(الصفحة 29)
وقد اهتمّ السيّد بطبع مجموعة من كتب التراث الخالد، ممّا له أهمّية علميّة، وقدّم لبعضها مقدّمات قيّمة، وهي:
1ـ جامع الرواة، للأردبيلي. وقد قدّم له مقدّمة مفيدة.
2ـ قُرْب الإسناد، للحميري. وقد قدّم له مقدّمة نافعة.
3ـ الجعفريّات، المرويّة برواية ابن الأشعث المصريّ. وله مقدّمة قيّمة كتبها السيّد بقلمه.
4ـ نثر اللآلئ.
5ـ رسالة أبي الجعد، وهي نسخة من صحيفة الرضا(عليه السلام) المعروفة بـ «مسند الرضا(عليه السلام)».
6ـ المواهب السنيّة شرح الدرّة النجفيّة، للسيد محمود بن عليّ النقيّ الطباطبائي، وهو عمّ والد السيّد. طُبع منه جزءان قديماً، فأمر السيّد بطبع الثالث.
7ـ مُنتقى الجُمان، للشيخ حسن صاحب المعالم، في ثلاثة أجزاء.
8ـ الخلاف، للشيخ الطوسي.
9ـ مفتاح الكرامة، للسيّد محمد جواد العاملي. كان الإمام السيّد محسن الأمين قد طبع منه 8 أجزاء في مصر، فطبع السيّد البروجردي جزءين آخرين في ايران.
10ـ المهذّب، لابن البرّاج.
* * *
إنّ السيّد الزعيم كان على جانب من الاهتمام بالأفاضل، بل جميع طلبة العلوم الدينيّة، وكان يشوّقهم ويحثّهم على الدرس والبحث والتحقيق وضبط الدروس، فكان يقرأ ما يقرّرونه وينبّههم بمواضع الوهن والضعف، ويرشدهم طرق الصواب.
(الصفحة 30)
كما أنّه ربما كان يستشكل عليه بعض تلامذته أثناء الدرس بالذات، وفيهم من هو في حداثة من السنّ، فكان يُصغي لهم بكلّ احترام، ويقرّر مناقشاتهم بتعظيم وتبجيل وإكبار، ثمّ يجيب عنها بكلّ هدوء. نعم، لهذه الفترة الدور الكبير في تنمية أهل العلم; إذ كان يحضر في درسه ثلّة من الجهابذة والأعلام، حيث كان يتراوح عددهم بين الستمائة إلى الثمانمائة، واليوم جلّ مراجع الطائفة لولا كلّهم من تلامذته، فضلاً عن سائر المحققين والأساتيد في الحوزات العلميّة. هكذا قضى حياته العلميّة عالماً ومدرِّساً وباحثاً ومحقّقاً وزعيماً للطائفة.
وظلّ هذا العظيم كفاءات عالية وهمماً رفيعة وعطاءً خصباً ثرّاً، كما ظلّ كذلك يكافح بعلمه ومنهجه وآثاره ومشاريعه العديدة عن الإسلام وأهله طيلة عمره، لاسيّما أيّام مرجعيّته التي دامت خمسة عشر عاماً حتّى وافاه الأجل، وقضى نحبه في الثالث عشر من شهر شوّال سنة 1380هـ .ق، ودُفِن بجوار كريمة أهل البيت السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)في مدخل مسجده الأعظم، بعد أن شيّعه عشرات الآلاف من الناس، فكان يوماً مشهوداً، واُقيمت مجالس الفواتح والعزاء على روحه الطاهرة في مختلف البلدان الإسلاميّة، ولا سيّما حاضرة العلم النجف الأشرف. فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً.
(الصفحة 31)
لمحة عن حياة المقرّر الفذّ سماحة
آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني
(قدس سره)
وممّن كان يستقي من معين هذا السيّد العملاق، ويلتزم بالحضور في محافله العلمية، ويضبط محاضراته الفقهيّة والاُصوليّة، سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني. فقد ولد في مدينة قم المقدّسة في سنة 1350 هـ .ق في اُسرة علمية كان على رأسها والده العالم الجليل الفقيه الشيخ فاضل اللنكراني، فأوْلتهُ اهتماماً ورعاية علمية خاصة، حتى أنهى دراسته الابتدائية متفوّقاً على زملائه بل على جميع طلبة مدينة قم.
