(صفحه 15)
بالموت، مستشهداً بما ورد في باب ترك الحجّ من مثل هذه الرواية(1)،(2)،فمدفوع ـ مضافاً إلى ورود هذا التعبير في مثل ترك الزكاة كما في المتن ـ : أنّذلك ملازم لكونه بعد الموت كافراً حقيقةً، ولازمه عدم جواز دفنه في مقابرالمسلمين، والمعهود من المتشرّعة غير ذلك.
كما أنّه يعلم وجه فضل الزكاة التي هي من أعظم الصدقات، كما ورد فيالآية(3) التعبير بها عنها، فتأمّل جيّداً.
- (1) أي قوله صلىاللهعليهوآله ـ المتقدّم في ص7 ـ : وليمت إن شاء يهوديّاً، وإن شاء نصرانيّاً.
- (2) المستند في شرح العروة الوثقى، موسوعة الإمام الخوئي 23: 4.
(صفحه16)
وهنا مقصدان
المقصد الأوّل: في زكاة المال
والكلام فيمن تجب عليه الزكاة، وفيما تجب فيه، وفي أصنافالمستحقّين لها، ومصارفها، وفي أوصافهم
(صفحه17)
(صفحه18)
من تجب عليه الزكاة
القول فيمن تجب عليه الزكاة
مسألة 1: يشترط فيمن تجب عليه الزكاة اُمور:
أحدها: البلوغ، فلا تجب على غير البالغ. نعم، لو اتّجر له الوليّ الشرعيّ استحبّله إخراج زكاة ماله، كما يستحبّ له إخراج زكاة غلاّته. وأمّا مواشيه، فلا تتعلّق بهعلى الأقوى. والمعتبر البلوغ أوّل الحول فيما اعتبر فيه الحول، وفي غيره قبل وقتالتعلّق1.
1ـ يعتبر فيمن تجب عليه الزكاة اُمور:
الأوّل: البلوغ، فلا تجب على غير البالغ، ويدلّ على اعتباره في النقديناللّذين يعبّر عنهما في بعض الروايات بـ «المال الصامت»(1) ـ مضافاً إلى ما يظهرمن جماعة من دعوى الإجماع عليه(2)، وإلى وجود الشهرة(3) في غيرهما،
- (1) وسائل الشيعة 9: 75، كتاب الزكاة، أبواب ما تجب فيه الزكاة ب14 ح3، وص83 ، أبواب من تجب عليهالزكاة ب1 ح2، وص154، أبواب زكاة الذهب والفضّة ب8 ح2، وص170 ب15 ح4.
- (2) السرائر 1: 432، منتهى المطلب 8 : 23، نهاية الإحكام في معرفة الأحكام 2: 298، الروضةالبهيّة 2: 11 ـ 12، مدارك الأحكام 5: 15، مفتاح الكرامة 11: 14 ـ 15.
- (3) تحرير الأحكام 1: 347، الحدائق الناضرة 12: 18، مفتاح الكرامة 11: 15.
(صفحه19)
كالغلاّت والمواشي وإن نسب الخلاف إلى جماعة(1) ـ أنّ أكثر الأدلّة الواردةفي الزكاة، كالآيات التي عطف فيها إيتاء الزكاة على إقامة الصلاة(2)، إنّما هيبلسان التكليف، والحكم التكليفي يختصّ بالبالغ.
وقد حقّقنا في كتابنا «القواعد الفقهيّة» أنّ من جملة تلك القواعد عدماختصاص الأحكام الوضعيّة بالبالغين، وشمولها لغير البالغين، كضمان الإتلاف،وضمان الغصب، ومثلهما من الأحكام؛ وأنّ حديث(3) رفع القلم عن الصبيّحتّى يحتلم ويتّصف بالبلوغ، لا دلالة فيه إلاّ على رفع الأحكام التكليفيّةالالزاميّة وجوباً أو حرمة بلحاظ استتباعها للمؤاخذة(4).
وعليه: فلا وجه لما عن بعض الأعلام قدسسره ممّا يرجع إلى أنّ إطلاق الحديثيعمّ الوضع والتكليف بمناط واحد(5)؛ لما عرفت من عموميّة الأحكامالوضعيّة.
نعم، أوردنا هناك(6) على الشيخ الأعظم قدسسره بأنّه بناءً على مختاره؛ من عدمكون الأحكام الوضعيّة مجعولة مستقلّة، كالأحكام التكليفيّة ـ بل إنّما هيمنتزعة عنها ومأخوذة منها، فالزوجيّة منتزعة من جواز الوطء والاستمتاعمثلاً، والملكيّة مأخوذة من جواز التصرّف المطلق، والضمان في الإتلاف مثل
- (1) المقنعة: 238، مسائل الناصريّات: 281، النهاية: 174، المبسوط 1: 234.
- (2) تقدّمت تخريجها في ص13.
- (3) الخصال: 94 ح40 وص175 ح233، وعنه وسائل الشيعة 1: 45، كتاب الطهارة، أبواب مقدّمة العباداتب4 ح11.
- (4) القواعد الفقهيّة 1: 319 ـ 325.
- (5) المستند في شرح العروة الوثقى، موسوعة الإمام الخوئي 23: 6.
- (6) أي في القواعد الفقهيّة 1: 323 ـ 325.