(الصفحة 37)
32ـ أحكام اعتكاف (بالفارسيّة).
33ـ أحكام پزشكان و بيماران (الأحكام الطبّية) باللغة الفارسيّة والعربيّة.
34ـ أحكام جوانان، باللغة الفارسيّة وغيرها.
35ـ پنج پيام (خمس نداءات) باللغة الفارسيّة وغيرها.
36ـ كتاب الطهارة، تقرير أبحاث الإمام الخميني(قدس سره).
37ـ أحكام عمره مفرده، بالفارسيّة.
حديث المؤلِّف حول كتاب نهاية التقرير
في عام 1369 كان لي من العمر تسع عشرة سنة، وفّقني الله ـ تعالى ـ لحضور بحث استاذنا البروجردي، وبكلّ شوق ونشاط وبسبب قوّة ذاكرتي كنت أدوّن حين الدرس عناوين البحث ورواياته فقط لاُكمّل كتابته ليلاً، هذه كانت طريقتي في كتابة تقريرات سيّدنا الاُستاذ.
كان يتمتّع سيّدنا الاُستاذ بدقّة في التعبير وعمق في المنهج، إلاّ أنّ وروده في البحث وخروجه منه لم يكن يخلو من غموض، ولهذا كانت كتابة هذه الدروس لا تخلو من صعوبة.
كما كان سماحة السيّد في دروسه كالقاضي الّذي يحمل معه ملفّاً خاصّاً لكلّ قضيّة، ففي كلّ مسألة من مسائل الفقه يحتفظ بملفّ خاصّ لها في صدره، والملفّ يحتوي على روايات المسألة، وأقوال الفقهاء من العامّة والخاصة فيها، وآرائهم المختلفة حولها وحول الرواية الواحدة، وبالتالي يوضّح المسألة المذكورة بشكل جليّ لينتهي أخيراً إلى رأيه بشأنها.
(الصفحة 38)
وفي يوم من الأيّام حضر سماحة سيّدنا الاُستاذ مجلس تعزية لأهل البيت(عليهم السلام)عقد في بيتنا، وبعد انتهاء المجلس وتفرّق الناس حيث لم يبقَ في البيت غيرنا، قال والدي لسماحة الاُستاذ: هل تعلمون أنّ ابني يكتب بحوثكم التي تتفضّلون بإلقائها في دروسكم وهو ممّن وفّق لحضورها؟
فأجاب سيّدنا الاُستاذ: لا.
فقال لي والدي: هات كتاباتك وقدّمها إلى سماحة السيّد.
فجئت بها ووضعتها بين يديه.
فقضى نصف ساعة في قراءتها، ثمّ أورد إشكالاً على نقل كتاب الوسائل لرواية، ثمّ التفت لي وراح يشجّعني على مواصلة ما قمت به، ومن ثَمَّ لم أتأخَّر عن كتابة دروس سيّدنا في يوم إلقائها. وإذا لم اُوفّق لكتابتها في يومها كتبتها في الليلة التالية، وكنت اُقدّم لسماحته كلّ ما أكتبه، فيقرؤه ويرشدني إلى مواضع الخلل فيه.
وقد كتبت بحث اللباس المشكوك، وهو من البحوث المهمّة في كتاب الصلاة، وقد تناوله الاُستاذ بجميع جوانبه الفقهيّة والاُصولية، كتبته بشكل كامل في كراسة مستقلّة وقدّمته إلى سماحته، وبعد انتهائه من مطالعته أخذ يبعث في نفسي العزيمة ويشجّعني على مواصلة الكتابة، وقد أعطاني في وقتها خمسمائة تومان; وهو مبلغ كثير في ذلك الزمان.
ولـمّا انتهيت من إكمال المجلّد الأوّل قدّمته له وقرأه ثمّ أمر بطبعه. وهكذا فعل مع المجلّد الثاني حينما أتممته، فقد بقي عنده اُسبوعاً كاملاً، وبعد أن أتمّ قراءة ثلثيه قال:
لم أجد فيه غلطاً ولا إشكالاً.
