .
الرابع:
شرب الماء باليسار .
الخامس:
شرب الماء من محلّ كسر الكوز ومن محلّ عروته .
(الصفحة 428)الأيمان والنذور
أحكام النذر
(مسألة1910):
النذر هوالالتزام بفعل شيء أو تركه للّه .
(مسألة1911):
النذر على نوعين :
النوع الأوّل:
النذر المشروط ، كأن يقول الناذر : «للّه عليّ أن أتصدّق بكذا إن شفي المريض» وهذا النذر يسمّى بنذر الشكر ، أو يقول : «للّه عليّ أن آتي بالخير المعيّن مثلا إن أرتكب معصيةً مثلا» ويسمّى هذا النذر بنذر الزجر .
النوع الثاني:
النذر المطلق ; وهو نذر بدون أيّ قيد وشرط ، كأن يقول الناذر: «للّه عليّ أن آتي بنافلة الليل» .
(مسألة1912):
يعتبر في النذر إنشاؤه بصيغة ، بأن يقول الناذر : «للّه عليّ أن أدع التعرّض للمؤمنين بسوء» وله أن يؤدّي هذا المعنى بأيّ لغة اُخرى غير العربيّة ، ولا يكفي مجرّد القصد في القلب .
(مسألة1913):
يعتبر في الناذر البلوغ ، والعقل ، والاختيار ، والقصد ، وانتفاء الحجر في متعلّق نذره ، فلا يصحّ نذر المكره ، ونذر من اشتدّ به الغضب إلى أن سلبه القصد . وكذا المفلَّس إذا تعلّق نذره بما تعلّق به حقّ الغرماء من أمواله ، والسفيه إذا تعلّق نذره بمال خارجيّ أو بمال في ذمّته .
(مسألة1914):
لا يصحّ نذر الزوجة بدون إذن زوجها فيما ينافي حقّه في الاستمتاع منها ، وفي صحّة نذرها في ما سوى ذلك إشكال .
(مسألة1915):
إذا نذرت الزوجة بإذن زوجها انعقد ، وليس للزوج بعد ذلك
(الصفحة 429)
حلّه ولا المنع عن الوفاء به .
(مسألة1916):
لا يشترط في نذر الولد أن يكون بإذن والده ، وليس له حلّه ولا المنع عن الوفاء به .
(مسألة1917):
يعتبر في متعلّق النذر من الفعل أو الترك أن يكون مقدوراً للناذر ، فلا يصحّ منه أن ينذر زيارة الحسين(عليه السلام) ماشياً مع عدم قدرته على ذلك .
(مسألة1918):
يعتبر في متعلّق النذر أن يكون راجحاً شرعاً حين العمل ، كأن ينذر فعل واجب أو مستحبّ ، أو ترك حرام أو مكروه . وأمّا المباح، فإن قصد به معنى راجحاً; كما لو نذر شرب الماء قاصداً به التقويّ على العبادة مثلا انعقد نذره ، وإلاّ لم ينعقد .
(مسألة1919):
إذا نذر المكلّف الإتيان بالصلاة في مكان بنحو كان منذوره تعيين هذا المكان لها لانفس الصلاة ، فإن كان في المكان جهة رجحان بصورة أوّليّة كالمسجد ، أو بصورة ثانويّة طارئة ، كما إذا كان المكان أفرغ للعبادة وأبعد عن الرياء بالنسبة إلى الناذر ، صحّ ، وإلاّ لم ينعقد وكان لغواً .
(مسألة1920):
إذا نذر الصلاة أو الصوم أو الصدقة في زمان معيّن وجب عليه التقيّد بذلك الزمان في الوفاء ، فلو أتى بالفعل قبله أو بعده لم يعتبر وفاءً ، فمن نذر أن يتصدّق على الفقير إذا شفي من مرضه ، أو أن يصوم أوّل كلّ شهر ، ثمّ تصدّق قبل شفائه ، أو صام قبل أوّل الشهر أو بعده لم يتحقّق الوفاء بنذره .
(مسألة1921):
إذا نذر صوماً ولم يحدّده من ناحية الكمّيّة كفاه صوم يوم واحد ، وإذا نذر صلاة بصورة عامّة دون تحديد كفته صلاة واحدة ، وإذا نذر صدقة ولم يحدّدها نوعاً وكمّاً أجزأه كلّ ما يطلق عليه إسم الصدقة ، وإذا نذر التقرّب إلى اللّه بشيء على وجه عامّ ، كان له أن يأتي بأيّ عمل قربيّ، كالصوم ، أو الصدقة ، أو الصلاة ولو ركعة الوتر من صلاة الليل ، ونحو ذلك من طاعات وقربات .
|