توجّهت أنظاره نحو الحوزة العلمية، التي كان شغوفاً بها محبّاً لها، فشرع في دراسة علومها الدينية يوم كان عمره ثلاث عشرة سنة، يرافقه في دراسته لسنين طويلة زميله المرحوم الشهيد آية الله الحاج السيد مصطفى الخميني، وهو النجل الأكبر لسماحة الإمام الخميني(قدس سره)، حيث كانا يتذاكران معاً دروسهما الحوزوية.
(الصفحة 32)
وبحكم ما كان يتمتّع به من ذكاء حاد وذهن وقّاد وحافظة قوية،فقد استطاع شيخنا الفاضل أن ينهي دراسته للمقدّمات والسطوح في ستّ سنوات، حضر بعدها البحوث العالية، التي يصطلح عليها في الحوزة بالخارج، وكان له من العمر آنذاك تسع عشرة سنة. فحضر الأبحاث الفقهية والاُصولية لسماحة آية الله العظمى السيد البروجردي وسماحة آية الله العظمى السيد الإمام الخميني(رحمهما الله)لمدّة إحدى عشرة سنة متواصلة، وكان يحضر وسنين طويلة دروس المرحوم العلاّمة الطباطبائي(قدس سره)في التفسير والفلسفة. وفي أثناء هذه المدة منحه العلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه الله تعالى إجازة روائية.
في الوقت الذي كان سماحته مشغولاً بدراسة العلوم الحوزوية كان مشغولاً أيضاً بتدريسها، وهو في عمر خمس عشرة سنة، وقد عرف بكونه استاذاً بارزاً لها، وهذا أمر لم يقع إلاّ لعدّة قليلة من العلماء والفضلاء، وقد نال سماحته ذلك بفضل الله تعالى حيث منَّ عليه بكفاءة عالية وصبر ومواظبة وعمل علميّ دؤوب. إذ كان لا يترك فراغاً إلاّ وملأه بالدراسة والبحث. ممّا جعله يحظى بدرجة الاجتهاد، وهو في الخامسة والعشرين من عمره المبارك، باعتراف من استاذه السيد البروجرديّ(قدس سره).
راح سماحته يدرِّس كفاية الاُصول للمحقّق الخراساني في ستّ دورات كاملة، كما درّس المكاسب للمحقّق الأنصاري في خمس دورات كاملة.
يتربّع الشيخ الفاضل منذ سنين كثيرة على منبر تدريس البحث الخارج فقهاً واُصولاً ولجمع كبير غفير من الأفاضل والأعلام، كما راحت إذاعة الجمهورية الإسلامية تبثّ دروسه; ليستفيد منها من لم تسنح له الفرصة لحضور دروسه دام ظلّه.
(الصفحة 33)
وبعد رحيل الإمام الخميني(قدس سره) ـ الذي كان يؤكّد دائماً على أهمية وجود سماحة الشيخ محمد الفاضل في الحوزة العلمية، وضرورة الاستفادة من وجوده المبارك ـ رجع كثير من المؤمنين إليه في التقليد، وبعد رحيل آية الله العظمى الشيخ الأراكي عرّف ورشّح رسمياً من قبل جامعة المدرسين للحوزة العلمية بأنه الشخص الأول من بين أكابر الأعلام للزعامة الدينية والمرجعية في التقليد.
وكانت مدّة زعامته قريبة إلى خمس عشرة سنة، وله من المقلّدين في داخل إيران وفي خارجها من أورپا والبلدان الشرقيّة كآذربايجان وروسيا وأفغانستان وباكستان، كما أنّ له الكثير من المقلِّدين في البلدان العربيّة، والحقّ أن يُقال أنّه بحسب الكمّية كان في الصدر الأوّل بين المراجع الموجودين في زمانه.
مؤلّفاته
1ـ تفصيل الشريعة، شرح استدلاليّ لكتاب تحرير الوسيلة للإمام الخميني(قدس سره); وهو شرح مفصّل خرجت منه أجزاء كثيرة ستبلغ إن شاء الله إلى سبعة وعشرين جزءاً.
* الاجتهاد والتقليد.
* الطهارة (أربعة أجزاء).
* الصلاة، كانت مجلّداً واحداً، وقد طبعت مرّة ثانية محقّقه في مجلّدين.
* الزكاة، وهو قيد التحقيق.
* كتاب الخمس والأنفال.
* الحجّ (خمسة أجزاء).