فقلت: أتجيزني لأطبعه؟
قال: إذهب وأطبعه وعليَّ ثمنه.
(الصفحة 39)
هذا الكتاب يتناول مباحث الصلاة، وهي ثمرة إحدى عشرة سنة من تدريس السيّد الاُستاذ. وفي اُخريات عمره الشريف درّس بعض كتاب القضاء.
وقد كان لاُستاذنا اهتمام خاصّ به. وأذكر أنّه قال في مجلس ضمّ اثنين أو ثلاثة أشخاص، وقد جرى الحديث حول هذا الكتاب: نحن نذهب من الدنيا ولا يبقى لنا إلاّ هذه الكتب التي اُلّفت باسمنا; وهي التي تحفظ ذكرنا.
كانت وسائل الطبع في ذلك الزمان رديئة، وليست هي كالتي في وقتنا من الجدة والتوفّر; لهذا فقد كتبت كتابي هذا ثلاث مرّات; مرّة مسوّدة، ومرّة مبيضّة، وثالثة كتبت كلّ صفحة على وجه واحد من الورقة، وقدّمته إلى الطباعة.
وهذا العمل كان من الصعوبة بمكان، ومع أنّه أتعبني كثيراً، ولكنّه عمل كنت فرحاً به لما كان يعكس من عطاء سيّدنا الاُستاذ(قدس سره)، وقد تمّ بعونه تعالى وتوفيقه.
وأنا أشكر اللجنة العلميّة في مركز فقه الأئـمّة الأطهار(عليهم السلام)، التي هيّأت هذا الكتاب بطباعة جديدة، فهي خدمة جليلة لفقه أهل البيت(عليهم السلام)، أسأل الله تعالى أن يبارك لهم في مجهودهم، وأن يمنّ عليهم بالتوفيق والسداد.
* * *
(الصفحة 40)
كلمة أخيرة
وقد تمّ هذا المشروع بجهود جماعة من الفضلاء من مركز فقه الأئـمّة الأطهار(عليهم السلام)، نخصّ بالذِّكر منهم سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد رضا الفاضل الكاشاني مدير المركز، وحجج الإسلام والمسلمين الشيخ عباد الله السرشار الطهراني الميانجي، والشيخ رضا علي المهدوي، والشيخ إبراهيم أميري القزويني، والسيّد حسن اليونسي دامت إفاضاتهم، ومن الواجب لنا أن نقدِّم لهم الشكر والثناء، ونسأل الله ـ تعالى ـ أن يوفّقهم لصالح الأعمال، وما يرضى به صاحبنا ووليّنا عجّل الله ـ تعالى ـ فرجه، وأن يجزيهم الله أحسن ممّا يظنّون وما يعملون، وما التوفيق إلاّ بالله، عليه توكّلت وإليه اُنيب.
مركز فقه الأئـمّة الأطهار(عليهم السلام)
محمد جواد الفاضل اللنكراني
(الصفحة 41)
مقدّمة المقرّر
(قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح لعباده دلائل معرفته، وأنهج سبيل هدايته، وأبان عن طريق توحيده وحكمته، وبعث إليهم أنبياء، وجعلهم سفراء بينه وبينهم، يدعونهم إلى طاعته، ويحذّرونهم من معصيته، وصلّى الله على خاتم أنبيائه، وسيّد أصفيائه محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين الهداة المهدييّن، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد، فيقول العبد المحتاج إلى رحمة ربّه الغني، محمّد الموحّدي اللنكراني: إنّ العلم من أعظم الكمالات النفسانيّة، وأشرف الفضائل المعنويّة، وأهمّ ما يجب للإنسان تحصيله، وألذّ ما يتلذّذ الإنسان به; فإنّه نور وضياء، ولمعان وصفاء. وعلم الفقه من بين العلوم مع تشعّب فنونها، وتشتّت شعبها قد اختصّ بمزيّة زائدة، وشرافة فاضلة; لانتهائه إلى الله سبحانه، وتكفّله نظام المعاش والمعاد، وحفظه سعادة الدارين للعباد.